خبر اختبار البرغوثي .. إذا كنا سنوقع على الصفقة .. إسرائيل اليوم

الساعة 04:56 م|03 يناير 2010

بقلم: عوزي برعام

تحرير جلعاد شليت يكاد يصبح شبه حزبي. الوسط واليسار مستعدان لدفع "كل ثمن" بينما اجزاء من اليمين يتنكرون للثمن ويطرحون المخاوف المستقبلية. ماذا أفعل وأنا اجد نفسي في هذا الموضوع وكأن بي رجلا يمينيا حقيقيا؟ أفرك وجهي بيدي وأرفض التصديق باني اتفق مع مخاوف اليمين. غير أنهم يتحدثون عن "تحرير ارهابيين محتملين" اما عندي فان التشديد هو على اعطاء رموز انتصار للمنظمات الاسلامية زارعة الشر والممتنعة عن الوصول الى تسوية مع دولة اسرائيل.

بالنسبة لرجال اليمين، لا فرق بين حماس وم.ت.ف. كلهم زارعون للشر. على ذلك أختلف معهم. م.ت.ف هي حركة التحرر للشعب الفلسطيني. هذه الحركة توجد في مواجهة وطنية صعبة مع دولة اليهود ومع الحركة الصهيونية. ولكن سبق أن ثبت بان هناك حلا للنزاعات الوطنية المليئة بالكراهية، ولا يوجد حل للمواقف الدينية المتضاربة.

نتنياهو يفر بكل قوته من اليمين المتطرف. وهو يفهم دوره كرئيس للوزراء ومسؤوليته عن التسوية وتحقيق التعايش. على هذه الخلفية لا افهم مسألة مروان البرغوثي. لو كنت نتنياهو، لما نفذت الصفقة لتحرير شليت ولكن اذا كنت سأوافق مع ذلك على تنفيذها، لحررت البرغوثي اولا وقبل كل الاخرين.

البرغوثي يعتبر زعيما محتملا للسلطة الفلسطينية في المستقبل. وهو من الزعماء القلائل القادرين على التغلب على القوة المتعاظمة لحماس.

صحيح أن رئيس المخابرات، يوفال ديسكن، يدعي بان "تحرير البرغوثي قد يؤدي الى موجة ارهاب"،  ولكن هذا لان ديسكن، وربما ايضا قادة الحكم عندنا يفضلون زعماء ضعفاء، عديمي الحضور القيادي ومحرومي القدرة على الوصول الى قرارات صعبة. من يريد السلام يحتاج لان يكون في الطرف الاخر زعماء حقيقيون كفيلون بان يدفعوا الى الامام بتسوية الدولتين.

اذا كان رئيس الوزراء يريد الوصول الى تسوية سياسية فان عليه أن تكون له مصلحة عليا في الدفع الى الامام بقوة ومكانة السلطة الفلسطينية حيال حماس. والا فان الحديث يدور عن شهادة على أن الموسيقى التي يعزفها نتنياهو عديمة الكلمات وان كانت لطيفة.

اذا كان نتنياهو يقصد المناورة وكسب الوقت في المفاوضات السياسية، فلعله يتصرف على نحو صحيح.

ولكن اذا كانت لديه القوى النفسية، الجسارة والايمان لحمل شعب اسرائيل نحو التعايش في الشرق الاوسط، فان عليه أن يرى في صفقة جلعاد شليت فرصة نادرة.

ستكون هذه الفرصة لتحرير زعيم له دم على الايدي، مثلما لكثيرين آخرين ولكن لديه ايضا القدرة على الوقوف على رأس زعامة فلسطينية كفيلة اسرائيل ربما لان تتوصل معها الى تسوية.