خبر مع بداية العام.. « نيار أبو سبت »: شمعةٌ في عيد ميلادها ودموعٌ وآسى لفراق حبيبها

الساعة 09:41 ص|31 ديسمبر 2009

مع بداية العام.. "نيار أبو سبت": شمعةٌ في عيد ميلادها ودموعٌ وآسى لفراق حبيبها

فلسطين اليوم- خانيونس-من مثنى النجار

من المؤكد أن الطفلة نيار التي بلغت من العمر عامين لا تع حقيقة الموت، ولكنها وبكل براءة دوماً تنادي على والدها نافذ أبو سبت، الذي رحل عن دنياه بلا رجعة، وربما في بعض الأوقات يعلو صراخها باسمه، ولكن.. لا يصل سوى صداها.. فهي لا تريد سوى أن يشاركها والدها في إضاءة شمعة في عيد ميلادها.

 

ففي اليوم الأول من بداية العام الجديد، تدخل الطفلة نيار نافذ أبو سبت عامها الثاني في وقت تدخل ذكرى مرور عام على استشهاد والدها الذي ارتقى شهيداً خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة، بعد أن قصفته الطائرات الاحتلالية في مثل هذا اليوم من العام الماضي.

 

فالطائرات الإسرائيلية قصفت أبو سبت بصاروخ، أدى إلى فصله الرأس عن باقي الجسد في يوم دامي من أيام الحرب الصهيونية، أثناء عودته من عمله من مخيم البريج إلى بلدة بني سهيلا شرق خان يونس, وذلك للاطمئنان على أحد أقربائه الذين قصف الاحتلال منزلهم بفعل صاروخ من طائرات أف 16, حيث قرر الشهيد أن يقبل مسرعاً لمساعدتهم في مصيبتهم بعد أن دمر المنزل الذي يعيل ستة أفراد وأصاب 4 من أصدقائه أحدهم ابنه عمه.

 

ونافذ مثله كمثل أبناء الشعب الفلسطيني الغيورين على عرضهم فقد شمر عن ساعديه لينقل بعض الأثاث الذي أخرجه من تحت ركام المنزل على عربه يجرها حمار يقودها هو وصديقه الشهيد محمد إسماعيل أبو دقة 18 عاماً وأثناء سيرهم في طريق العودة ألقت طائرات الاستطلاع حممها على الشابين فارتقيا شهداء على الفور.

 

وبعد عام على ذكرى نافذ تستعد أم نيار20 عاماً زوجه الشهيد لاستقبال هذا العام بكل ما يحمله من معاني الألم والحسرة.

 

تقول الأم والألم يعتصر قلبها لمراسل "فلسطين اليوم الإخبارية" ":الفراق صعب ففي مثل هذا اليوم كان لنافذ ذكريات جميلة لايمكن نسيانها فكل شي في البيت يذكرني بنافذ رحمه الله عليه, فلن أنسى ذكريات العام الماضي في عيد ميلاد طفلتنا نيار والتي تدخل في 1_1 _2010 عامها الثاني وكيف جهز نافذ للاحتفال بعيد ميلادها وكم كانت فرحته بها كطفله وحيده لم ينجب غيرها".

 

وتشير أم نيار خلال حديثها إلى أن الأمر تغير والمشهد أصعب بكثير مما كانوا يتوقعونه، وقالت بتنهيدة تنم عما يخالج صدرها:"لم ترحل ياحنون ولن ترحل فذكراك فينا ماحيينا".

 

وعلى الجانب الأخر يروي وئام فارس مدير العلاقات العامة في مجمع ناصر الطبي تفاصيل حادثه استهداف الشهيدين أبو سبت وأبو دقة قائلاً:"نافد وصل جثه متفحمة ورأسه قد فصلت عن باقي جسده دون أن تعرف ملامحه لبعض الوقت, إضافة إلى أن الشهيد محمد إسماعيل الذي كان برفقته وصل عبارة عن أشلاء".

 

ونوه فارس، إلى أنهم مروا خلال الحرب بالعديد من المواقف كطاقم طبي داخل المستشفى واصفاً تلك المواقف بالصعبة, وأضاف أن الأطباء كانوا يعملون ليل نهار من أجل إنقاد حياة الجرحى وخصوصاً الذين كانت إصابتهم خطيرة.

 

أما محمد الجبري الذي يعمل مسعفاً في سيارات إسعاف جمعية الهلال الأحمر في خان يونس فيسرد لنا ما يتذكره عن لحظة الاستهداف وقتها ويقول :" كانت النيران تخرج من جسد الشهيد نافذ ودخان كثيف كاد أن يغطي غرفه استقبال المستشفى, في وقت كنا ننقل جثامينهم إلى داخلها, وبعد ساعة انتشر خبر استشهادهم فوصل أقاربهم بحالة لايمكن وصفها وقتما علموا بالمصاب الجلل على حد وصفه.

 

استشهاد نافذ كان صاعقة ضربت زوجته المكلومة التي لازالت تستذكر لحظات جميلة قضتها مع زوجها الشهيد الذي تصفه بالحنون والهادئ.

 

فلم تتصور أم نيار أن يكون مصابها كبيراً كالذي حصل, فحجم الفراغ والحمل الذي تركه كبيرا فطفلته التي ستكبر دون أن ترى والدها الذي كان يدللها ويشتري لها كل شيء, في حين تؤكد أنها ستحافظ على تربيه طفلتها وستروي لها في يوم من الأيام ما حصل مع والدها بفعل عدوان وهمجية الاحتلال الذي يتم الأطفال الأبرياء الذين لاذنب لهم, فقد حصلت المصيبة ومات نافذ بقصف الصواريخ لكنه لم يمت في نظر أحبائه فصورته معلقه في كل مكان كان يجلس فيه.

 

وبقي أن نقول أن الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة والتي خلفت أكثر من 1400 شهيداً وآلاف الجرحى والمعاقين، تركت ورائها كذلك مئات القصص التي تحمل مآسي أصحابها الذين فقدوا أحبه عليهم.