خبر مدينتي.. يا غزة الوحيدة.. يا غزة الفريدة ..علي عقلة عرسان

الساعة 12:25 م|01 يناير 2010

مدينتي.. يا غزة الوحيدة.. يا غزة الفريدة ..علي عقلة عرسان

 

غزة صباح الخير..

عام جديدٌ وأمل جديدٌ لك يا الفريدة في المعاناة، والوحيدة في الحصار، والمعزولة عن العالم، والمنسية من ذويها، والمنكوبة بصمت مريب.. في عالم عجيب.

عامٌ "سعيد"..

يا المدينة.. بطعم الرماد..

والحزينة.. بثوب الحداد..

والأصيلة.. بكل معنى يسجله مِداد..

عام " سعيدٌ" يا مدينة.

تَحْدين في البيد.. فيجيبك الصدى،

تستغيثين.. فتمتد إليك يد " النجدة" بسكين..

وتبردين شتاءً، فيشعلونك ناراً،

يتدفأ على جمرها القطب والمدى..

ويرفع ألسنتَها الأنين..

حزنٌ فريدٌ يا وحيدة..

عامٌ حزين يا " سعيدة!!"..

 أنت جرحي والوَصَب..

أنت صموديَ العجب.

عام "سعيدٌ!!" يا مدينة.

***

تُُقبلين على اللحد يا أمي بين جدارين،

واحد من صنع فرعون العصر، وآخر من "قوم موسى"..

واحد في الأرض من فولاذ، وآخر من كراهية في المدى..

وما بينهما يا أمي موت..

تصمتين، وتعجبين، وتصمدين، وتنشِدين، وتصرخين..

تنصتين وتنظرين..

تنصتين وتنظرين..

وما في المدى إلا الصدى..

ها نحن رملٌ في المدى.. ملء المدى..

يؤذي العيون مدُّه، ولا رؤى في مهمه البيداء.. يا فريدة في الهم،

يا وحيدة في الساح، يا عصية المنال..

يا شوكاً..

تباريحَ العدا..

وتصبرين.. وترسلين رسائل الشهداء في الصبحِ..

فيأتيك الجواب: "الصمت" في ثوب الصدى..

ما في المدى إلا الصدى..

ما في المدى إلا الصدى..

وتصبرين، تصمدين، تنشِدين..

وترسلين رسائل الشهيد في الصباح،

والنِّدا خلف النِّدا:

"يا أمتي حان الفدا..

هذا أوان الشد فاشتدِّي.. نَدى..

يا أمتي حان الفدا..".

ما في المدى إلا الصدى.

يا قلب غزة.. يا دمَ  الأطفال مطلولاً على مد الشواطئ والرمال..

يا أبحراً من الدماء والفدا..

يا ساحة الرجال..  

خيل اليهود على الحدود، وخيل أهلك ضد أهلك،

أو ترين كأنها بُعْدَ السراب عن الشفاه..

" لا تندهي.. ما في حدا.."..

" لا.. تندهي.. ما في حدا.."..

ما في المدى إلا الصدى.

***

يا أمي الحزينة..

يا غزة.. الطعينة..

في أي زمن من أزمنة الناس تعيشين يا مدينتي..

ما طعم الوقت لديك..؟

كيف الطفل والدواء..

أرضك والسماء..

طعامك والماء..

بحرك والهواء..

وسفينة من طين..

عليها تُُحملين..

مع نوح الأولين..

ونوح الآخرين..

في عامك الجديد، أي عامك الحزين!؟

قولي لنا.. يا أمنا " السعيدة".. في عامها الوليد..

يا غزة الوحيدة.. يا غزة الفريدة..

في عامها الجديد.؟!

لا صوت.. لا صدى..

قد أغلق المدى..

مدينتي ما بين لحَّادَين..

فرعون واليهود..

وترتمي الحدود..

وتثقُل القيود..

وتبرز القدود..

تصعَّر الخدود..

وتُنثَر الوعود..

وأنت يا مدينتي أمل..

قامات صامدين..

صبر المجاهدين..

وشعلة اليقين..

بالنصر والمقاومة. 

***

مدينتي..

يا غزة " السعيدة" في عامها الحزين..

لأنت وحدك الأمل..

والجرح السكين،

وبيدر الأنين..

وشعلة الإيمان واليقين..

معزولة نعم..

عن أمة مشلولة اليمين،

لا عندها غوثٌ، ولا تُبين..

وترهق المغيثَ إذ يأتي بما يعين..

عن عالم قوقعة من طين،

منكوبة بصمته وعقمه المبين.

أطفالك الصغار يصرخون،

بملء صوت الحق يصرخون:

"نريد سقفاً فوقنا، لبيتنا.. من قصبٍ وطين..

 نريد أن نلعبَ.. أن نكون.. أن نعيش..

ككل أطفال الدنا من حولنا..

نريد أن يرتادنا الأمان والفرح..

نريد حقاً من حقوق العالمين..

نريد.. وي.. نريد..".

والعالم اللعين..

لا يسمع الصراخ والأنين..

لا ينصف المظلوم والمحروم والمسكين..

أذناه ضخمتان.. ضخمتان..

لكنَّما.. 

واحدة من طين، وأخرى من عجين..

لا يسمع الصراخ والأنين..

 يلغوا ويثغوا..

إنَّما..

لا ينصف المظلوم والمقهور والمسكين..

لا يصنع الفرح..

 مدينتي..

يا غزة الحزينة..

في عامها " السعيد؟"، وعمرها المديد..

لك الأمل..

مدينتي لك الأمل..

ونصرك المبين..

على جناح الحق واليقين.

ترقبه العيون، تصنعه المقاومة..

مدينتي.. لك الأمل.

 

دمشق في 1/1/2010