خبر مستقبل كديما .. إسرائيل اليوم

الساعة 10:30 ص|04 يناير 2010

بقلم: يوسي بيلين

الاسبوع الماضي انتهى فصل مشوه في تاريخ كديما مع ندوب أليمة لمعظم لاعبي او ممثلي هذا المسلسل، ولكن الفصول التالية لا تزال امامنا. ففي ظل عدم وجود قاسم مشترك ايديولوجي وفي ظل عدم وجود ولاء للزعيم يصبح كديما جهاز طرد مركزي من شأنه أن ينثر ممثليه في الكنيست في كل اتجاهات الخريطة السياسية: من اسرائيل بيتنا وحتى ميرتس. الانفجار السياسي الكبير، الذي اصبح واقعا في 2005، خلق حزبا ذا طابع مميز برئاسة جنرال تحول في شيخوخته ليصبح اجماعا وطنيا فيما شق حزبه السابق، الليكود، وارتبط بعناصر انتهازية من اليسار.

النتيجة أغضبت اناسا ايديولوجيين من اليمين ومن اليسار، وحاولوا مكافحة هذه الظاهرة لحزب لا يقول شيئا واضحا في أي موضوع، ولا حتى في الموضوع الذي أدى الى تأسيسه – الخطوات احادية الجانب في الضفة الغربية كبديل عن المسيرة السلمية. بل ان الايديولوجيين تنبأوا له بالفشل، ولا سيما بعد ان حل ايهود اولمرت محل اريك شارون. ولكنهم اخطأوا. كديما فاجأ الجميع مرتين، بل ونجح في أن يكون الكتلة الاكبر في الكنيست. مرة واحدة فاجأ الجميع لان الانتخابات كانت قريبة من موعد غياب شارون عن الساحة السياسية ومع ذلك كان بعض المقترعين لا يزالون يكنون له الولاء بالقائهم بطاقة كديما في صندوق الاقتراع. المفاجأة الثانية نبعت من أن مقترعي اليسار الذين ارادوا منع عودة بنيامين نتنياهو الى كرسي رئيس الوزراء، رأوا في كديما برئاسة تسيبي لفني الامل الاكبر في صده.

التقدير الذي ساد بعد الانتخابات، وبموجبه كديما هو حزب سلطة غير قادر على أن يعيش في المعارضة، تبدد على الاقل مؤقتا. رفض لفني الارتباط بحكومة وحدة برئاسة نتنياهو منح مبررا لرجال يساريين كثيرين لمواصلة تأييدها. في اثناء 2009 نجحت زعيمة كديما في خلق انطباع من الوحدة في الحزب، وصدت المطالب بالارتباط بالحكومة وتلقي الحقائب الوزارية فيها. وكانت فظة جدا في خطاباتها في الكنيست وان كانت في معظم المواضيع المركزية وجدت نفسها مؤيدة للحكومة، ولا سيما بعد خطاب بار ايلان، الذي شطب، ظاهرا على الاقل، الفارق التصريحي بين كديما والليكود.

عمليا، كديما أصبح حزبا مشابها لحزب العمل في السبعينيات والثمانينيات، مع خلاف وحيد هو انه بدون الولاء التنظيمي وبدون الولاء للزعيم واللذين ميزا ذاك الحزب. في حينه كان الحديث يدور عن سوق من الاراء، من شلومو هيلل وحتى يوسي سريد، كان بوسعهم جميعا أن يعيشوا تحت سقف واحد طالما راعى برنامج الحزب جانبي الطيف، وطالما كان ممكنا ان يدعي كل طرف بانه المفسر لقيم حركة العمل.

انهيار العمل وقع قبل تسع سنوات عندما تنازل عن علمه المشترك – السعي الى السلام – وتبنى شعار الليكود وبموجبه ليس لاسرائيل شريك عربي للسلام. من هنا كان الطريق للانضمام الى حكومة التهكم برئاسة شارون قصيرة. مع فقدان مبرر الوجود الايديولوجي للعمل، ضاع الحزب ايضا.

كديما، الذي حصل على 28 مقعدا فقط بفضل اليسار كان يمكنه أن يوجد فقط اذا ما عبر عن أماني اليسار. وقد تأجل انشقاقه لزمن ما، ولكنه كامن في مجرد التناقض الذي يميزه. عملية الطرد المركزي ستجعله كتلة صغيرة اكثر بكثير في الكنيست. وهذا يبدو، منذ الان، مسيرة لا مرد لها. لفني يمكنها أن تنقذ حزبها قبيل الانتخابات التالية فقط اذا ما قررت مواصلة "الانفجار الكبير في ان يكون كديما حزب وسط – يسار يحل محل العمل. والا – سيختفي كديما من الخريطة، تماما مثل "داش" و "شينوي".