خبر مطلوب راشد مسؤول..هآرتس

الساعة 09:38 ص|31 ديسمبر 2009

بقلم: عاموس هرئيل

العام 2010 كان عاما ايرانيا. صحيح، قلنا هذا عن كل العام 2005 وما تلاه. ولكن وقف البرنامج النووي الايراني سيكون في رأس جدول الاعمال الاسرائيلي في السنة التي ستبدأ بعد غد. قريبا من المتوقع للقوى العظمى أن تعلن عن فشل المفاوضات الدبلوماسية مع طهران والتي ترمي الى ايجاد صيغة لتجميد المشروع. بتقدير اجهزة الاستخبارات الغربية، فقد جمع الايرانيون منذ الان ما يكفي من اليورانيوم المخصب كي ينتجوا قنبلة واحدة أو اكثر.

اسرائيل في هذه الاثناء تنكب على تطوير خيارها العسكري. اذا حاكمت الامور استنادا الى قسم من التصريحات والتسريبات، فانها تؤمن بان الحديث يدور عن خطوة ممكنة. الاستعدادات الضرورية: للجيش الاسرائيلي مطلوب خطة، في حالة فشل الخطوات الاخرى. جهاز الامن ملزم بتحسين الدفاع عن الجبهة الداخلية، التي من المتوقع أن تتلقى الاف الصواريخ والمقذوفات الصاروخية اذا ما نشبت فقط حرب في صيغة محدودة، حيال حزب الله وحماس. الاستعدادات حيوية ايضا لتشجيع الولايات المتحدة واوروبا على ممارسة الضغط الاقصى على ايران. هذا لن يحصل اذا لم يشعروا هناك بان طائرات سلاح الجو الاسرائيلية تسخن المحركات على المسار.

في القيادة الاسرائيلية هناك أناس ينتزع منهم المفترق المصيري المقترب نبرات مسيحانية. في بعض المحافل حتى يشخصون هنا فرصة مغرية لتغيير الواقع الاستراتيجي الشامل حولنا. الاراء منقسمة. طيارو سلاح الجو، كما عبروا غير مرة في السنتين الاخيرتين واثقون بقدرتهم اذا ما وعندما يكلفون بالمهمة. بالمقابل، مسؤولون في القيادة الامنية يصفون مهمتهم الاساس بانها منع اعمال سخيفة في السنة القادمة. هيئة الاركان، مثلما في حملة "رصاص مصبوب" كفيلة بان تتصرف كمقاول تنفيذي؛ الاكتفاء بعرض السيناريوهات المختلفة ونتائجها المحتملة على القيادة السياسية.

ينبغي قول ذلك بوضوح: لاسرائيل لا توجد قدرة هجوم مستقلة على ايران، ليس بالمعنى الواسع للكلمة. سلاح الجو قادر على حمل هكذا وهكذا قنابل الى الهدف واعادة معظم الطائرات المهاجمة بسلام. ولكن من المشكوك فيه أن يكون بوسع اسرائيل ان تسمح لنفسها بالعمل خلافا لرأي الولايات المتحدة، فتقف وحدها امام الرد الايراني وتفتح حسابا طويلا مع امة تتكون من 70 مليون نسمة. الهجوم ملزم بان يكون الوسيلة الاخيرة بالتأكيد، وليس امكانية اخرى موضوعة على الطاولة. يجمل الحذر من الاوهام بشأن قدرتنا على املاء نظام اقليمي جديد. هذا هو الدرس الذي تعلمه، بالدم، بيغن وشارون في 1982 في لبنان، والرئيس بوش في 2003 في العراق.

هذا الاسبوع استؤنفت مظاهرات معارضي النظام في ايران. من الصعب التقدير اذا كانت ستؤدي في النهاية الى اسقاط الحكم، او ان تكون النتيجة بالذات تعزيز سيطرة الحرس الثوري في الدولة. اللواء احتياط أهرون زئيفي فركش، رئيس شعبة الاستخبارات السابق، يقارن الميلين (الاضطرابات والنووي) بشاحنتين فيقول: "كلتاهما رفعتا درجة الغيار في النصف سنة الاخيرة، ولكن ليس معروفا من منهما ستصل الاولى الى مقصدها. النظام يفقد الشرعية حين يسفك هذا القدر من الدم في الشوارع. من اسرائيل مطلوب الان الصبر والحذر".

السياسة الخارجية لادارة اوباما وفرت في السنة الاخيرة الكثير من الاسباب للانتقاد: السذاجة، الثقة المبالغ فيها بقوة الكلمة المنطوقة لاسقاط الاسوار، انعدام الوسيلة حيال كوريا الشمالية. ولكن في الجبهة الايرانية عملت الادارة كما ينبغي. الحوار دفع ايران نحو زاوية غير مريحة، خلق تفاهما مفاجئا بين الولايات المتحدة وروسيا وكفيل بان يؤهل الامكانية لعقوبات قاسية ضد ايران. اسرائيل بحاجة الان الى راشد مسؤول يعرف كيف يمسك مقود الطوارىء عند الحاجة. اذا لم يوجد في القدس، فيمكن الامل بان يكون يجلس في البيت الابيض.