خبر علماء : بناء « الجدار الفولاذي » حرام شرعًا إلا أن تفتح معابر أخرى

الساعة 07:35 م|04 يناير 2010

علماء : بناء "الجدار الفولاذي" حرام شرعًا إلا أن تفتح معابر أخرى

فلسطين اليوم- غزة

أكدت "رابطة علماء فلسطين" أن جدار مصر الفولاذي، الذي تبنيه على طول حدودها مع قطاع غزة، والذي هو بإشرافٍ وتمويلٍ وتخطيطٍ أمريكي صهيوني؛ هو حرام شرعًا، بل هو من الكبائر؛ لأنه يتسبَّب في قتل الشعب الفلسطيني المحاصر في غزة.

 

وطالبت الرابطة، خلال مؤتمر صحفي، اليوم الإثنين (4-1-2010م)، عقدته بساحة "المجلس التشريعي الفلسطيني" بمدينة غزة، الحكومة المصرية بوقف بناء "الجدار الفولاذي"، والعمل على إزالته فورًا، داعين علماء الأمتين العربية الإسلامية للخروج عن صمتهم والكشف عن خطورة هذا الجدار.

 

وتابعت: "نناشد كلاًّ من "الجامعة العربية"، و"منظمة المؤتمر الإسلامي" القيامَ بدورهم الواجب عليهم، وحثَّ الحكومة المصرية للتراجع عن بناء هذا الجدار وإزالة ما بني من أجله، موضحين أن جدار مصر هو بمثابة امتداد لجدار الفصل العنصري الذي أقامه الاحتلال لحصار الضفة الغربية المحتلة.

 

بدوره قال الدكتور سالم سلامة نائب رئيس "رابطة علماء فلسطين" خلال المؤتمر: "إن بناء الجدار يسبِّب أخطارًا بيئيةً على الحياة في غزة؛ لما له من آثار مدمرة على المياه الجوفية، مستدركًا بالقول: "الشعب الفلسطيني ما يزال من أكثر الشعوب حرصًا على قضايا الأمة والأمن القومي المصري على وجه الخصوص، لافتًا إلى أن "الأطماع الصهيونية" للعالم العربي والإسلامي لا تقف عند حدود.

 

وأضاف سلامة: "بعد أن مضت سنوات عدة على حصار الفلسطينيين في غزة، كان المنتظر والمأمول من الحكومة المصرية أن تلعب الدور الحقيقي في نصرة إخوانها المظلومين المحاصرين، وتعمل على فكِّ الحصار بكل الوسائل، وهذا ما تمليه حقوق الإسلام والأخوَّة والجار"، متسائلاً: "ما بال الحكومة المصرية اليوم تتسابق مع هذه المؤامرات!!".

 

وتابع نائب رئيس الرابطة: "تفاجأنا ببناء هذا الجدار الذي يسلخ مصر عن دورها المتوقع منها أن تقوم به عربيًّا وإسلاميًّا ودوليًّا"، هذا الجدار الذي يعكس استسلامًا لما أملته رايس وليفني، أثناء الحرب الصهيونية على غزة، وقالت الحكومة المصرية حينها "إن هذا الاتفاق تجرُّؤٌ على السيادة المصرية وهو مرفوض".

 

وضمَّ نائب رئيس "رابطة علماء فلسطين" صوت الرابطة إلى صوت العلماء في "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين"، الذين أكدوا حرمة هذا الجدار، وأن المقصود من بنائه سدّ كل المنافذ على سكان غزة لتجويعهم وإذلالهم.

 

وانتقد سلامة الفتوى الذي صدرت عن شيخ الأزهر، والتي أجازت إقامة "الجدار الفولاذي"، مثمنًا فتوى رئيس "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين" يوسف القرضاوي.

 

وأوضح أن الرابطة ستقوم بجمع تواقيع علماء الأمة عربًا وعجمًا، حتى يبينوا مواقفهم من هذا الجدار الذي يحاصر المليون ونصف المليون فلسطيني في القطاع. 

 

الشيخ راتب النابلسي: لا يوجد دليل شرعي لمن أجاز بناء "الجدار الفولاذي" إلا إرضاء القوي

 

يهبُّوا للتنديد ببناء "الجدار الفولاذي" الذي تُقيمه مصر على حدودها مع قطاع غزة المحاصر.

وتساءل الداعية النابلسي وأستاذ الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية في جامعات ومعاهد دمشق -في فتوى مكتوبة وصلت "فلسطين اليوم" اليوم الإثنين (4-1-2010م): "هل يقبل هذا عقل في الأرض؟! أم من أجل أمن "إسرائيل" ولمنع وصول الحليب والدواء للأطفال والمرضى والمحاصرين؟!".

وقال النابلسي: "كنا نتمنَّى من علماء "الأزهر" ومن أعضاء "مجمع البحوث الإسلامية" الأفاضل أن يُجرِّموا الحصار وإغلاق المعابر وتهويد القدس وتدنيسها ومحاولة هدم المسجد الأقصى، وأن يندِّدوا بمَن أوصل الوجبات الساخنة للجيش "الإسرائيلي" أثناء حرب غزة".

 

وأضاف الشيخ: "وأرى أنه ليس هناك أي مستند أو دليل شرعي لـ"مجمع البحوث الإسلامية" في فتواه التي أصدرها بشأن "الجدار الفولاذي" سوى مستند واحد؛ ألا وهو: (إرضاء القويّ)".

 

وتابع: "من منا لا يحرِّم بناء هذا الجدار؟! من منا يحلِّل أن يموت شعبٌ بأكمله؟ من منا يحلِّل أن يموت شعب مسلم؟ من منا يحلِّل أن يموت الأطفال الرضَّع؟، هذا كلام يفوق قدرة الاحتمال.. هذا شيء لم نألفْه في حياتنا السياسية إطلاقًا".

 

وقال معلقًا على فتوى "الأزهر": "الإنسان بالفتوى يرقى إلى أعلى عليِّين، أو يهوي بها إلى أسفل سافلين، إذا كانت هذه الفتوى إرضاءً لله تعالى فيرقى بها إلى أعلى عليِّين، أما إذا كانت لإرضاء الأقوياء فيهوي بها إلى أسفل سافلين، وإن الرجل ليتكلَّم بالكلمة لا يُلقي لها بالاً يهوي بها في جهنم سبعين خريفًا، ومن هذه الكلمات أن تقول: حلال بناء (الجدار الفولاذي)".

 

وأكد النابلسي أنَّ من أصدروا هذه الفتوى "بعيدون بُعد الأرض عن السماء مِن أن يعتبروا أن أهل غزة إخوانهم، بعيدون عن هذه المعاني كليًّا، فهذه معانٍ للمؤمنين فقط". 

 

الشيخ محمد كريم راجح: بناء "الجدار الفولاذي" حرام إلا أن تفتح معابر أخرى

اعتبر الشيخ محمد كريم راجح شيخ "عموم قرَّاء ومقارئ الديار الشامية" أن بناء "الجدار الفولاذي" هو أشدُّ خيانةٍ عرفها التاريخ الإسلامي حتى يومنا هذا، واصفًا ذلك العمل بـ"الوقاحة".

 

وقال الشيخ راجح في فتوى وصلت "فلسطين اليوم" اليوم الاثنين (4-1-2010م): "إنني لا أعلم خيانةً منذ قام الإسلام إلى يومنا هذا أشدَّ من هذه الخيانة التي تُصنَع على سمع العالم وبصره، والذي يقوم بها من كان يُظَنُّ أن يكون حاميًا للمسلمين وقائمًا بأمرهم، وأن يكون ملجأ الأمة العربية إذا أصابها ضيمٌ أو نزل بها سوء، ثم أن يكون بعد ذلك الغطاء الكثيف لما تعمله "إسرائيل" ولِمَا تأتي به من قتلٍ للأطفال والنساء والمرضى والعُجَّز والشيوخ، وأن تستحل ذلك بقنابل محرمة عالميًّا وقانونيًّا".

واستنكر الشيخ راجح أن تعمل السلطات المصرية على سدِّ الأنفاق "التي لم يبقَ لشعب غزة شرايين يسيل إليهم روح الحياة إلا من هذه الأنفاق التي تريد هذه الحكومة أن تسدَّها".

 

وتساءل: "هل يُعقل أن يكون إنسان عربي مسلم من يخدم اليهود والصهاينة، الذين أخرجوا شعبنا من بلده بحماية دولية من قبل الدول التي تملك العتاد والسلاح، ثم بوجود خونة كانوا السبب في أن تكون هذه النكبة؟! هل يُعقل أن يكون عربيًّا مسلمًا من يقوم بمثل هذا؟ سبحانك اللهم هذا بهتان عظيم".

 

واستنكر شيخ "عموم قرّاء ومقارئ الديار الشامية" صمت الحكام عما يقع الآن من حكومة مصر، وتساءل: "أما كان ينبغي أن يقوموا بعمل جادٍّ في هذا السبيل كي ترتدع هذه الحكومة التي أصبحت الشعوب العربية تعدها من حماة دولة "إسرائيل"؟.

 

وقال: " تُرى ما كان يضيره أن يفعل ما فعلت سوريا؛ من أنها فتحت أبوابها للشعب الفلسطيني ليدخل بلادها؛ لأن العرب والمسلمين أمة واحدة، فكم من الفرق بين هذا وبين من يسدُّ معبر رفح والأزمة شديدة والقتل قائم والقنابل تُلقى، ثم تعتذر تلك الحكومة عن ذلك بأن هذا الشعب محتلٌّ، وأن هناك معاهداتٍ مع اليهود ولا تستطيع أن تنقضها!!".

 

وشدَّد راجح على أنه "يجب أن يُعلَم أنه إذا كان بين الدولة الإسلامية والدولة الضالة الكافرة حربٌ؛ فيجب على جميع المسلمين إذا دخلوا أرضًا من أراضي المسلمين أن يحاربوا هؤلاء الذين جاسوا خلال أرضهم، ولا يجوز لأحد أن يتخلَّى عن ذلك حتى تكون الأرض الإسلامية محميةً حقًّا".

 

وأضاف: "من يصانع الضالين والكافرين والمغتصبين فإنه منهم، فإن الله يقول: (ومن يتولهم منكم فإنه منهم)، ويقول أيضًا: (فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسرُّوا في أنفسهم نادمين).

 

واختتم الشيخ فتواه بالقول: "وأنا أفتي بحرمة إقامة هذا الجدار إلا أن تُفتح معابر أخرى لإخواننا في غزة، يدخلون منها ويخرجون، ويُدخل إليهم منها ويُخرج، وما دامت كل الجهات مغلقةً فإقامة هذا الجدار حرامٌ، ومن يقيمه فإنه يريد أن يقتل 1.5 مليون، عونًا لأعداء الله، وشعبه يعاديهم".