خبر حاتم عبد القادر: القدس مغيّبة عن أجندة وميزانية سلطة رام الله

الساعة 06:19 م|07 يناير 2010

مسؤول ملف القدس بحركة فتح حاتم عبد القادر :

القدس مغيّبة عن أجندة وميزانية سلطة رام الله والاحتلال يخطط لتقسيم "الأقصى

حاوره / عصام أبو ثائر

أكد حاتم عبد القادر، مسؤول ملف القدس بحركة "فتـح"، أن مدينة القدس المحتلة كانت مغيبة من أجندة وميزانية السلطة الوطنية في رام الله، رغم تصاعد الهجمة الصهيونية والاستيطانية هذا العام. مشددا على أن ما يجري في المدينة المقدسة ومحيط المسجد الأقصى يمثل جريمة حرب ضد المدينة وسكانها الأصليين.وقال عبد القادر وهو وزير سابق في حكومة سلام فياض، أن عام2009كان اشد الأعوام ضراوة وتهويداً وانتهاكاً لمدينة القدس من قبل الاحتلال والمستوطنين.

 

الاعتداء على المسجد الأقصى

 

وشدد عبد القادر، أن الاعتداءات على المسجد الأقصى ليس فقط من فوق الأرض بل هناك اجتياح من تحت الأرض".موضحاً أن ذلك يسير من خلال الاستمرار بشق شبكة الأنفاق أسفل تحت المسجد الأقصى والتي كان آخرها شبكة أنفاق من منطقة سلوان والتي تتجه شمالاً إلى الحائط الجنوبي للأقصى.

 

وأشار القيادي الفتحاوي، أن هذه الحفريات أصبحت تشكل خطرا على البنية الإنشائية وخاصة بعد سقوط بعض الأشجار المعمرة.مؤكداً بأن تبين أن هناك انخفاض خطير في منسوب التربة الموجودة أسفل الأقصى مما أدى إلى انهيارها وهذا يعني أن أسفل المسجد أصبح مفرغا من التربة.

 

وأضاف عبد القادر معقباً على انهيار جزء من الشارع الواصل بين بلدة سلوان والمسجد الأقصى مطلع الأسبوع أن هذه ليست المرة الأولى التي تحدث فيها مثل هذه الانهيارات وأن الحديث يدور عن حفريات إسرائيلية واسعة النطاق تجري في العديد من المناطق المحيطة بالمسجد الأقصى المبارك.

 

ولفت عبد القادر أن هناك أيضاً عملية سطو مسلح للآثار التاريخية الإسلامية تجري في محيط المسجد الأقصى وخاصة في الجهة الجنوبية الشرقية المنطقة المعروفة بالقصور الأموية حيث تقوم سلطات الاحتلال الصهيونية بسرقة أحجار تاريخية من هذه القصور.

 

وأضاف: "نخشى أن تقوم سلطات الاحتلال بتفريع المنطقة المحاذية للجدار الجنوبي من أجل فتح ثغرة لدخول باحات المسجد الأقصى. مشدداً على أن الاحتلال الصهيوني يخوض صراعا من اجل تقسيم المسجد الأقصى المبارك.وبين أن الاحتلال الصهيوني يستخدم كافة الوسائل من اجل فرض واقع جديد داخل المسجد الأقصى من خلال الاقتحامات المستمرة التي يحاول المستوطنون القيام بها، والتي شهدت مؤخرا تصعيدا ً خطيرا خلال الشهرين الماضيين.

 

سياسة الإبعاد

 

وبخصوص القرارات العسكرية لأبعاد بعض القيادات الوطنية والإسلامية من المسجد الأقصى، قال عبد القادر: "عمليات التصدي للمستوطنين المتطرفين من قبل المواطنين والقيادات الوطنية والدينية والتي أحبطت كافة المحاولات لاقتحام الحرم القدسي. أدت إلى قيام حكومة الاحتلال باتخاذ إجراءات ضد عدد من الشخصيات القيادية الوطنية والدينية.وقد تمثلت هذه الإجراءات في قرارات إبعاد أصدرتها ما تسمى بـ" الجبهة الداخلية في جيش الاحتلال "بحق عدد من  الشخصيات الفلسطينية.

 

ويشار هنا إلى أن الاحتلال اصدر مؤخرا قرارات بالإبعاد عن المدينة المقدسة بحق حاتم عبد القادر، والشيخ عكرمة صبري رئيس الهيئة الإسلامية والمسيحية، والشيخ رائد صلاح".

 

وأوضح عبد القادر:" أن هذه القرارات العسكرية كانت بحسب قانون الطوارئ البريطاني عام 1945، وهذا يؤكد أن الكيان الصهيوني أصبح يستخدم الإحكام والقوانين العرفية أيام الانتداب البريطاني على مدينة القدس، وهذا القوانين لا تستخدم إلا في الحرب وهذا يعني أن سلطات الاحتلال تقود الآن حربا مع المقدسيين من اجل تهويد مدينة القدس وفرض واقع جديد داخل المدينة.

 

وأكد مسؤول ملف القدس بحركة فتح، ان هذا المنع يشكل تدخلا في الحرية الدينية وحرية العبادة، والهدف من القرارات إبعاد الفعاليات والشخصيات الوطنية والدينية المقدسية عن المسجد المبارك، وهو توطئة لمحاولات جديدة يعتزم المستوطنون المتطرفون القيام بها لدخول المسجد الأقصى.

 

الاستيلاء على المنازل

 

وحول التصعيد الصهيوني في الاستيلاء على المنازل بحي الشيخ جراح، شدد أن هناك  سياسة صهيونية مزدوجة لتغيير الوضع الديموغرافي داخل القدس من خلال هدم المنازل وسحب الهويات والجدار والاستيلاء على الأراضي و المنازل التي يدعي المستوطنين  ملكيتهم للأرض المقامة عليها المنازل قبل عام 1967.

 

وأكد عبد القادر، أن القضاء الصهيوني أصبح شريكا للمستوطنين وقام بإصدار قرارات استناداً إلى وثائق مزورة ويدعون فيها بملكيتهم لبعض المنازل، حيث تم الاستيلاء على أربعة منازل من أصل 28 منزلا مهددة بالاستيلاء عليها.

 

مصادرة الأراضي

 

وقال القيادي الفتحاوي "عبد القادر"، إن هناك خطة صهيونية متكاملة ضد مدينة القدس تستهدف تفريغها من سكانها وطردهم وإحداث خلل في التركيبة السكانية لصالح اليهود".

وكشف عبد القادر النقاب عن خطة تسمى بـ"2020" تهدف إلى مصادرة المزيد من الأراضي بالقدس والمزيد من بناء الوحدات الاستيطانية وهدم المنازل.

وأشار:"أن المواقع الاستيطانية المحيطة بالقدس المحتلة هي جزء من مخطط صهيوني لفرض أمر واقع جديد ومصادرة ما تبقى من الأراضي". مضيفا " المعركة الآن هي معركة ديموغرافية، والوضع الديموغرافي بالقدس غير مريح بالنسبة لليهود، فالفلسطينيين يشكلون 34 % من نسبة السكان في شطري المدينة الغربي والشرقي،وسيبلغ عدد السكان عام 2020 إلى 41%، أما سنة 2035، فيصل إلى 51 %، والكيان الصهيوني خائفة من هذا الارتفاع في عدد السكان.

 

حماية المقدسيين

 

وبين حاتم عبد القادر، أنه تم تشكيل لجنة شعبية مقدسية لحماية المواطنين والمنازل وخاصة في منطقة حي الشيخ جراح الذي يتعرضون أهلها ليلاً ونهاراً لاعتداءات المستوطنين.

 

وأشار أن الهدف منها، هو عدم السماح للمستوطنين بالتفرد بهذه العائلات والاستيلاء على المنازل.مشيراً أن هناك عدد كبير من الشبان المقدسيين يقومون بحراسات ليلية من اجل حماية المواطنين والمنازل.