خبر عام التفاوض .. حسام كنفاني

الساعة 05:02 م|03 يناير 2010

بقلم: حسام كنفاني

انتهى العام 2009 فلسطينياً على انقسام لم ينته، وعلى جمود تفاوضي طبعه وصول بنيامين نتنياهو إلى رئاسة الحكومة “الإسرائيلية”. العام 2010 أطل برأسه على القضية الفلسطينية، لكن أي جديد قد يحمل معه في الملفين الآنف ذكرهما؟

بالنسبة لملف الانقسام الفلسطيني، لا تحمل مؤشرات نهاية العام الماضي أي مؤشرات لحصول المصالحة قريباً، أو على الأقل استئناف اللقاءات بين طرفي النزاع، “حماس” و”فتح”. بل ربما الأمر على عكس ذلك، فكل التصريحات التي قيلت في الأيام الأخيرة من العام 2009 كانت تصب في خانة نفي كل ما يشاع عن عودة قريبة للمباحثات. القاهرة لن تستضيف جولة جديدة من اللقاءات، ولا تعديل على الورقة المصرية، والعلاقات بين ضفتي الانقسام إلى مزيد من التأزم والاتهامات.

وعلى عكس الجمود في ملف المصالحة الفلسطينية، تبدو المفاوضات في طريقها إلى التحرك بفعل الضغوط الأمريكية الكبيرة الممارسة في هذا المجال. فبعد جمود لأشهر وفشل الولايات المتحدة في إجبار “الإسرائيليين” والفلسطينيين على العودة إلى مائدة التفاوض، عاد الحديث عن رسالة الضمانات الأمريكية إلى الظهور.

رسالة تبدو مقنعة للأطراف العربية والدولية الضالعة في الملف، إضافة إلى “إسرائيل”. يبقى الموقف الفلسطيني، خصوصاً شرط الرئيس محمود عباس لتجميد الاستيطان قبل العودة إلى المفاوضات. الموقف صمد لوقت طويل، لكنه في طريقه إلى الانهيار، فالضغط الأمريكي وصل إلى مرحلة غير مسبوقة، وها هي واشنطن في طريقها إلى جمع وزراء خارجية الرباعية الدولية، إضافة إلى وزراء خارجية بعض الدول العربية، لإطلاق رسالة الضمانات، التي سيكون لا رادّ لها.

كلام رئيس دائرة المفاوضات صائب عريقات عن رفض الرئيس الفلسطيني في وقت سابق للضمانات التي عرضتها وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، لم يعد صالحاً. الرفض كان في السابق، لكن اليوم الوضع مختلف. لن تعود الضمانات أمريكية وحسب، بل أوروبية وعربية، ولن تصمد أمامها الشروط الفلسطينية، خصوصاً أن ما سيعرض يحمل في طياته مراعاة لما يريده محمود عبّاس.

الرعاة الأمريكيون والدوليون سيعرضون استئنافاً فورياً للمفاوضات، والخوض في ملف حدود الدولة الفلسطينية. الخطة ترى أن الاتفاق على ملف الحدود لن يتعدى عشرة أشهر، فترة التجميد التي أعلن عنها نتنياهو، وبعدها يتمّ التفرّغ لبقية الملفات، وحينها يكون الاستيطان مضبوطاً ضمن الحدود المتفق عليه. العقدة ستكون في القدس المحتلة، التي لا يزال التعامل معها غير واضح في الخطة الدولية، ولا سيما مع إصرار نتنياهو وحكومته على استثنائها من التجميد.

في كل الأحوال، عجلة المفاوضات لن تبقى متوقفة كثيراً في ،2010 وبدء دورانها لن يستغرق وقتاً طويلاً. أما المصالحة، فستبقى متوقفة.