خبر من المفرح أنك فشلت .. معاريف

الساعة 04:55 م|03 يناير 2010

بقلم: نداف هعتسني

من الصعب عدم السخرية في ضوء العويل الذي صدر عن دوائر كديما وكبار المحللين، في كل ما يتعلق بالخطوات السياسية الاخيرة التي قام بها بنيامين نتنياهو. في كديما يوجد أيضا اناس طيبون وجديون، ولكن كهيئة تمثل الجمهور ليس له حق في الوجود. فقد اقيم بالخطيئة الوقحة والاكثر نكرانا في تاريخ السياسة الاسرائيلية، بينما وجوده الحالي عديم كل غاية.

المعايير التي فرضها مؤسسوه، انتقلت الى كل ارجاء السياسة الاسرائيلية، بما في ذلك العمل، المنسحبين منه، الليكود ومعظم الاحزاب الاخرى. وعليه فمجرد وجود كديما يقول انه لا يزال ممكنا خرق دستور الحزب والاستهتار بالتعهدات للناخبين وضعضعة الايمان الذي على أساسه بني المجتمع. وبشكل عام، ليس لكديما برنامج سياسي حقيقي او حتى نسغ موحد. كل ما فيه هو حساب مشترك لمعظم اعضائه، الذين استمرار سيرهم معا هو وحده الذي يضمن تواجدهم في الساحة السياسية.

على هذه الخلفية من الصعب اتهام بنيامين نتنياهو بمحاولة الانتقام من كبار مسؤولي كديما، الذين حاولوا تحطيم الليكود. ليس في هذا ما يبرر أي رشوة سياسية واغراء يطرحه نتنياهو على الخراف الضعيفة في قطيع كديما، ولكن في هذا ما يخفف من الامر. وان كان لا يجوز الطمس فان الفعل الحالي لنتنياهو يشكل جزءا من العادات المنكرة التي يعمل بموجبها اليوم الاغلبية في الساحة السياسية، العادات التي نشمئز لها جميعا وتعرضنا للخطر.

غير أن المشكلة الحقيقة في خطوة نتنياهو تكمن في مكان آخر تماما. رئيس الوزراء يشرح بانه يريد كديما كي يوسع قاعدته الائتلافية، قبيل القرارات الحاسمة الصعة التي نقف امامها. بل انه ورجاله، يبررون بان عمليا لا يوجد اليوم خلافات حقيقية بين سياسته وسياسة رؤساء كديما. والدليل هو الاعتراف بالدولة الفلسطينية، تجميد البناء في يهودا والسامرة والاعلانات عن كم هو "جدي" في الاستعداد للسير باتجاه الفلسطينيين. في هذا السلوك والاعلان يسقط نتنياهو بالضبط في الخطيئة الاساس لكديما – تضليل الناخبين وسرقة اصواتهم.

لقد سبق لنتنياهو أن خرق التعاقد الذي أجراه مع الناخبين بما فعل حتى الان. غير أنه في نية "توسيع القاعدة الائتلافية" يقول رئيس الوزراء انه يريد أن يسير ابعد من ذلك بكثير. فليست له حاجة حقيقية لتوسيع الائتلاف. فمنذ الان هذا واسع وعلى رأسه تقف حكومة مضخمة ومبذرة. الهدف الوحيد من توسيع الائتلاف هو اضعاف نفوذ النواب والوزراء الذين لا يزالون موالين لطريق الليكود. وعليه، فان السبب الوحيد لضم كديما او اجزاء منه، هو تثبيط تأثير الاشخاص المستقيمين والمؤمنين من أعضاء قائمة الليكود ومن اوساط زملائه في الطريق المشترك، في احزاب الائتلاف. وعليه، على سبيل المفارقة، فان محاولة نتنياهو بالذات الانتقام من كديما بسبب سلب اصوات الليكود، تأتي من ذات المكان المظلم وترمي الى ذات الغاية المنكرة التي شكلت اساسا لاقامة كديما. ولو كان لهذا السبب  فقط فان من الخير ان فشل نتنياهو حاليا، دون أي صلة بحقيقة أن كديما بالفعل ليس له حق في الوجود.