خبر خبير لـ« فلسطين اليوم »: قادة إسرائيل يخططون لحملات القتل الجماعي بإعلانات صريحة

الساعة 05:36 م|03 يناير 2010

فلسطين اليوم : بيروت

لا يكاد يمر تصريح لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، إلا ويكون بين طياته تهديداً مبطناً أو صريحاً لغزة ولبنان وإيران، والمفارقة أنه ينتقي أسلوب التهديد وتوقيته وهدفه، بحسب ما تقتضي ظروف سياساته الداخلية بأكثر منها الخارجية.

ويعلِّق الدكتور خليل حسين، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية على هذا بالقول:" إن هذا أسلوب اعتاد عليه الساسة الإسرائيليون على قاعدة الهروب إلى الأمام، وبالتحديد إلى الخارج من مآزقهم الداخلية".

ويضيف د. حسين لـ"فلسطين اليوم":" ما يميّز هذه التهديدات في هذه الفترة تحديداً، تفلّت القادة الإسرائيليين من الضغط الرمزي للإدارة الديمقراطية، والبدء في ممارسة الضغط المعاكس على الإدارة الأمريكية من قبل الإسرائيليين عموماً، وهذا ما برز في الاستدارة الملحوظة للرئيس الأمريكي باراك أوباما في العديد من مواقفه تجاه قضايا المنطقة، وتحوِّله عن شعارات محددة رفعها سابقا، إلى سياسة غض الطرف عن الآليات التي تحبط تنفيذها".

ويرى هذا الخبير أن "القادة الإسرائيليين يخططون وينظمون حفلات القتل الجماعي القادمة هذه المرة بإعلانات صريحة وواضحة لا محل للاجتهاد أو التأويل فيها، فلا رادع ولا وازع قانوني أو أخلاقي أو إنساني يثني ما تختزنه الذاكرة الجماعية للقيادات السياسية والعسكرية الإسرائيلية".

ويشير د. حسين إلى أن "التركيز الإعلامي على النوعية والكمية التي تمتلكها المقاومة من الصواريخ دليل آخر على تهيئة البيئة المناسبة للاعتداء على لبنان مجدداً، بعدما تمكّنت المقاومة من هضم نتائج عدوان تموز ومندرجاته".

ويضيف:" في الجهة المقابلة من التهديدات المتصلة المعلنة منها وغير المعلنة، التهديد بتوجيه ضربة عسكرية للبرنامج النووي الإيراني، باعتباره أم المخاطر التي تواجهها من الناحية الإستراتيجية وبالتحديد كونه عنصراً يهدد الكيان".

وتابع يقول:" فمع بداية العام تكون المهلة الأمريكية قد استنفدت وقتها لتقديم ما أسمته واشنطن أجوبة واضحة على الأسئلة والمقترحات التي تم تداولها في مجموعة التفاوض الست مع طهران، وبصرف النظر عن التطابق أو التباين الإسرائيلي -الأمريكي حول كيفية معالجة الملف عسكرياً أو دبلوماسياً، ثمة رأي واضح للإدارة الأمريكية مفاده عدم استبعاد الحل العسكري، بل الاقتراب من كونه أحد وسائل علاج الكي، الأمر الذي لم تتوان يوماً "تل أبيب" في دفع واشنطن باتجاهه".

ويؤكد د. حسين أن هذه خيارات ليست سهلة أن تقدم عليها إسرائيل والولايات المتحدة معها، فدونها عقبات كثيرة، منها الاقتصادي ومنها المالي، ومنها السياسي، ومنها الرأي العام العالمي، "لكن تبقى في النتيجة خيارات قائمة بصرف النظر عن حسابات الربح أو الخسارة، فالقادة العسكريون يمشون إلى الحرب ويجرون وراءهم السياسيين، والجميع ينطلقون وفي اعتقادهم أن الحرب لمصلحتهم".