خبر المفاوضات: طريقة شرق اوسطية .. اسرائيل اليوم

الساعة 12:24 م|06 يناير 2010

بقلم: درور ايدر

منذ وقت غير بعيد اجريت مقابلة مع الكاتب ايلي عمير بمناسبة 25 سنة على نشر كتابه "ديك الكفارة" عن طفولته في الخمسينيات كفتى هاجر من العراق. الكتاب يلمس موضوعا يدور حوله الحديث جدا في العقود الاخيرة: معرفة الاخر. ليس معرفة بالاسلوب المتعالي لدارسي علم الانسان البريطانيين في القرن التاسع عشر، بل محاولة عميقة لفهم آخر من زاوية نظره. احترام ثقافته، الرموز الاجتماعية والقيمية لديه، ومحاولة ترجمة ذلك الى لغة الناظر.

عمير تحدث عن موضوع برأيي هو احد العيوب الكبرى للتعليم في اسرائيل: تعليم العربية او للدقة: عدم تعليم العربية. "من يريد أن يعرف شعبا آخر ملزم بان يقرأ أدبه وشعره ويستمع الى نغماته"، قال عمير. بينما نحن مكشوفون امام شعوب المنطقة، فاننا غير قادرين على أن نقرأ، ان نستمع وان نشاهد الوفرة الثقافية، الاخبارية والاجتماعية للشرق الاوسط دون وسطاء، وهؤلاء ليسوا دوما نزيهين.

وعندها فاجأ عمير واضاف امورا قاسية بالنسبة للمفاوضات على جلعاد شليت. فقد قال اننا لا نفهمهم، ولهذا لا نعرف كيف ندير المفاوضات معهم. وتحدث عن حماس التي تبتزنا في مفاوضات "البازار الشرقي" حقا. انتقاد عمير لم يتلخص فقط بالنسبة لادارة المفاوضات بل وايضا بالنسبة لجملة الضغوط المدنية والاعلامية التي نشهدها جميعا في الفترة الاخيرة. "بدلا من أن نتظاهر امام الصليب الاحمر والامم المتحدة"، قال الكاتب بألم، "انظر ماذا نفعل بأنفسنا! نتظاهر ضد الحكومة. نسحقها، ندمرها، نلزمها بان تتنازل".

امور اعادتني الى موشيه شارون المستشرق الهام الذي نشر في العام 1994 مرشدا للمفاوضات في الشرق الاوسط. وها هنا بضع نقاط اساسية: اكتسب المعرفة – ولا تبيع أبدا! أبدا لا تكون اول من يقترح شيئا على الطرف الاخر. اذا تحدثت اولا – فقد خسرت؛ أجل دوما؛ لا توافق. دوما استخدم قول "هذا لا يقترب من الحد الادنى" وانصرف عن الطاولة. الزبون العنيد يحقق اسعارا جيدة؛ لا تسارع الى اقتراحات مضادة. دائما سيكون هناك الوقت لذلك، دع الطرف الاخر يجري تعديلات كنتيجة لـ "خيبة أملك". الصبر هو عنوان اللعبة.

أعد مسبقا خطة عمل مفصلة مع خطوط حمراء. ولا تري ذلك لطرف ثالث. فهو سيصل الى خصمك بسرعة كبيرة؛ لا تبقي ابدا شيئا غير واضح. امتنع دائما عن "الصياغات الابداعية". اذكر – العرب هم فنانو اللغة والتباكي. تصرف مثلما في السوق: تحدث بالشواكل والاغورات.

لا مكان للمشاعر، لا في السوق ولا حول طاولة المباحثات. في الشرق الاوسط "لا تدفع من جيبك على الكلمات". كلمات ودية، مثلما هي انفجازات الغضب، اللمسات الجسدية مثل امساك الايدي، القبلات، تقريب الخدود والعناق – كلها مناورات مقبولة ولا ينبغي تفسيرها كممثلة للسياسة؛ احذر من المعتقدات الشعبية بالنسبة للعرب والشرق الاوسط، مثل "الشرف العربي".

اذكر: شرف يوجد لك ايضا، وهو ليس اقل من "الشرف العربي"؛ لا صلة لهذا بالامور موضع الحديث في المفاوضات. لا تفعل أو تقل ابدا شيئا لان "هذه هي العادة". اذا كان اكتشف الطرف العربي بانك "تلعب دور مختص علم الانسان"، فهو سيستغل ذلك. حتى هنا الخلاصة السطحية للقواعد.

الرأي يقول ان القاسم المشترك بين موشيه شارون وايلي عمير هو حقيقة أنهما يعرفان "الاخر" الشرق اوسطي معرفة بلا واسطة، لا عبر الكتب ولا عبر الخيال الليبرالي. هذا لعناية من ينبغي لهم ان يديروا المفاوضات بين اسرائيل وجيرانها واعدائها.