خبر واقع إسرائيل في نظر نخبتها:« نزهو بالحروب وإن كنا لم نحصِّل تاريخياً كثيراً من أهدافها »

الساعة 02:41 م|05 يناير 2010

فلسطين اليوم : غزة

"إن إسرائيل مع الإجلال كله لقوتنا وللقنابل الذرية التي نملكها، لم تعد قادرة على الانتصار في أي حرب، وليس من المهم البتة أي حرب ستكون وفي مواجهة من ستتم"، بهذه الحقيقة صارح الكاتب الإسرائيلي كوبي نيف في مقالٍ نشرته صحيفة "معاريف" الرأي العام الإسرائيلي قبل أسابيع قليلة من بدء الحرب على قطاع غزة.

"فإسرائيل - عند هذا الكاتب - ومنذ حرب الأيام الستة لم تنتصر في أي حرب، أن النصر في الحرب لا يعني أننا دمرنا وقتلنا منهم أكثر مما دمروا منا فليس في الحرب كرة قدم، النصر في الحرب يعني تحصيل الأهداف التي أقمناها لأنفسنا ساعة نشوبها".

وهنا نتساءل:"هل كان الرجل يقرأ الطالع؟ بالمطلق لا، لكنه استطاع أن يرصد وبدقة حال ومآل ما تحقق لإسرائيل من أهداف حتى الساعة.. ماذا عن ذلك؟".

أما الحاخام اليهودي يسرول ويس من جماعة اليهود المتحدين ضد الصهيونية فيرى "أن إسرائيل أفسدت كل شيء على الناس جميعاً، اليهود منهم وغير اليهود، إذ حولت الصهيونية الديانة اليهودية من دين روحي إلى شيء مادي ذي هدف قومي للحصول على قطعة أرض".

واعتبر "أن هذه الحرب الدائرة مع الفلسطينيين خاصة أو مع العرب عامة ليست دينية، بل دنيوية".

ونمضي مع الأكاديمي الإسرائيلي إيلان بابي -المنبوذ في بلده والذي اضطر للاستقالة كمحاضر رئيسي للعلوم السياسية بجامعة حيفا ومغادرة إسرائيل بسبب دعوته لمقاطعة أكاديمية الجامعات الإسرائيلية- الذي يؤكد أن "إسرائيل مارست التطهير العرقي ضد العرب، وتأييده لمقاومة الفلسطينيين".

ويقول بابي في الرد على تساؤل حول ما إذا كان النزاع العربي -الإسرائيلي يجتاز الآن أسوأ مراحله :"إنني لا أزال اعتقد أن أسوأ لحظة كانت عام 1948 وقت عمليات التطهير العرقي، ومع ذلك فإن المرحلة الراهنة سيئة جداً، إنها المراحل الأخيرة لمساعي إسرائيل الأحادية لتقسيم الضفة الغربية إلى جزأين واحد يلحق بها والآخر يصبح معسكر اعتقال كبير".

ويصف هذا الأكاديمي الوضع في غزة بأنه "أسوأ مما كان قائماً في جنوب إفريقيا، ولأنه بسبب مقاومة الفلسطينيين لحالة السجن هذه تشن إسرائيل سياسة قتل جماعي متصاعدة ويبدو العالم غير مبالٍ، والعرب غير مكترثين لما يحدث من مذابح هناك".

واعتبر أن "ما يجري في غزة يجعلنا نلجأ إلى مقاربة تاريخية صادقة، ففي ستة أيام من العام 1967 استولت إسرائيل على سيناء بأكملها وهضبة الجولان والضفة الغربية وغزة، ويومها لم تكن تملك قنابل الأنفاق والأعماق من طراز GBU ولا طائرات F16 ولا دبابات "الميركافا" واليوم تمضي الأسابيع وهي عاجزة عن إخضاع المقاومة في غزة ".

هنا نعود للوراء حينما تحدث الكاتب الإسرائيلي ألوف بن في مقالٍ نشرته "هآرتس" بعد 14 يوماً على الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة مطلع العام الماضي، حيث قال: "يجب أن نخرج من غزة قبل أن نتورط في حرب استنزاف، فقد بات القطاع يمثل للجيش الذي لا يقهر موقع وموضع اختبار لحرب استنزاف قائمة وليست قادمة".

مما سبق نلاحظ أن الحقيقة باتت معروفة من قبل التيارات النخبوية الإسرائيلية لأنهم أكبر من حدود الكيان الإسرائيلي ولأنهم جزء من ثقافة أكبر من ثقافة تخاريف "تلمودهم"، وليسوا جميعا صيغة ثقافة الصهيونية.

ورداً على تصريحات الطرف الفلسطيني المعتدل التي تدعو لخيار التسوية مع إسرائيل، ترى الكاتبة الإسرائيلية أوريت دغاني في مقال نشرته صحيفة "معاريف" أن "الإسرائيليين يندفعون للحرب لأنهم يكرهون السلام، ويعتبرون أن القوة هي الخيار الوحيد لتحقيق الأهداف ليس فقط هذا بل إن الحروب تجري في عروقنا مجرى الدم".