خبر مختصون يطالبون بتوحيد الخطاب الإعلامي الفلسطيني وتجنب لغتي التحريض والتخوين

الساعة 11:00 ص|05 يناير 2010

مختصون يطالبون بتوحيد الخطاب الإعلامي الفلسطيني وتجنب لغتي التحريض والتخوين

فلسطين اليوم- غزة

دعا مختصون وإعلاميون اليوم الثلاثاء، إلى ضرورة توحيد الخطاب الإعلامي الفلسطيني، والتركيز على الأخبار الايجابية الموحدة لأبناء شعبنا، وتجنب التحريض ولغة التخوين التي تنتهجها بعض وسائل الإعلام المحلية من أجل توتير الساحة الداخلية.

وأكدوا على أن الإعلام الفلسطيني والعربي لعبا دوراً بارزاً في تأجيج الصراع الفلسطيني الداخلي، الأمر الذي أثر على مهنيته ورسالته الوطنية، والانشغال بالصراع الداخلي، وتغييب هموم ومشاكل المواطن الفلسطيني وثوابته الوطنية.

جاء ذلك خلال لقاء الطاولة المستديرة " المصالحة الوطنية ودور الإعلام " الذي نظمه المركز الفلسطيني للديمقراطية وحل النزاعات وملتقى إعلاميات الجنوب، ضمن فعاليات الحملة الشعبية للمصالحة الوطنية التي ينفذها المركز بالتعاون مع المؤسسات المجتمعية.

وقد شدد المشاركون على ضرورة  تفعيل دور نقابة الصحافيين وتحديث قانون المطبوعات والنشر الفلسطيني، لتوفير حماية قانونية للصحفي لمواجهة تقييد الحريات، والاعتداءات المتكررة على الصحافيين و على حرية الإعلام .

بدورها، قالت الصحافية ميرفت أبو جامع أمين سر ملتقى إعلاميات الجنوب:"إن الإعلاميين الفلسطينيين الذين نجحوا في فضح الاعتداءات الإسرائيلية وجرائم الاحتلال خلال حربه على غزة بدافع وطني ومهني، فشلوا في حربهم ضد أنفسهم سواء على صعيد وضعهم النقابي أو على صعيد مواجهة كبت الحريات والاعتداءات المتكررة عليهم"، مشيرةً إلى إن بإمكانهم صنع التغيير إذا ما أعادوا النظر في وضعهم ومن جدوى رسالتهم.

وفي مداخلة للتجمع الإعلامي الشبابي _ فرع خانيونس طالب القائم بأعماله الصحفي مثنى النجار بضرورة وجود قانون يضبط الحالة الإعلامية وتفعيل نقابة الصحافيين، والتركيز على نشر الأخبار الايجابية التي تعزز الوحدة الوطنية والتركيز على الانتهاكات الإسرائيلية بحق شعبنا وما خلفته آلة الحرب الإسرائيلية من دمار والكف عن نقل معلومات مضللة أو مناصرة لفريق ما في ظل مرحلة تحرر وطني لن تنته بعد.

ودعا التجمع كافة الإعلاميين إلى تغليب المصلحة العليا للفلسطينيين، وتبني سياسة إعلامية واضحة بعيدا عن الحزبية والفئوية الضيقة ،لدعم المصالحة الفلسطينية، والوفاق الوطني.

من ناحيته، أكد الصحافي فتحي صباح مراسل الحياة اللندنية بغزة، على أن الإعلام الفلسطيني ساهم في تخريب المصالحة الوطنية واستخدم في إثارة الفتن الداخلية، وتأجيج الصراع، مشيراً إلى أنه رغم دوره التخريبي هذا، إلا أنه لن يستطيع فرض المصالحة الوطنية، لأنها بحاجة إلى قرار سياسي.

وانتقد وسائل الإعلام التي ابتعدت عن المهنية ورسالتها الوطنية وأصبحت أداة في يد السياسي يحركها متى شاء وأين شاء، لخدمة أجندته السياسية الفئوية، محملاً الصحافيين والمؤسسات الإعلامية المسؤولية عن تردي واقع الإعلام الفلسطيني وتشويه صورته الداخلية.

من جهته، أشار عبد المنعم الطهراوي منسق الحملة الشعبية لدعم المصالحة بالمركز الفلسطيني لحل النزاعات إلى تقصير الإعلام الفلسطيني والعربي في دعم المصالحة والجهود التي تبذل لأجلها.

واستشهد بالحملة التي أطلقها مركزه قبل عامين وتجاهل الإعلام لتغطية فعالياتها، وقال:" إن الإعلام يمكنه أن يصنع الحدث وأن يغير الواقع إذا ما أراد ذلك"، متسائلاً عن  سر اختفاء الإعلام المستقل الذي لا وجود له في ظل الانقسام الذي يرسخ أقدامه يوما بعد يوم.

وأبدى الطهراوي انتقاده للإعلام الذي قبل على نفسه أن يكون مجرد تابع للسياسي، محملاً الإعلام الفلسطيني والعربي المسؤولية عن الأحداث المؤسفة  التي أودت إلى انقسام شقي الوطن.

ودعا إلى أن يتحمل الإعلاميون المستقلون بالتعاون مع المؤسسات المجتمعية الدعوة للمصالحة الوطنية.

وأوضح الكاتب والباحث عماد محسن أن الانقسام الفلسطيني أدى إلى انقلاب الصحافيين على أنفسهم وتنكر البعض لمهنته والخروج عن أخلاقيات المهنة، مشيراً إلى أن العديد من وسائل الإعلام وخاصة الفئوية  ساهمت في تعميق الانقسام وتوتير الأوضاع عبر استخدامها ألفاظ ومصطلحات إعلامية غريبة عن ثقافتنا الفلسطينية ومجتمعنا المحافظ ولازلت بعض الإذاعات تستخدمها لليوم.

وأشار محسن إلى أن ما ارتكبته وسائل الإعلام الفئوية خلال السنوات الماضية نحتاج إلى عشرات السنين حتى نصلح ما أفسدته أخبارها وبرامجها في نسيجنا الاجتماعي الفلسطيني.

 وطالب محسن وسائل الإعلام لملمة جرحها وتغيير إستراتيجيتها كي تحظى باحترام الجمهور من خلال تبني خطاب إعلامي وحدوي بعيداً عن الحزبية والفئوية.

ودعا الصحافيين الفلسطينيين إلى تغليب المصلحة الوطنية للشعب الفلسطيني على أي مصالح أخرى والتركيز على الأخبار الموحدة وإبعاد جميع الصحافيين الذي لعبوا دورا ي تأجيج الاقتتال وتوقيع وثيقة شرف للإعلاميين.