خبر بعد أن أعتقل وإياه في سجن واحد..« فتحي » يحضتن والده سبع سنوات ويتمنى المزيد

الساعة 12:20 م|07 يناير 2010

بعد أن أعتقل وإياه في سجن واحد.."فتحي" يحضتن والده سبع سنوات ويتمنى المزيد

فلسطين اليوم- غزة

قال الأسير السابق، الباحث المختص بشؤون الأسرى عبد الناصر فروانة، إن الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي ليسوا مجرد أرقام وبيانات، بل انتماء وقضية، مآثر وبطولات، قصص وحكايات.

 

وأوضح أن حكاية الأسير إبراهيم جابر أحد أبرز قائمة 'جنرالات الصبر'، هي واحدة من تلك الحكايات التي حملت في ثناياها ما تفخر به النفوس وتعتصر له القلوب وتذرف له الدموع.

 

ودعا كافة المؤسسات المعنية بالأسرى وحقوق الإنسان والتي تمتلك الإمكانيات البشرية والمادية إلى الارتقاء بمستوى فعلها ومساندها ودعمها للأسرى القدامى من خلال تسليط الضوء على معاناتهم وإبراز حكاياتهم مع الأسر وما تعرضوا له خال سنوات اعتقالهم الطويلة.

 

وفي هذا الصدد ذكر فروانة أن الأسير جابر يعتبر أحد أبرز قائمة 'جنرالات الصبر ' وهو مصطلح يطلق على من مضى على اعتقالهم أكثر من ربع قرن، وخامس أقدم أسير في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وعميد أسرى الخليل، قد أتم اليوم عامه السابع والعشرين في الأسر وسيدخل غدا عامه الثامن والعشرين بشكل متواصل.

 

وأضاف أن الأسير إبراهيم فضل ناجي جابر ( 56 عاماً )، كان قد اعتقل في الثامن من يناير عام 1982، وحكم عليه بالسجن المؤبد ثلاث مرات، وهو موجود الآن في سجن (ريمون ) المقام في صحراء النقب جنوب فلسطين.

 

وأشار إلى أن الأسير جابر كان قد تزوج عام 1975 ورزق بثلاثة  أبناء وبنت، كان عمر أكبرهم حين اعتقاله ' فتحى' أقل من ( 6 سنوات ) وفاطمة ( 4سنوات ) وزياد ( أقل من سنتين )، فيما رزق بنجله فرج  بعد اعتقاله ببضعة شهور، حيث أنه اعتقل وزوجته حامل في شهورها الأولى.

 

وتابع أن الأقسى أنه حرم طوال فترة اعتقاله من احتضان نجله ( فرج )، ولا يزال يحلم باحتضانه دون قضبان، أو حتى خلف القضبان و داخل أسوار وغرف السجن كما حصل مع نجله فتحي.

 

وكشف فروانة عن وجه آخر من حكايات الأسير مع الأسر وخلال فترة اعتقاله الطويلة، متمثلا باعتقال نجله البكر فتحى في السنوات الأولى من انتفاضة الأقصى وبالتحديد عام 2001، وصدر بحقه حكماً بالسجن 15 عاماً، بتهمة مقاومة الاحتلال والانتماء لحركة ( فتح )، وأمضى منها (7 سنوات) وأطلق سراحه ضمن الإفراج السياسية في أغسطس عام 2008

 

وخلال اتصال هاتفي أجراه فروانة مع نجله والأسير السابق ( فتحى ) قال الأخير: 'اعتقل والدي وأنا لم أتجاوز السادسة من عمري، ومع ذلك كنت أعتقد بأنني أعرف والدي من خلال الصور والزيارات المتقطعة، ولكن حينما اعتقلت وعشت معه في نفس الغرفة لسبع سنوات هي مجموع فترة اعتقالي، اتضح لي بأنني لم أكن أعرفه من قبل وأنني تعرفت عليه من جديد، فنشأت علاقة الابن بالأب وشعرت وللمرة الأولى في حياتي بحنان الأب وعطفه، وبعد تنهد عميق استطرد قائلاً: قصتي مع والدي ولقائي به في السجن تصلح لأن تكون سيناريو مسلسل أو قصة لفيلم، تعكس مدى شوق الأب الأسير لأبنائه، لأسرته، لأطفاله، لأحبائه.

 

وتابع: طوال الستة شهور الأولى من اللقاء داخل غرفة السجن، كان يحضنني في اليوم مرات ومرات، وينادي علىّ ويجلسني في حضنه، وكان يعاملني وكأنني طفلاً، أو أنه يريد تعويض ما فاته من العمر بجانبنا أو أنه يريد أن يستذكر ويستعيد تلك السنوات التي أمضاها معنا قبل الأسر حينما كان يحضنني. وأضاف، كنت سعيداً جداً بذاك اللقاء رغم مرارة السجن والسجان وبتلك المشاعر التي انتابتنا، لدرجة لا توصف ولا يمكن أن توصف، وبذات الوقت كنت أشعر بالألم، لأنني أحسست كم كان والدي يتألم ونحن بعيدين عنه .. شعرت وبصدق بحجم معاناته... )

 

وختم بالقول: حينما غادرت السجن، أجهش بالبكاء، فعين بكت فرحاً بتحرري، وأخرى بكت ألماً على فراقي، ومشاعره اختلطت ما بين الفرح والحزن، ما بين الرغبة في أن تطول فترة لقائي به وبقائي معه في الأسر رغم مرارته، وما بين رغبته في أن تمر الدقائق والساعات سريعة كي أعود إلى بيتي وأن لا أمضى ما تبقى من سنوات فترة حكمي ... متسائلاً لا أعرف متى سألتقي به من جديد ودون قضبان داخل السجن أم خارجه ؟'.