خبر الشيخ « عزام »يستبعد حلاً للقضايا الفلسطينية في 2010 و يؤكد تطوير لبرامج حركته

الساعة 12:25 م|05 يناير 2010

الشيخ عزام يستبعد عبر لـ"فلسطين اليوم" حلاً للقضايا الفلسطينية في 2010ويؤكد تطوير لبرامج حركته 

حركة الجهاد الإسلامي حاضرة بقوة ونسعى لتعزيز برامجنا

المؤشرات الحالية لا توحي بحلٍ للقضايا الفلسطينية

لا مانع شرعي لفترة تهدئة لمراعاة ظروف شعبنا

 

فلسطين اليوم- غزة (مقابلة خاصة)

استبعد الشيخ نافذ عزام عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين اليوم الثلاثاء، أن يشهد العام الجديد 2010 أي حلاً جذرياً للقضايا الفلسطينية، فيما أكد حدوث تطوير وتعزيز لأداء وبرامج الحركة، بما يضمن تمتين ثوابتها والمضي في نهجها الذي سلكته عبر السنين.

 

وقد أكد الشيخ عزام في مقابلة خاصة أجرتها مراسلة "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن اجتماعات هامة لقيادات الحركة تجرى لتطوير أدائها وتعزيز ثوابتها وبرامجها، والمضي في هذا الطريق بشكل يتناسب مع خطها المعروف، ورؤاها منذ ثلاثين عام، والتي أثبتت صوابية هذه الرؤى، لتأكيد إصرارها على التمسك بحقوق شعبنا.

 

ووصف الشيخ عزام، عام 2009 بالقاسي على الشعب الفلسطيني، كما اعتقد أنه لم يكن جيداً للمنطقة بشكل عام وعلى صعيد الوطن الإسلامي.

 

أقصى الحروب

وأضاف، أن الحرب الدموية في أواخر عام 2008، والتي استمرت في بداية عام 2009، كانت أقصى الحروب التي عاينها واكتوى بنارها أبناء شعبنا، والدليل على ذلك العدد الكبير من الشهداء الذين سقطوا خلال هذه الحرب وحجم الخراب الكبير الذي حل بالقطاع.

 

كما استدل الشيخ عزام على قساوته بالمحاولات البائسة والمساعي لإنهاء حالة الانقسام، والتي لم تعدل في الأوضاع والعلاقات الداخلية والعجز عن الخروج من دائرة الانقسامات الداخلية.

 

وقال عضو المكتب السياسي للحركة:"لا أرى أي آفاق للشعب الفلسطيني، فحتى على صعيد الرئيس الأمريكي باراك أوباما فقد فشل في تحقيق وعوده، ولم يقم بأي تعديل على المسار الفلسطيني، وعجز عن تحويل الموقف الإسرائيلي بما يخص الصراع، كما أن التصريحات المتكررة لرموز السلطة، تؤكد عقم خيار التفاوض وعدم جدواه، لأنها أيقنت التعنت الإسرائيلي".

 

كما رأى أن المنطقة العربية لم تكن أفضل حالاً حيث المشاكل والحروب غير المبررة في اليمن والسودان والصومال واستمرارها في العراق وأفغانستان وباكستان.

 

لا لمؤشرات ايجابية

أما توقعاته للعام الجديد، فقد أكد الشيخ عزام، أنه من من الصعب التخمين بما سيكون عليه عام 2010، ولكنه أكد أنه لا توجد مؤشرات على قرب انتهاء الصراع والانقسام الفلسطيني، وعلى تغيير حقيقي في المواقف العربية، أو أن أمريكا ستلعب دوراً موضوعياً في القضايا الإسلامية، في الوقت الذي تعجز فيه أوروبا عن القيام بدور في ظل سيطرة أمريكا.

 

وبين الشيخ عزام، أن المعطيات الحالية لا توحي بأن مأساة شعبنا ستنتهي في ظل حكومة إسرائيلية متطرفة، وأن أوباما لا يغير مواقف فالدعم الأمريكي لإسرائيل مستمراً.

 

وفيما يخص الحركة، فقد شدد الشيخ عزام على أن حركة الجهاد الإسلامي في عام 2009 كانت حاضرة بقوة سواء في الحرب الأخيرة على القطاع، أو مابعدها، وكذلك في جهود تعزيز وحدة الصف الفلسطيني، كما أن علاقاتها جيدة مع كل الفصائل الفلسطينية، كما بقيت بعيدة عن الصدام مع أي دولة عربية، في وقت سعت فيه لترسيخ المشروع الذي تؤمن بأنه مفيد جداً لشعبنا، لاسترداد حقوقه.

 

وأشار الشيخ عزام، إلى أن العام الماضي توج بمهرجان ذكرى الانطلاقة الثانية والعشرين للحركة، والرابعة عشر لاستشهاد مؤسس الحركة الدكتور فتحي الشقاقي، مؤكداً أن المهرجان فاجأ الكثيرين وأوساط عديدة، حيث بلغت عدد حضوره حسب التقديرات أكثر من 100 ألف شخص، فيما أكد المهرجان على قوة وحضور الحركة، ووقوف شريحة هامة من شعبنا مع خيار الحركة.

 

في قلب المشهد السياسي

وفيما يتعلق بمكان حركة الجهاد الإسلامي في المشهد السياسي، قال الشيخ عزام:"نحن موجودون في قلب المسهد السياسي، وفي قلب الحدث، بل نساهم فيه بشكل كبير، وإذا لم نشارك في الانتخابات التشريعية فذلك انسجاماً مع موقفنا من اتفاق أوسلو ونعتقد أن هذه الاستحقاقات هي نتاج اتفاق أوسلو".

 

وشدد، على أن الحركة تسعى لتقوية الساحة الفلسطينية، وتجاوز المشاكل، وتجنيب صدام فلسطيني، مؤكداً أن حركته شركت في كل الحوارات عبر السنوات، كما أن اتصالاتها مازالت مستمرة، كما يمكننا أن نشارك بالمجلس الوطني في ظل التوافق كونها بعيدة عن اتفاق أوسلو لأن المجلس يمثل الكل الفلسطيني.

 

لا مانع شرعي لفترة التهدئة

وفي تعقيبه على سؤال حول خيار المقاومة، شدد الشيخ عزام على أن هذا الخيار لا رجعة عنه ولا تفريط فيه، ويستمد من القرآن الكريم والسنة النبوية والتاريخ الإسلامي، مستدركاً:"لكن هناك مراحل للتهدئة وفترات تهدئة ولا مانع شرعي، حيث يمكن من خلال ذلك أن نخدم أهدافنا العامة".

 

وأضاف، أن الشعب الفلسطيني قد تدمر بعد الحرب، ولم يكن هناك إعمار، ومن المنطقي أن تفكر الحركة في هذه الظروف وأن يكون قرارها منسجماً من تقديرها لمصالح شعبنا والظروف التي نعيشها.

لمسة وفاء

وعن توقعاته بشأن صفقة الأسرى، قال الشيخ عزام:"لسنا مطلعين على التفاصيل الخاصة بصفقة شاليط، ولكن نتمنى أن يكون هناك صفقة مشتركة ولمسة وفاء للأبطال الذين فضلوا أن يضحوا بحريتهم وأعمارهم وشبابهم من أجل قضية شعبنا، كما يجب أن تظل قضيتهم حية، وأن يبقوا أوسمة على جبينا وقلوبنا".

 

وفي موضوع الاعتقال السياسي، فقد أكد الشيخ عزام على أن ظاهرة الاعتقال السياسي لن تنتهي طالما ظل الانقسام الداخلي، مؤكداً أن زيادة الظاهرة مع زيادة الانقسام، الأمر الذي اعتبره مضراً ومسيئاً لشعبنا، ويشوش على قضيته ويعمق الهوة الموجودة بين فتح وحماس.