خبر في سلوان...واد حلوة يواجه « مدينة داوود » اليهودية

الساعة 02:01 م|03 يناير 2010

في سلوان...واد حلوة يواجه "مدينة داوود" اليهودية

القدس المحتلة-فلسطين اليوم

إلى الجنوب من المسجد الأقصى المبارك، يقع "حي حلوة" في بلدة سلوان و الذي يتعرض لعمليات استيلاء مبرمجة من قبل جمعية استيطانية ركزت عملها في الحي...

و "حي حلوة" و الذي سمي بإشارة إلى إحدى نساءه الجميلات، كما تقول الرواية، يعيش أبشع أيامه في ظل هذا الاستهداف لتاريخه و إسلاميته و عروبته و فلسطينيته.

إن حياة أهل وادي حلوة في تهديد مستمر و خاصة أنهم يواجهون خطر هدم منازلهم من قبل البلدية من جهة, و الأعمال التي تقوم بها جمعية ألعاد الاستيطانية تضيق عليهم من جهة أخرى.

و لعل أكثر ما يميز التحرك الاستيطاني في واد حلوة هو عمليات حفر الأنفاق التي تمتد من قلب الحي باتجاه المسجد الأقصى المبارك، و الذي تسبب مؤخرا في انهيارات أرضية في الشوارع العامة و المنازل و المدارس.

و يبلغ عدد سكان الحي حوالي 5,500 نسمة يسكنون في محيط وادي حلوة, والذي يمتد على المنحدرات الجنوبية للبلدة القديمة، حيث نشأت القدس القديمة.

يقول فخري أبو ذياب عضو لجنة أهالي الحي أنه و بحسب الدراسات فالحفريات الأثرية في واد حلوة ليست بالجديدة، ولكنها بدأت في أواخر الحكم العثماني حين اكتشف نظام سحب المياه الجوفية، و نتيجةً لهذا الاكتشاف أطلق على المنطقة اسم "مدينة داوود".

وبعد الاحتلال الإسرائيلي للمدينة و بالتحديد في فترة السبعينات انتشرت المستوطنات الإسرائيلية في محيط الحي و التي تمولها بالكامل جمعية "ألعاد الاستيطانية" و التي اتخذت على عاتقها مهمة تغير المكان.

و قد سيطرت الجمعية، كما يقول ابو ذياب، على عدد كبير من العقارات في الحي بطرق شتى منها قانون “أملاك الغائبين” ونقل هذه الممتلكات لها مقابل أيجار رمزي، الى جانب شراء العاد ممتلكات من السكان بمساعدة سماسرة.

ورغم نشاط الجمعية الذي لم يتوقف، الا ان نقطة التحول كانت سنة 1997, حظيت منظمة ألعاد, من إدارة أراضي إسرائيل بتولي مسؤولية حماية وحفظ الحديقة الوطنية "مدينة داود" و التي تقع في قلب حي وادي حلوة.

و منذ أن تولت ألعاد مسؤولية إدارة"الحديقة الوطنية" تضاعف معدل الحفريات في المنطقة مرتين و ثلاث مرات.و بحشد ملايين الدولارات شرعت منظمة ألعاد بحفريات مخالفة كثيرة, تمت بواسطة سلطة الآثار الإسرائيلية التي عارضت في البداية نقل إدارة الموقع للمنظمة اليمينية تحت أسم "حفريات إنقاذ".

و منذ أن تلقت ألعاد مسؤولية إدارة الموقع من سلطات الاحتلال, بدأت عملية سريعة لتغيير وجه منطقة وادي حلوة.طرأت تغييرات في محيط الحديقة الوطنية وخارجها.بعد عقود من الإهمال, فجأة بدأت السلطات بالعمل في المنطقة, بدون إعلام السكان الفلسطينيين, و الأسوأ من ذلك أن هذه التغييرات تحصل على حساب هؤلاء السكان وتضر بشكل كبير بمحيطهم.

و منذ ذلك الحين، بدأت في الحي كثير من الحفريات في المنطقة تتم بسرعة كبيرة وغير مقبولة لدى كثير من علماء الآثار في إسرائيل وخارجها. في بعض المواقع تم إزالة طبقات أثرية بدون نقاش عمومي.

و مثال ذلك الحفريات التي تمت برعاية ألعاد بالقرب من أسوار البلدة القديمة.حيث اكتشفت قبور من الفترة الإسلامية, و تم إزالة هياكل عظمية من الموقع بواسطة سلطة الآثار بدون إبلاغ وزارة الأديان مما يشكل مخالفة لقوانين سلطة الآثار.

و يشير أبو ذياب أن بعض الحفريات تتم تحت بيوت السكان الخاصة, و ذلك بدون علم أصحاب هذه البيوت و بدون طلب ترخيص, ففي السنتين الأخيرتين انهارت أجزاء من البيوت, و هبطت أراضي, و تجوفت حفر في الشوارع, وضع لم يعهده سكان وادي حلوة من قبل.

في مقابل ذلك, ترتبط بيوت المستوطنات اليهودية في المنطقة ارتباطا وثيقا مع الموقع السياحي، يرافق السياح و المستوطنين أجهزة عديدة مثل وحدات الأمن.و في بعض الأحيان يدخل السياح إلى مجمعات سكنية في المستوطنات كجزء من جولتهم في المنطقة.

و تحوي المستوطنة اليهودية في سلوان اليوم حوالي400 مستوطن يسكنون في بضعة مباني.و  يشكلون تقريباً 5% من السكان في وادي حلوة وواحد بالمائة من كل سكان سلوان, ومع ذلك فإن وجودهم قد غيّر المنطقة تماما.