خبر زمن المحادثات- هآرتس

الساعة 09:18 ص|05 يناير 2010

بقلم: أسرة التحرير

مسيرة السلام بين اسرائيل والفلسطينيين أصبحت منذ الانتخابات في اسرائيل تعبيرا عابثا، يحل محل اصطلاح "اضغاث أحلام". في الجانب الاسرائيلي اصر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على شروط عرقلة استئناف المسيرة، مثل الاعتراف الفلسطيني بيهودية دولة اسرائيل، او عدم تجميد البناء في شرقي القدس؛ في الجانب الفلسطيني أصر الرئيس محمود عباس على تجميد كل البناء الاسرائيلي خلف الخط الاخضر، حتى بعد أن قدمت واشنطن لاسرائيل "تنزيلات".

في الايام الاخيرة هناك انطباع بانه نشأ شق في الجليد ويوجد احتمال باستئناف المفاوضات. نتنياهو التقى الرئيس المصري وعرض عليه صيغة لخطة سياسية بل ونال الثناء من وزير الخارجية المصري. عباس هو الاخر مستعد للتقدم، ومن التقارير عن زيارته الى السعودية ومصر يتبين أنه مستعد لان يلطف حدة شروطه.

هذه مؤشرات ايجابية تحتاج الى التسريع إذ أنه عندما تعلق المفاوضات بالجمود يحل محلها حوار آخر، خطير ومهدد. لا يدور الحديث فقط عن مسألة ان تكون او لا تكون انتفاضة ثالثة، بدأت تنال الزخم في الخطاب الاسرائيلي والعربي بل في استيقاظ الارهاب بالذات في الضفة الغربية، التي تتمتع بهدوء نسبي تحت سيطرة قوات الامن الفلسطينية.

        هذا هدوء يمكنه أن يزدهر طالما غذاه الامل بواقع افضل. غياب التحول السياسي من شأنه أن يخلق موجة جديدة من الارهاب، مثلما حذر رئيس المخابرات يوفال ديسكن الاسبوع الماضي. اسرائيليون وفلسطينيون  مجربون يعرفون جيدا هذه الصيغة. المساعي اللازمة بالتالي فورا هي لاستئناف المفاوضات. الطرفان يعرفان جيدا ما هي نقاط الخلاف والاتفاق التي تحققت في الماضي، ويفهمون اساسا الخطر الذي في تواصل الجمود السياسي.

        عباس ونتنياهو مطالبان بان ينحيا جانبا الشروط المسبقة لاستئناف المفاوضات، حتى وان كان الحديث يدور عن شروط مناسبة وعادلة. التجميد، حتى لو لم يكن كاملا، للبناء في المستوطنات وتبني مبدأ الدولتين للشعبين، يوفران للجانب الفلسطيني سلما مناسبا لاستئناف المفاوضات. السيطرة الامنية للفلسطينيين في الضفة هي "بضاعة" طالبت بها اسرائيل دوما. هذا هو الوقت لاحياء باقي شروط خريطة الطريق والشروع في مرحلة جديدة من المسيرة السياسية.