خبر ما كلمة السر التي ستفكك عقبات المشهد الفلسطيني التي ورثها العام 2010م من سابقه؟!

الساعة 05:37 م|01 يناير 2010

فلسطين اليوم : غزة ( خاص)

أسدل العام 2009م ستاره على المشهد الفلسطيني المعتم، ليضاف إلى أعوامٍ سابقة، فالحال بقي على حاله، ولم يختلف العام المنصرم - الذي شهدت أيامه الأوائل مجازر سالت فيها دماء آلاف الضحايا في غزة- عن سابقه، كما واستمر خلاله التهاب الوضع الداخلي بفعل الانقسام المحبط لمعنويات الصمود وقدرة المواجهة.

عامٌ مضى .. ازددنا فيه صموداً حتى لا يبتلعنا البحر رغم واقع العراء وإطباق الحصار وانسداد الأفق، وكان لثباتنا وقدرتنا على الدفاع عن ثوابتنا ومقدساتنا الأثر الأكبر الذي يحدونا لانجاز المصالحة الوطنية في أسرع وقت لاسيما وأننا تلمسنا غياباً واضحاً للنوايا والإرادة في إنهاء وطي صفحة الانقسام القاتمة من تاريخنا المتوهج بدماء الشهداء.

"فلسطين اليوم" حاولت تسليط الضوء -من خلال لقائها بثلةٍ من الخبراء والمحللين السياسيين- على الملفات الشائكة التي توارثها العام الجديد 2010م، عن العام الآفل 2009م، والمتمثلة في (الحصار، المصالحة، تبادل الأسرى بالجندي "شاليط"، المفاوضات)، حيث أبدوا تشاؤمهم في أن تفكك العقبات التي تحول دون حل هذه الملفات خلال هذا العام الذي كان بزوغ شمس أول أيام عهده اليوم الجمعة.

فقد رأى الدكتور إبراهيم أبراش، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة، أنه التوصل لحل لملف المصالحة الوطنية في العام 2010م، سيكون مدخلاً لمعالجة بقية الملفات العالقة على الساحة الفلسطينية.

وقال د.أبراش:" إذا تمت المصالحة ستُقوي الموقف في التعامل مع الملفات الأخرى"، موضحاً أن "المصالحة الوطنية ستُقنِع العالم بضرورة التحرك لفك الحصار المفروض على قطاع غزة، كما وأن إنجازها يُحتِم على الفلسطينيين وضع إستراتيجية عمل وطني جديدة لمواجهة إسرائيل".

وفي سؤالنا له عن توقعاته لما سيحدث خلال العام 2010م، أجاب د. أبراش:" ما سيحدث سيُبنى على ما أنجز في العام 2009م أو على الواقع"، مبيناً بالقول: "أنا أتوقع حصيلة سلبية على كافة المستويات".

ولفت الخبير السياسي الفلسطيني النظر إلى أن 2009م كان أسوأ الأعوام التي مرت على الشعب الفلسطيني، حيث قال:" خلال العام الماضي الانقسام تعزز، وفرص المصالحة تباعدت، وشهد العالم العدوان على غزة ولم يتم إعمار ما دمرته آلة الحرب الإسرائيلية بالإضافة إلى تبدد فرص المراهنة على التسوية".

ويتفق الخبير في القضايا الشرق أوسيطة حسن عبدو، مع ما ذهب إليه الدكتور أبراش، حيث أكد أن المصالحة الوطنية هي البوابة التي تسمح بالدخول لحل العديد من القضايا الشائكة على الساحة الفلسطينية.

وتوقَّع عبدو أن يذهب قطاع غزة نحو الإهمال الإقليمي والدولي والاستفراد الإسرائيلي خلال العام 2010م، إذا لم تتم المصالحة الوطنية خلاله.

وأشار الخبير عبدو إلى أن هدف إسرائيل من وراء حربها المسعورة على قطاع غزة مطلع العام 2009م، كان يرمي لإخضاع المقاومة إلى منطق التسوية كخيار وحيد، موضحاً أن هذا ذلك لم يتحقق بالقوة العسكرية العمياء، رغم استمرار الحرب بوسائل أخرى لتحقيق ذات الهدف.  

وبيَّن أن "الحصار المفروض على القطاع هو جزءٌ من الحرب الذي يستوجب الرد"، مؤكداً "إذا لم يكن هناك مصالحة حقيقية يتم الاتفاق بموجبها وضع برنامج موحد لمواجهة إسرائيل خلال هذا العالم فنحن ذاهبون نحو الأسوأ".