خبر الجدار الحديدي: على ماذا يحظر على اسرائيل التنازل..إسرائيل اليوم

الساعة 09:41 ص|31 ديسمبر 2009

 

بقلم: زئيف جابوتنسكي

يوم الثلاثاء شارك رئيس المخابرات في مداولات لجنة الخارجية والامن في الكنيست وقال ان احتمال انتفاضة ثالثة على نمط العام 2000 متدن، وانه لا يلاحظ في اوساط الجمهور الفلسطيني رغبة في العودة الى موجة الارهاب مثلما كان في العام 2000. اضافة الى ذلك، شدد رئيس المخابرات، بأنه على مدى زمني اطول فان الوضع من شأنه ان يكون خطيرا. اذا ما حل محل ابو مازن زعيم اخر، مثل مروان البرغوثي، شخص مع ماض ثقيل من الاعمال الارهابية، واذا ما تحرر الكثير من سجناء حماس الى مناطق يهودا والسامرة، فبوسعهم ان يعيدوا بناء البنى التحتية للارهاب. وفي ظل غياب غاية سياسية وعلى خلفية الاحساس بأنه لا يوجد مخرج من الوضع الحالي، فان هذا هو شيء بالتأكيد يمكنه ان يشجع الساحة على العودة الى الاعمال الارهابية، بالضبط مثلما شهدنا في الماضي.

***

واضاف رئيس المخابرات بأن "البرغوثي" يمكث في السجن الاسرائيلي. نحن الذين دفعنا باتجاه ان يكون مرشحا جديا... واذا لم "نحرص" على ذلك – فانه سيكون مثل كل سجين آخر. هذا منوط بنا. صوره بالقيود ورفعه يديه وهما مقيدتان تساعد على جعله سجينا هاما. والدليل هو ان السلطة تدبر أمرها دونها... لديه ماض ارهابي. وهو بالتأكيد يخدع الكثير جدا من الاسرائيليين... "وبالفعل، أمور هامة لعناية فؤاد بن اليعزر وآخرين ممن يقودون المساعي لتحرير البرغوثي.

الرجل المسؤول عن القتال ضد المستهدفين لارواح مواطني دولة اسرائيل يحذر صراحة من انه محظور تحرير البرغوثي، ويلمح ايضا بزعماء نصف سياسيين مثل احمد سعدات، في اطار صفقة جلعاد شليت، التي تتبلور في الخلفية. كما انه يشرح بأنه محظور بأي حال السماح لمخربين ثقيلين من يهودا والسامرة سيحررون في مثل هذه الصفقة ان يعودوا الى بيوتهم. والا فان احتمالية اندلاع انتفاضة ثالثة ستكون عالية.

الانتفاضة السابقة جبت في الجانب الاسرائيلي اكثر من الف قتيل، عشرات آلاف الجرحى والمقعدين، فقدان انتاج بمليارات عديدة وكلفة هائلة، سواء بالعملية السياسية ام بالعملة الاقتصادية، في صالح اقامة وصيانة جارية لوسائل الامن التي اعادت الهدوء الى شوارعنا.

الواقع الوحشي يضع الان امام اصحاب القرار شارة ثمن وحشية اذا ما خضعت لمطالب حماس – المنظمة التي سبق ان اعلنت بأنها لن تنفذ الصفقة بالشروط التي عددها رئيس المخابرات.

ولاولئك الذين سيدورون السنتهم ليقولوا اني اكتب ذلك لان هذا ليس ابني، اقول بصدق – صحيح جدا.

هذا بالضبط هو السبب الذي بسببه لا يوجد، ولا يمكن ان يوجد لاي شخص حتى ولا ذرة انتقاد للنشاط الضروري الذي يقوم به ابناء عائلة شليت. اذ في مثل هذا الوضع ما يفترض بأن يثير اهتمامهم هو فقط مصير جلعاد، وبكل ثمن. الامر طبيعي ولازم. التأييد العاطفي لهم والتضامن مع وضعهم اليائس هو من نصيب كل مواطني الدولة الذين يكترثون وانا منهم.

ولكن هذا امتياز لنا، لمن لا يتحملون المسؤولة عن سلامة كل المواطنين، وهذا الامتياز ليس من نصيب اصحاب القرار. فهم ملزمون بأن يدرسوا الوضع حسب مصلحة عموم الجمهور وليس حسب ميول قلوبهم. وذلك لانهم، خلافا للجمهور الاسرائيلي، يتلقون المعلومات المفصلة ويعرفون المعاني المستقبلية لقراراتهم.

***

في هذه اللحظة تقف حكومة اسرائيل امام فرصة نادرة لتغيير جذري لقواعد سلوكها حيال ابتزاز الارهاب، قواعد اخترقتها صفقة جبريل في العام 1985. ولدينا ما نعمله. على الحكومة ان تمارس على حماس ضغطا لدرجة التهديد على حكمها. سلة الوسائل التي لم نجربها على الاطلاق متنوعة. فخذوا مثلا، بضعة افكار ووسائل ضغط: اختطاف رجال اساس على نمط حملة اختطاف الضباط السوريين في لبنان؛ تشبيه شروط حبس سجناء حماس بشروط حبس جلعاد شليت وبرأيي اذا كانت هناك حاجة الى اقرار قانون بهذا الشأن يمنع محكمة العدل العليا من التدخل فينبغي تشريعه.