خبر القطع، الآن .. معاريف

الساعة 10:27 ص|04 يناير 2010

بقلم: شالوم يروشالمي

رجلان هامان في كديما لعبا دور النجم في قضية الفرار المحتمل الى حكومة نتنياهو والليكود، ولكنهما لم يحظيا بالاحترام الجديرين به. الاول، هو النائب آفي ديختر. الثانية هي النائبة مرينا سلودكين. ديختر، كما يشهد بعناد أناس كبار جدا في الليكود، التقى وزير الدفاع ايهود باراك في مكتبه. في ختام الحديث الطويل خرج باقتراح ليكون وزيرا في وزارة. ديختر طلب التفكير 48 ساعة. قالوا له حسنا. بعد 48 ساعة طلب تنديدا ليومين لمزيد من التفكير في العرض. وافقوا. في  النهاية عاد مع جواب سلبي.

النائبة سلودكين هي احدى النساء الشعبيات في الوسط الروسي. فقد دعي سلودكين الى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو التقته. ليس مرة واحدة بل مرتين. وقد حصل هذا في المراحل الاولية من الاتصالات، فور اقرار نتنياهو لقانون موفاز. وكان بوسع سلودكين ان تحصل في حكومة نتنياهو على منصب وزيرة او نائب وزير لو ارادت، ولكنها رفضت. ديختر لم يكبد نفسه عناء الركض لتبليغ زعيمة كديما تسيبي لفني عن العرض الذي تلقاه، اذا كان تلقاه. وكذا سلودكين لم تحدد معها لقاءا لاطلاعها على الامر، وهذا ما هو خطير، على الاقل من ناحية لفني.

ديختر ليس حجر شطرنج في كديما. فهو أحد قادة الحركة. كما أنه يعتبر رجلا مستقيما ونزيها على المستوى السياسي، لا يحيك الصفقات في الظلمات مثل بعض من نظرائه الكبار في كديما، الذين لا معنى للشكوى منهم. امس ادعى بانه التقى مع باراك مرات عديدة للبحث في شؤون مختلفة، ولكن ليس في الانضمام الى الحكومة. "ما يقولونه لك لفه بخمسين شيكل والقِ به في اليم"، اقترح قائلا. باراك هو الاخر ينفي على أن يكون عرض على ديختر ان يكون وزيرا لديه.

مهما يكن من أمر، تسيبي لفني تقف في هذه اللحظة في وضع محرج وليس بسيطا حيال المجريات الدراماتيكية داخل البيت. ستة نواب من كتلتها اتفقوا مع الليكود او العمل. ثلاثة او اربعة آخرون كانوا في الطريق الى هناك ولكنهم تراجعوا في اللحظة الاخيرة، او لم يحصلوا على المنصب الذي طالبوا به. أربعة أو خمسة آخرون كانوا في سر الامور. لم يبلغ احد منهم عما حصل في الوقت الحقيقي، وهي حقا ظنت ان لا شيء يحصل. على هذه الفوضى ينقض اليوم شاؤول موفاز ويطالب بانتخابات تمهيدية مبكرة، كي ينقذ، على حد قوله، الحزب من الانشقاق. على لفني أن تصحو بسرعة وتنفذ سلسلة من الخطوات الحادة، التي ستنقذها وتنقذ الحزب من التحطم.

اولا، لفني ملزمة بان تطرد على الفور ستة النواب الذين وقعوا على طلب من لجنة الكنيست للانسحاب من كديما. يوجد في نظام هذا الحزب ما يكفي من المواد لممارسة الطرد السريع. وهي لا يمكنها أن تواصل التصرف مع اناس خانوا الامانة وخانوا رسالتهم. من هذه اللحظة فصاعدا لا يمكنها أن تجري معهم أي نقاش داخلي شفاف وجدي. هم ايضا لا يمكنهم ان يكونوا معارضين حقيقيين، بعد أن اجتازوا بفرح النهر نحو احزاب السلطة. خسارة على وقت الجميع.

ثانيا، بعد أن تُطَير الفارين المحتملين، الذين يؤيدون موفاز في معظمهم، على لفني أن تتوجه الى انتخابات تمهيدية. هذه هي الفرصة الوحيدة التي لديها كي تنتصر وان تظهر الزعامة. وهي لا يمكنها أن تعيش حتى الانتخابات للكنيست مع الامور الخطيرة التي يقولها موفاز عنها وسيواصل قولها. انا ارى عن كثب كيف تسمع لفني كل شيء وتخرج عن طورها. هذا نزاع يفيد فقط خصوم كديما. نتنياهو واسرائيل كاتس على أي حال يريان في كل الخطوة الاخيرة انتصارا استراتيجيا هائلا، ولم ينتهِ أي شيء من ناحيتهما بعد.

لفني ملزمة بالقطع. فهي واثقة بان بوسعها أن تهزم كل واحد في الانتخابات التمهيدية في كديما. اذا انتصرت فيها فانها ملزمة بان تبني كل شيء من جديد وان تطالب كل من يبقى بالولاء التام لها وللحزب. اذا ما خسرت، فليس لديها ما تفعله في كديما وذلك لان موفاز سيذهب على الفور الى حكومة نتنياهو وهي لا يمكنها أن تجلس هناك. هذه هي البدائل الوحيدة التي توجد امامها، وهي صعبة للغاية. كل مراوحة في المكان ستغرق الجميع هناك في الوحل اكثر فأكثر.