خبر خبير إسرائيلي: فشلنا في محاربة الأنفاق و« الجدار الفولاذي » لن يضع حداً للتهريب

الساعة 09:02 ص|06 يناير 2010

فلسطين اليوم : القدس المحتلة

أكد الخبير الجيولوجي ومستشار رئيس أركان جيش الاحتلال السابق موشيه يعالون لشؤون الأنفاق يوسي لانغوسكي أن الجدار الفولاذي الذي تبنيه مصر على الحدود مع قطاع غزة لن يضع حداً للتهريب عبر الأنفاق بين مصر وغزة, وسيفشل كما فشلت كل محاولات إسرائيل بالسابق في مواجهة الأنفاق.

يشار إلى أن لانغوسكي يشغل منصب عقيد في احتياط الجيش الإسرائيلي وهو رجل استخبارات سابق وحائز على وسام الشرف الرفيع وجائزة إسرائيل في الأمن وجيولوجي مشهور, وقد استضافته إذاعة الجيش للحديث عن الجدار الفولاذي وإمكانية نجاحه في منع التهريب.

وشدد لانغوسكي على أن مصر تبني جدار فولاذي بعمق من 20 إلى 30 متر مكون من مادة صلبة يصعب صهرها, إلا أنها تضع أمام الفلسطينيين تحدي جديد وهم بدورهم سيبذلون جهودهم للتغلب عليه وسينجحون في ذلك.

وأوضح لانغوسكي أن الفلسطينيين سيقومون بحفر أنفاق يزيد عمقها عن الـ20 متراً, وذلك على فرض أن الجدار لا يمكن خرقه, وسيتمخض عن ذلك أن الأنفاق ستكون أكثر تطوراً وأكبر حجما وأقل عددا.

وأضاف الخبير الإسرائيلي "إن الجدار سيخفف حجم التهريب عبر الأنفاق فقط على مدى الفترة الزمنية القريبة, ولكن خلال وقت قصير سيتغلب الفلسطينيين على هذه العقبة و سيمرون من أسفله".

وأشار لانغوسكي إلى أن الطريقة الوحيدة التي يمكن أن تكون ناجعة في محاربة التهريب هي أن يقوم المصريين بإعلان المنطقة التي يبلغ عرضها 1.5 إلى 2  كيلومتر قبل محور صلاح الدين نحو الجنوب بأنها منطقة محظورة أمنيا ولا يسمح لأي شخص بالتحرك فيها, مستدركا أن ذلك سيحد من التهريب إلا أنه لن يمنعه بشكل كامل.

حول سؤال للمذيع حول الدور الأمريكي في هذا المجال حيث ينشطون بشكل مكثف على محور صلاح الدين, قال الخبير الإسرائيلي "أنا لا أريد الحديث عن ما جربناه وما لم نجربه, فأنا مرعوب للغاية إن قصة جلعاد شاليط ستتكرر وربما بصورة اكبر وأوسع".

وأضاف "ليفهم الجميع أن ما بذلته إسرائيل وجيشها خلال السنوات الأخيرة من اجل مكافحة التهريب عبر الأنفاق كانت نتائجه الفشل الذريع لإسرائيل, وربما سيهاجمني البعض على هذه الأقوال, ولكنني أعرف ما أقول, وأعتقد أن إسرائيل في معركتها ضد الأنفاق فشلت فشل ذريع".

ونوه لانغوسكي إلى تحذيره قبل خمس سنوات من أن الأنفاق ستشكل خطرا امنيا استراتيجيا على إسرائيل وحينها لم يأخذ المعنيين تحذيره على محمل الجد ولم يتأهبوا لمواجهة هذه المعضلة بالصورة التي يجب أن يتأهبوا لها.

وأضاف "ليس لدي ما أضيفه فأنا تحدثت بصورة واضحة للغاية وأنا متأكد من أن وزارة الدفاع ستهاجمني ولكني أقول بكل هدوء إنني أدرك جيدا عن ما أقول ويؤسفني أنني لست مخطأ في هذا الموضوع".