خبر اللجنة المركزية لـ« فتح » تدعو إلى الكفاح الشعبي وتعزيز التحرك الدولي لملاحقة إسرائيل

الساعة 12:51 م|31 ديسمبر 2009

فلسطين اليوم – غزة

دعت أمانة سر اللجنة المركزية لحركة "فتح" في بيان صحفي، لمناسبة الذكرى الـ 45 لانطلاقة الثورة الفلسطينية إلى تصعيد الكفاح الشعبي المقاوم وتعزيز التحرك الدولي لملاحقة إسرائيل وعزلها.

 

وقالت الأمانة في بيانها: إن الرصاصة التي أطلقتها الحركة في انطلاقتها في الفاتح من كانون ثاني عام 1965 عزز حقيقة أن الفلسطينيين شعب صاحب هوية وصاحب حق وصاحب عزيمة لا تلين وأن القضية الفلسطينية  ليست مجرد قضية لاجئين، بل هي قضية شعب يقاتل من أجل استرداد أرضه ليبني عليها وطناً حراً مستقلاً، يضمن له عيشاً كريماً أسوة بشعوب الأرض كافة.

 

وأضاف البيان: أن فتح سارعت إلى إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية، لتصبح الوطن المعنوي للشعب الفلسطيني وإطاره الوحدوي المقاتل، والممثل الشرعي الوحيد المعبر عن همومه وتطلعاته، مستردة بذلك  القرار الوطني الفلسطيني من أروقة السياسات العربية المتناقضة، ودهاليز المنظمات الدولية، لتضعه في مكانه الصحيح حيث المؤسسات الشرعية، صاحبة الحق في تقرير مصير الشعب الفلسطيني'.

 

وتابع: 'إن 'فتح' قدمت في مسيرة دربها الشاق خيرة أبنائها وعلى رأسهم القائد الخالد الرمز الشهيد ياسر عرفات وشهداء رووا بدمائهم أديم أرض فلسطين ونبتة الحرية التي باتت شجرة باسقة ظللت نضالات شعبنا على مر العقود وفي كل موقع ومكان'.

 

وأضاف: أن فتح أنضجت سياسة حكيمة ومتبصرة على المستويين العربي والدولي، أساسها احترام الخيارات السياسية للغير، وعدم التدخل في شؤونه الداخلية، وتحقيق الحد الأقصى من الإجماع العربي والعالمي على دعم القضية الفلسطينية في المحافل الدولية كافة، كما أنها لم تغفل أهمية النضال الوطني السياسي والدبلوماسي، وحققت إنجازات عظيمة وضعت القضية الفلسطينية على رأس سلم أولويات المجتمع الدولي'.

 

وبين أن فتح قرأت التغيرات الحاسمة في حقبة التسعينات، ولاحظت المؤشرات الأولى على نهاية الحرب الباردة، وأدركت أن ثمة عالماً جديداً بات قيد التشكل، فتفاعلت مع معطياته وتجنبت مضاعفاته، وخاضت غمار التفاوض المباشر مع إسرائيل، وصولاً إلى إعلان المبادئ الشهير عام 1993 واتفاقيات أوسلو التي مثلت فاتحة مرحلة جديدة، امتزجت فيها مهام التحرير بمهام البناء الوطني، وتأسيس مقومات الدولة الفلسطينية المستقلة'.

 

وأضاف 'أن الرئيس المنتخب محمود عباس اتبع سـياسـة تنفيذ الالتزامات الفلسـطينية، وخاضت منظمة التحرير الفلسـطينية بقيادته مفاوضات شاقة لم تثمر عن تقدم حقيقيً، لأن الجانب الإسرائيلي رفض تنفيذ أي من التزاماته، بل وتابع استيطانه غير آبه بمناشدات المجتمع الدولي بأسره لوقف الاستيطان ما أوصل عملية السلام إلى طريق مسدود، ولم يكن أمام القيادة الفلسطينية سوى أن تعلن ذلك بكل ثقة وجسارة، وأن تربط استئناف عملية السلام بالوقف الفعلي والكامل للاستيطان في الأراضي الفلسطينية، وخاصة في القدس، وبتحديد مرجعية واضحة للتفاوض بجدول زمني محدد، غير أبهة بالضغوط الهائلة التي مورست عليها'. 

 

وحذر البيان من الخطر المزدوج الذي يداهم القضية الفلسطينية والمستقبل الوطني للشعب الفلسطيني بإخفاق عملية السلام والانقسام الداخلي مشيرا إلى أن الشعب الفلسطيني ومنذ انطلاق ثورته المعاصرة 'دأب على مواجهة المخاطر والتهديدات، وكان سلاحه الأمضى وحدته الوطنية، أما أن تتفاقم المخاطر والتهديدات، ويضاف إليها الانقلاب والانقسام وغياب الوحدة الوطنية، فهذا ما يدل على مرحلة مقبلة غاية في الصعوبة تقتضي التبصر في رسم السياسات والصرامة في التمسك بالمبادئ والأهداف والاحتكام إلى المصلحة الوطنية دونما لبس أو تأويل'.

 

وقال البيان: إن عقد المؤتمر العام السادس للحركة يعتبر فرصة 'لمراجعة استراتيجياتنا خلال المرحلة الماضية، ورسم خطوط عملنا في المرحلة المقبلة على ضوء تطورات عملية السلام، وتزعزع الوحدة الوطنية، وإن المؤتمر خلص إلى وضع برنامج سياسي يحدد أهدافنا بوضوح ويرسم آليات العمل الوطني وصولاً لتحقيق هذه الأهداف، ويمهّد الطريق أمام إعادة بناء الحركة وتفعيل أطرها ومؤسساتها ويؤهلها لمتابعة النضال الوطني في المرحلة الشاملة المقبلة'.

 

وأكدت أمانة سر اللجنة المركزية للحركة 'على أن البرنامج الذي أقره المؤتمر العام السادس 'يشدد على المهام الكفاحية في هذه المرحلة ورسم لها خطين، أولهما تصعيد الكفاح الشعبي المقاوم للاحتلال مقتدياً بنموذج بلعين ونعلين والمعصرة وغيرها، وتعزيز التحرك على المستوى الدولي لملاحقة إسرائيل وعزلها دولياً، وإرغامها على الاستجابة للشرعية الدولية'.