خبر لبنان: معلومات عن دخول عناصر من القاعدة الى مخيم عين الحلوة

الساعة 06:44 م|04 يناير 2010

فلسطين اليوم-القدس العربي

وقع اليوم الاثنين حادث امني جديد في المخيمات الفلسطينية في لبنان، عندما القى مجهولون قنبلة يدوية قرب مركز المسؤول الفلسطيني سلطان ابو العينين في مخيم الرشيدية في منطقة صور وادت الى اضرار مادية.

 

واعلن ابو العينين ان "لا خلفية امنية لانفجار القنبلة الصوتية في مخيم الرشيدية"، مضيفًا "ان العبوة وجدت بالقرب من احد المنازل المجاورة لمقر حركة "فتح" في المخيم حيث تم العمل على تفجيرها"، ولفت الى ان "العبوة كانت على خلفية عائلية".

 

وتزامن هذا الحادث الجديد مع تقارير امنية صادرة اخيرا رفعت منسوب الخوف من امكان نجاح بعض الجهات في جرّ الساحة اللبنانية مجددا الى انعكاسات للصراعات الفلسطينية ـ الفلسطينية ونقل الخلافات المستفحلة بين "فتح" و"حماس" لترجمتها على ارض المخيمات وتحديدا في مخيم عين الحلوة الذي تكشف الاشكالات المتكررة فيه البعد الاقليمي لعدم استقرار الوضع خصوصا في ظل تنامي بعض التنظيمات ذات الارتباطات الخارجية فيه والتي تشكل عامل تهديد حقيقي للوضع الامني.

 

وابرز المعطيات التي من شانها زيادة نسبة القلق تكمن في معلومات وردت عن دخول عناصر من "القاعدة" الى مخيم عين الحلوة وتحديدا شخص من التابعية السودانية يتم التحري راهنا عن هويته، وهو الامر الذي برأي مراقبين ديبلوماسيين حمل المسؤول عن فتح في لبنان سلطان ابو العينين على نفي وجود عناصر مشابهة في المخيم والتأكيد على التصدي لدخولها. وعلى خط مواز، افادت التقارير المشار اليها ان الاشكالات الامنية المتفرقة بدءا من انفجار الضاحية الجنوبية مرورا بالحوادث المتنقلة بين مخيمات المية ومية وعين الحلوة والرشيدية كلها مؤشرات الى بث بذور الفتنة تمهيدا لاشتباكات فلسطينية واسعة قد توظف في النقاش السياسي الجاري راهنا على المستوى العربي وتستخدم ورقة ضغط في المحادثات.

 

وبحسب التقارير تسود شكوك حول ان انفجار حارة حريك الذي سقط بنتيجته عنصران من حماس واخرون من حزب الله وقع نتيجة خطأ خلال عمليات تدريب كانت تجري في المكان. اما حادثة عين الحلوة فتبيّن انها بدأت باشكال فردي بين عناصر من جند الشام واخر من فتح لاسباب خاصة، غير انها تطورت بعدما استنفر عناصر فتح وعمدوا الى اطلاق النار في الهواء بغزارة فتدخل على الاثر الجيش اللبناني وطوق الاشكال، لكن عناصر جند الشام قاموا بخطف محمد احمد اسماعيل "الفتحاوي" لمدة عشر دقائق ثم اخلوا سبيله الامر الذي خلف اجواء تشنج وتوتر داخل المخيم.

 

واللافت في الامر انه لكثرة التعقيدات والتداخلات بين التنظيمات الفلسطينية داخل المخيم فانه يصعب التمييز بين ما هو اقليمي في افتعال الاشكالات وما هو فلسطيني ـ فلسطيني اي بين حركة فتح وحركة حماس المتصارعين على النفوذ، غير ان المراقبين يرجحون الفرضية الثانية في ضوء تساؤلات كثيرة تثار عما اذا كان الموضوع امنيا فقط ام له تشعبات سياسية على اكثر من محور.

 

في المقابل، ترجّح المعطيات عدم نجاح محاولات الخرق الامني في تأدية غرضها في ظل تكثيف القوى الامنية اللبنانية جهودها لمنع تكرار الحوادث وضبط الساحة الامنية وخصوصا من قبل الجيش، لكن مصادر وزارية تطرح امكان بحث معالجة مشكلة السلاح الفلسطيني اقله خارج المخيمات طبقا لمقررات طاولة الحوار وتنظيم هذا السلاح في داخلها لمنع استخدامه في اي مواجهات محتملة وتاليا ابقاء لبنان بمنأى عن الصراعات الخارجية.

 

وما زال المسؤول عن "فتح" في لبنان سلطان ابو العينين ينفي اي خلفيات للحوادث الامنية في المخيمات ويعزوها الى اسباب محض فردية بعيدة كل البعد عن تعقيدات الخلافات بين "فتح" و"حماس" وقال: نحن نشكل ما نسبته 10 بالمائة في لبنان والمشكلات التي تحصل في المخيمات لا تتعدى هذه النسبة مقارنة مع جدول الحوادث الامنية في لبنان. ما يحصل هو مجرد حوادث بسيطة لا تتعدى الاطار الشخصي والمخيمات تشهد استقرارا سياسيا ولا تغيير يذكر، لكن ثمة من ينفخ دائما في بوق التطرف الاصولي والقاعدة في اتجاه المخيمات، وهذا امر لا اساس له من الصحة وهناك تقصد وتعمد بالاضاءة على هذا الموضوع لاهداف نجهلها ربما تستهدف الحقوق المدنية والاجتماعية والانسانية للفلسطينيين التي تم التوافق لبنانيا حولها وتاليا فلهؤلاء مصلحة في التركيز على الامن للتعمية على حقوقنا واطلاق النار على البيان الوزاري الذي يحصّل هذه الحقوق".

 

واكد "ان الحركة تمسك بزمام الامور داخل عين الحلوة" الا انه قال "لكن لا يمكننا ان نتنبأ او نضرب بالمندل لما قد يحصل، انما المهم عدم تضخيم الحوادث الفردية والتصويت في اتجاه امن المخيمات".

 

واعتبر "ان ملف انفجار حارة حريك هو في يد القضاء وطالما هو كذلك فالارتجال او الاجتهاد او التحليل يضرّ بنتائج التحقيق"، مستبعدا "ان يكون للحادث اي علاقة بالصراع الفلسطيني الداخلي".