خبر فرصة في الدوحة .. هآرتس

الساعة 10:28 ص|04 يناير 2010

بقلم: باراك رابيد

بعد نحو سنة من حملة "رصاص مصبوب" في قطاع غزة وصعود حكومة بنيامين نتنياهو الى الحكم، توجد علاقات اسرائيل مع العالم العربي في درك اسفل خطير. مقاطعة وزير الخارجية افيغدور ليبرمان من نظيريه من مصر والاردن تضيف عوائق اخرى. ومع ذلك، فان احتمال بداية اعادة بناء للعلاقات مع العالم العربي يكمن بالذات في الخليج الفارسي. أحد قرارات نتنياهو وليبرمان هذا العام يجب أن يكون الشروع في مسعى لاستئناف العلاقات مع امارة قطر.

قبل سنة، كجزء من عصف الخواطر الذي ثار في أعقاب الحملة في غزة، أغلق القطريون مكتب المصالح الاسرائيلية في العاصمة الدوحة وأبعدوا من هناك رئيس الممثلية. وحتى اليوم يتجادلون في القدس فيما اذا كان القطريون رغبوا في قطع العلاقات مع اسرائيل ام ببساطة فقدوا السيطرة على احبولة التضامن مع الفلسطينيين.

أمير قطر، حمد بن خليفة آل ثاني، ووزير خارجيته حمد بن جاسم، حققا مكسبا سياسيا في العالم العربي في اثناء "رصاص مصبوب". ومثلما في الماضي، اتخذا سياسة معاكسة لتلك التي اتخذتها معظم الدول العربية: بينما السعودية، مصر والاردن أيدوا السلطة الفلسطينية لمحمود عباس وشجعوا اسرائيل على ضرب حماس، ارتبط القطريون بزعيم حماس، خالد مشعل، الرئيس السوري بشار الاسد، رئيس وزراء تركيا رجب طيب اردوغان والرئيس الايراني محمود احمدي نجاد، في هجوم ضد "جرائم الحرب" الاسرائيلية في غزة.

الامارة الصغيرة استخدمت في حينه ايضا سلاحها الاكثر تهديدا – شبكة تلفزيون "الجزيرة" الذي يبث من الدوحة. منذ أن افتتحت الشبكة قناة بالانجليزية ايضا اصبحت اكثر تأثيرا وزادت قدرة حكام قطر على ادارة الهجمات الاعلامية. في زمن "رصاص مصبوب" كان هدف الحملة هو اسرائيل.

ولكن مثلما يحصل احيانا، من شأن احبولة اعلامية أن تخرج عن السيطرة. اليوم، بعد سنة من قطع العلاقات فانه حتى القطريين يعترفون بالغرف المغلقة بان هذا كان خطأ وانه لو كان بوسعهم لاعادوا الدولاب الى الوراء.

قطر تقيم سياستها الخارجية على أساس كونها "الابن السيء" للعالم العربي – ذاك الذي يهتف "الملك عارٍ" ويشير الى ملك السعودية عبدالله او الى الرئيس المصري حسني مبارك. وكلما رفض هؤلاء الزعماء عروض التطبيع مع اسرائيل، كلما ارتفعت الدافعية القطرية لاتخاذ سياسة مستقلة واستئناف العلاقات الدبلوماسية مع الحكومة في القدس.

القرار الذي ينبغي لاسرائيل أن تتخذه هو مساعدة القطريين على النزول من الشجرة وتسهيل أمر استئناف العلاقات بين الدولتين. وبالذات لحكومة نتنياهو – ليبرمان يوجد فضل في هذا السياق: تداخل المصالح بين ليبرمان، الذي يتمرد على الدبلوماسية الغربية، وحمد بن جاسم الذي يتمرد على الدبلوماسية العربية كفيل بان يكون مشوقا.

حقيقة ان القطريين لا يترددون في أن يستضيفوا في الفنادق الفاخرة في الدوحة وفي قصر الامير زعماء حماس، احمدي نجاد، الاسد واردوغان ليست فقط تهديدا بل وايضا فرصة لاسرائيل. اسألوا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي وجد في القطريين حلفاء مخلصين في الطريق الى استعادة فرنسا لمكانتها المركزية والمؤثرة في الشرق الاوسط.

نتنياهو وليبرمان كفيلان بان يتفاجآ مما سيجدانه في الدوحة – عالم عربي مغاير قليلا، عالم لم يقاتل ابدا ضد اسرائيل، لم يُهزم ولم يفقد اراضٍ، وبالتالي أقل كراهية تجاهها. عالم عربي يهتم بقدر أقل بالعدل التاريخي وبقدر أكبر بالمصالح الدولية، المال الكبير والاعمال التجارية التي تعانق العالم. في خلاصة الامر، فان السلام الاقتصادي لنتنياهو معقول واكثر جدوى بكثير في الدوحة منه في رام الله.