خبر فتح قبعتان .. يديعوت

الساعة 04:52 م|03 يناير 2010

بقلم: الياكيم هعتسني

الحاخام مئير ابشالوم حاي قتله بعض من قادة كتائب شهداء الاقصى. هذه المنظمة الارهابية التي تبنت المسؤولية عن الفعلة علنا، مثل التنظيم، هي جزء من فتح، التي يقف على رأسها ابو مازن. هذا المبنى ورثه من سلفه، عرفات. فتح هي "الحركة السياسية" التي لها اذرع "عسكرية" – أي ارهابية مثل التنظيم وكتائب الاقصى (بالتوازي، "ذراع" الحركة السياسية لحماس هو "كتائب عز الدين القسام") .

فتح هي المنظمة السائدة في كل الساحة الفلسطينية في يهودا والسامرة. وهي العامل المركزي في منظمة التحرير الفلسطينية (م.ت.ف)، الموقعة على الاتفاقات مع اسرائيل، وهي تسيطر على السلطة الفلسطينية وذراعها الارهابي هو الذي قتل الحاخام مئير حاي. الحاصل هو أن رئيس السلطة، ابو مازن، يعتمر قبعتين: قبعة سياسية وقبعة ارهابية.

القارىء الذي سيبدو له هذا العرض للامور متطرفا، مدعو لان يفكر بمروان البرغوثي، الابن العزيز لفتح والمرشح لرئاستها، الحلم الرطب لمعسكر السلام لولاية "رئيس" السلطة الفلسطينية. ولكن هذا هو ذات البرغوثي الذي بصفته رئيسا للتنظيم نفذ من أجل عرفات كل الاعمال الارهابية من داخل المقاطعة، التي كانت المركز العصبي للجميع: "الرئيس"، "حكومة السلطة"، م.ت.ف، فتح وكذا اذرعها "العسكرية".

ويطرح السؤال: كيف يحتمل هذا؟ كيف تسلم اسرائيل بشريك هو "ضمن امور اخرى" ارهابي نشط ايضا؟ فهل جننا؟

ثلاثة من القتلة قتلناهم والرابع فر. الى اين؟ رسميا، سلم نفسه للسلطة الفلسطينية وهو قيد الاعتقال. غير أن هذا كذب. فقد فر نحو "شريكنا". وهذا، كي ينقذه منا، ادخله "بالبوابة المستديرة" التي منها سيخرج عندما يحققون له "عفوا"، أي شطب مكانة "مطلوب" مقابل تعهد بالكف عن الارهاب. على مثل هذا التعهد وقع عنان صبح، وقد أتاح له التفرغ لقتل الحاخام حاي.

هنا أيضا يطرح سؤال بريء: لماذا يتجاهل اولئك الذين يصرون عندنا على كل شارة في الاتفاقات مع م.ت.ف البنود الصريحة في الملحق 4 من الاتفاق الانتقالي، والتي تمنح اسرائيل المقاضاة الجنائية على مخالفات ارتكبت في "المناطق" ضد اسرائيليين والحق في المطالبة بتسليم المشبوهين بجنايات كهذه، مثل القاتل الرابع للحاخام حاي؟

الجواب هو أنه منذ عهد اوسلو البهيج أعلن الفلسطينيون بانهم لن يسلموا ابدا أي فلسطيني لاسرائيل، وحكومات اسرائيل على اجيالها سلمت بهذا الخرق الفظ لهذا البند الحيوي في الاتفاق. ويتواصل التسيب حتى لدى واضع شعار "اذا اعطوا فسيأخذون". عنده ايضا هم لا يعطون شيئا ويحصلون على كل شيء. وليس للقاتل الرابع ما يقلق منه.

في الزمن الاخير نسمع ايضا أجهزة الامن عندنا تثني على قوات الامن الفلسطينية على التعاون في مكافحة الارهاب. ظاهرا، هذه بشرى طيبة. غير أنهم لا يروون لنا ضد من يكافحون، هل أيضا ضد كتائب شهداء الاقصى، الذراع الارهابي لفتح؟ مع أنهم يقومون بالنشاطات ضد حماس وكتائب القسام. بالنسبة لهم هذه ليست حربا ضد الارهاب بل صراعا دمويا على الحكم، حرب عصابات ضد عصابات، في صالحها يستغلون ايضا الجيش الاسرائيلي. للجمهور الحق في الحصول على ايضاح في هذه المسألة الهامة كي لا نقع في الاوهام.

صحيح أن الاجابات على هذه الاسئلة لن تعيد الى الحياة ضحية الارهاب في السامرة، الاخير من أصل 1.500 ضحية لاوسلو، ولكن في وسعها أن تنقذ حياة ضحايا على الطريق، سيأتي دورهم.