خبر استئناف المحادثات- يديعوت

الساعة 09:19 ص|05 يناير 2010

بقلم: أفرايم هليفي

رئيس الموساد سابقا

أحداث الاسبوعين الاخيرين تبرز المعاضل التي تقف امامها الحكومة في الوقت الحالي. المعضلة الاولى وجدت تعبيرها مع اغتيال الحاخام مئير افشالوم حاي قرب شافيه شومرون. فقد تبين أنه بين المنفدين كان مخربا يخدم في جهاز أمن السلطة الفلسطينية وكذا من كان مطلوبا في الماضي وتعهد بالامتناع عن اعمال الارهاب، ولهذا فقد ترك لحاله.

وكانت اسرائيل مطالبة بان تقرر اذا كانت سترى في الحدث ضريبة أليمة ولكن ضرورية في صالح "الحملة" المتواصلة لتعزيز ابو مازن، او ذريعة لتصفية فورية لمنفذي العملية.  كان واضحا ان خطوة اسرائيلية من جانب واحد ستضع رئيس السلطة في حرج مزدوج، وذلك لان قواته لم تنجح في وضع يدها على المنفذين ولان عملية اسرائيل ابرزت اهمالها تجاه الرأي العام الفلسطيني وتجاه الرأي العام في اسرائيل على حد سواء. فاختارت اسرائيل، وعن حق، العمل وحدها والثناء الذي اغدقه الناطقون بلسانها على نجاعة اجهزة الامن الاسرائيلية تماما بالتوازي مع العملية التي نفذتها، عظمت فقط شدة المعضلة حول استمرار التعاون مع قوات الامن الفلسطينية.

في موعد قريب من هذا الحدث ودون صلة به، حظي الجمهور باطلالة نادرة على رؤية رئيس المخابرات يوفال ديسكن للموضوع الفلسطيني. فمن جهة قضى ديسكن بان استمرار الفصل بين قطاع غزة تحت حكم حماس وبين يهودا والسامرة تحت سيطرة السلطة الفلسطينية يخدم الاحتياجات الامنية لاسرائيل. من جهة اخرى أعرب عن شكه في امكانية تطبيق تسوية مع تلك السلطة دون رأب الصدع بين شطري "فلسطين". وحسب كل التقديرات الرسمية، من غير المتوقع قريبا ان تنجح رام الله في فرض إمرتها على غزة. وبالتالي تقف اسرائيل امام معضلة حين تستثمر مقدرات سياسية وأمنية في السلطة ورئيسها وهما على مستقبل محفوف بالغموض في أفضل الاحوال.

الاعتبارات المعقدة التي ينطوي عليها تحقيق اتفاق لتنفيذ صفقة شليت هي الاخرى تتضمن جوانب تتعلق بمستقبل السلطة الفلسطينية. الجمهور لا يشارك في تفاصيل الاتصالات في هذا الموضوع، وحسن ان هكذا ولكن كان هذا رئيس المخابرات ديسكن الذي نقل على لسانه انه قال ان تنفيذ الصفقة سيفسر كانجاز لحماس.  وحسب اقواله، يستعد ابو مازن لتقليص مثل هذا الضرر على مصالحه. الحملة المتواصلة "لتعزيز" ابو مازن، التي ميزت كل العام 2009، تنتقل إذن الى العام 2010، والحكومة مطالبة بخطوات اخرى كي يتمكن ابو مازن من ادارة المفاوضات مع اسرائيل على التسوية الدائمة والتي في الواقع الحالي ليس لديه أي قدرة على اجرائها.

على خلفية هذا الوضع المعقد جدير بالتطرق الى التهديد الذي اطلقه الرئيس الفرنسي في نهاية الاسبوع في أنه اذا واصلت اسرائيل نشاطات مثل تصفية قتلة الحاخام حاي فسيتعين على السلطة ان تدرس من جديد التعاون الامني الجاري بين اسرائيل والسلطة. هذا تهديد فارغ من المحتوى الامني والسياسي: اذا ما توقف التعاون الجزئي القائم اليوم، فلن يكون لاسرائيل أي مصلحة في السماح بمواصلة التعزيز الامني للسلطة من خلال الولايات المتحدة. الوحدات التي يدربها الامريكيون بمساعدة اردنية وبموافقة اسرائيلية تعمل اساسا كي تقمع المعارضة الحماسية في يهودا والسامرة وكذا ضمان حكم ابو مازن. وفي ظل عدم وجود مثل هذا التعاون الامني، ستنهار السلطة.

في أثناء الاشهر الاخيرة تمكن ابو مازن من تحويل ضعفه وضعف السلطة الى "ذخر". لدرجة أن الولايات المتحدة جعلت تعزيزه المتواصل على ايدي اسرائيل الشرط اللازم لاستئناف الحوار السياسي للقدس معه. لغة التهديدات من الرئيس الفلسطيني تجاه اسرائيل في نهاية الاسبوع الماضي يجب أن تقنع ايضا الادارة الامريكية وكذا حكومة اسرائيل بانه انتهى مفعول هذه السياسة.