خبر « هآرتس » تفتح ملف اغتيال الرئيس ياسر عرفات

الساعة 07:30 ص|06 يناير 2010

فلسطين اليوم : القدس المحتلة

"بعد ثلاثة عشر يوماً من مغادرته رام الله في الساعة الثالثة والنصف من فجر يوم الحادي عشر من شهر نوفمبر عام 2004م، توفي رئيس السلطة الفلسطينية السابق ياسر عرفات في إحدى مستشفيات باريس, وكان قبل ذلك انتشر في جسده مرض غامض لم يستطع الأطباء أن يشخصوه إلى الآن"، بهذا بدأت صحيفة "هآرتس" العبرية في عددها الصادر اليوم، حديثها عن الرئيس الراحل .

وتضيف الصحيفة:" ويسود الاعتقاد لدى الفلسطينيين أن سبب الوفاة هو حالة تسمم تقف خلفها إسرائيل، وقد ردد هذا الاتهام ابن أخت عرفات ناصر القدوة, وكذلك زوجته سهى".

وتتبع :" وكان كتاب "الحرب السابعة" للكاتب الإسرائيلي عاموس أرئيل قد أكد أن التقرير السري للمستشفى الفرنسي الذي كتبه نخبة من أطباء المستشفى الذي عولج فيه عرفات, كان يهدف لإيضاح طبيعة موت عرفات إلا أنه تجاهل السبب الرئيس لوفاته, مما كرس الاتهام لإسرائيل".

التقرير لم يشر إلى قضية التسمم بأنها سبب الوفاة, وتم عمل الفحوصات في ثلاث مستشفيات مختلفة وجميعها جاءت بنفس النتيجة, إلا أن التقرير لم يحل المعضلة، حيث أن عينات الدم التي أخذت من عرفات وتم إخراجها إلى تونس فقدت تماماً, إلى جانب أن التقرير لم يذكر تلك العلامات التي ظهرت على وجه عرفات, وكذلك فإن زوجته سهى رفضت إجراء فحص خاص بالكبد لزوجها, الأمر الذي يزيد من غموض هذه القضية ويصعب معرفة السبب الحقيقي للوفاة".

وتوضح "هآرتس" أن "الملفت للانتباه أن التقرير الذي يتكون من مئات الصفحات ويشمل كل علاج وكل فحص وكل مرض له علاقة بوفاة عرفات، لم يذكر ولو بكلمة واحدة أن عرفات توفي متأثراً بمرض "الإيدز" أو حتى تم إجراء فحص كهذا له".

وكان الطبيب الخاص لعرفات الدكتور أشرف الكردي قد أكد أن الأطباء الفرنسيين وجدوا جرثومة "الإيدز" في دم عرفات, وأضاف "أن الحديث يدور عن مادة تم حقنها في دم عرفات من أجل التغطية على عملية التسمم".

وفي نهاية التحقيق غير البسيط تبقى عدة احتمالات منطقة لما حدث- حسب صحيفة هآرتس- أولها أن عدم ذكر فحص "الإيدز" في دم عرفات يعني أن هناك محاولات للتزييف، ولكن يجب ألا ننسى أن هناك خلل في الجهاز الهضمي قد يكون سببه تناول أطعمة فاسدة أو مسممة كان لها مضاعفات سلبية في الدورة الدموية.

ومن المحتمل أن المضادات الحيوية التي تلقاها الرئيس عرفات في المقاطعة قضت على الفيروسات داخل جسده وعليه لم يوجد مكان لكشف التسمم.

وعلى كل فإن القضية تبقى يكتفنها الغموض, علماً بأن أحد الخبراء قد أشار إلى أنه من الممكن ألا يكون سبب الوفاة هو مرض "الإيدز" ومن الممكن أن يكون عملية تسمم، حتى أن اللجنة الخاصة التي أقامتها السلطة الفلسطينية للتحقيق في وفاة عرفات لم تؤتِ ثمارها حتى الآن ...