خبر الكمامات .. يديعوت

الساعة 12:26 م|06 يناير 2010

بقلم: يونتان يفين

المجلس الوزاري المصغر قرر توزيع الكمامات على الجميع. حتى الان وزعوا فقط لاولئك الذين في مناطق المواجهة. وكأن الدولة هي مملكة سمينة ما، فقط أطراف ثوبها  تبتل بمياه المستنقعات المعادية. وكأنه يوجد هنا مناطق غير مواجهة. وكأن الاختيار ليس عمليا بين راجمات غزة وصواريخ طهران.

وبالفعل يسأل نفسه السيد اسرائيلي بتخوف – لماذا؟ لماذا اليوم؟ لماذا الان؟ هل ستنشب حربا قريبا؟ هل عاد حزب الله ورفع رأسه الملتحي؟ وهل ربما ستسقط هنا أخيرا الجهاد 5 والحشغاد 3 من طهران؟ وربما البندوق نتنياهو بشكل عام سيسبق فيهاجم؟ حسنا، الان كل شيء واضح. اول أمس فقط اوباما ضم حاجبيه، وليبرمان ضحك وهو يلوك الكلام في فمه. أسنهاجم ايران، إذن، وربما لا؟

لعل مجرد أحد ما، هامس ناقش، جلس هناك في الاروقة المكيفة جدا وبحث عن شيء يتصدى له. فكر لنفسه: أولا، منذ زمن بعيد لم اكن في العناوين الرئيسة، إذ ان كل شيء يبدأ في هذا. ثانيا، لا بد انه يمكن التسلق على فزع جماهيري ما. الصحة تحتل في هذه اللحظة انفلونزا الخنازير. الامن الداخلي يفقع من كثرة الاباء القتلة ومحبي الاطفال الشاذين المرتقبين. حسنا، يقول وهو يضرب على كرسيه، لم يتبقَ غير العودة الى الاوبيرا التي لا يملها احد ابدا: فزع الامن القومي. الكمامات.

"اولئك الذين لم يحصلوا على كمامة اشتكوا من التمييز"، همس بشعار في اذن سكرتير رئيس مكتب الاخت المزعومة للنائب الاول لرئيس الوزراء. "لا مفر، يجب التوزيع للجميع". ولكن لا حاجة، تساءل نتنياهو في جلسة المجلس الوزاري القادمة. لهذه الفرصة بالضبط توقع في مخاوفنا الامنية. وهو ينظر الى الحاضرين "مهموما"، في نوع من الصدمة المفتعلة، التي تساوي على الاقل عنوانا رئيسا في الصفحة الثانية وخبرا أولا في القناة 10 او العكس. تمييز، يقول. لا يوجد أي تمييز يؤكد نتنياهو. بالتأكيد هناك حاجة. بتقديرنا – هناك حاجة.

وهكذا تنطلق على الدرب خطة عقيمة اخرى، وهكذا يدفعون بمليار شيكل اخرى من صندوق الدولة. النابش رأى فتحة فزق أنفه. هذه كل القصة. والقصة تخدم الجميع: تدر مالا الى منتجي الكمامات والحاصلين على عطاء التوزيع، تصرف انتباه المواطنين عن المشاكل العميقة المشتعلة، تنعش الصورة المشروخة لامراء البلاد الذين توجد لهم في هذه اللحظة قضايا جنائية بالانتظار، واكثر من ذلك: تؤكد ضرورة همس منشىء المخاوف، "رب التظاهر" الذي يصبح من يوم الى يوم رب البيت.

وذاك، ما الذي اراده بشكل عام؟ ان يدق اسفينا في عجلة ما. ان يعرقل وان يبطىء، وان يبني زخما. وبشكل عام اقترح ان توزع الكمامات كي يتوجه اليه احد ما ليقول: قل لي، أجننت؟ هل تعرف كم يكلف هذا؟ ونحن ايضا في وسط صفقة شليت. حسنا، ماذا تريد؟ هكذا وهكذا وتعيين لابنة عمك؟ حسنا ولكن بربك: اشطب هذا من الاجندة. مصافحة، ابتسامة، غمزة، كمامة.

سيقول الفاهمون: وماذا؟ هذه هي الحياة والباقي سذاجة. وبالفعل، ليست هذه هي الحياة. سرقة العقل ومحاولات صرف الانتباه هي عكس الحياة. هي ضد الحياة. هي الاسافين التي يعاد دقها في عجلات العربة وتمنعها من التحرك. وعلى دق الاسافين فقط حتى اليهودي الاكثر ذكاءا في البلدة، لا يعتاش.