خبر بعد خمسة أعوام على استشهاده..عائلة الشهيد أبو عيطة تقاضي الاحتلال لسرقة أعضاءه

الساعة 06:16 م|30 ديسمبر 2009

فلسطين اليوم-جنين

قبل خمس سنوات فجعت عائلة "الشهيد صلاح فضيل أبو عيطة" من مخيم جنين شمال الضفة الغربية باستشهاده، و أن كانت العائلة احتسبت صلاح عند ربها شهيدا، إلا أن شكوكها بسرقة أعضائه و إعدامه بعد اعتقاله جعلتها تتابع قضيته حتى الآن.

 

فكما تقول الوالدة حين استلام العائلة الجثة لاحظت وجود فجوات و إصابات لم تكن قبل اعتقاله، و هذا ما أكده لها ضباط الإسعاف في الإغاثة الطبية الفلسطينية و الذين كانوا قد قاموا بإسعافه قبل أن يختطفه جنود الاحتلال.

 

حالته مستقرة...

وفي تفاصيل القصة تقول الوالدة خضرة أبو عيطة: " في ذلك اليوم كانت اشتباكات تجري في المخيم بين الشبان و قوات الاحتلال، و حين خروج صلاح من البيت أطلق الجنود النار عليه، فأصيب برصاصتين في قدمه و في خاصرته، و تمكن ضباط الإسعاف الفلسطيني من الوصول إليه و نقله عبر سيارة الإسعاف، إلا أن جنود الاحتلال لاحقوا سيارة الإسعاف و أوقفوها و طلبوا من المسعف إنزاله ونقله إلى سيارة إسعاف إسرائيلية".

 

تتابع الأم نقلا عن المسعف الفلسطيني الذي روى للعائلة ما جرى، أن صلاح كان في تلك الفترة في حالة مستقرة ولم يكن فاقد للوعي، فالرصاصة لم تكن قد اخترقت خاصرته، و إنما مجموعة من الشظايا، و كان قد تلقى إسعافا أوليا، قبل اختطافه.

 

وبعد اختطافه من سيارة الإسعاف، بقيت العائلة في انتظار الأخبار عن صلاح، وكل ما تعرفه انه أصيب و اعتقل:" لم يكن احد يستطيع الخروج من البيت، كان الجنود قد فرضوا نظام حظر التجوال على المخيم، و لم نعرف كيف نطمئن على صلاح، إلا أننا لم نتوقع نبأ استشهاده". قالت الوالدة.

و لكن ما حدث أن ما لم تتوقعه العائلة سمعته، كما تقول الوالدة، فقد تلقت العائلة اتصالا هاتفيا بعد أربع ساعات من إصابته و اختطافه، يبلغها باستشهاد صلاح و أن الحضور لاستلام جثمانه:" أصيب صلاح حوالي الساعة الخامسة من بعد العصر، و في حوالي الساعة التاسعة اخبرونا انه استشهد".

 

 

 

و رغم هول الصدمة، إلا أن الوالد تحرك على الفور لاستلام الجثمان، و بسبب منع التجول الذي كان مفروض على المخيم، كان لا بد من جراء عملية الدفن بالليل وفقا للتصريح الذي كانت العائلة قد حصلت عليه.

 

رصاصة في القلب...

إلا إن وضع الجثة و كثرة الإصابات كان ملفتا، كما تقول الوالدة:" حين الدفن كان ضابط الإسعاف الذي نقله من مكان إصابته أول مرة حاضرا حيث رافق زوجي لاستلام الجثة، و أكد لنا أن إصابات كثيرة لم تكن في الجثة حين اختطافه الجنود من سيارة الإسعاف".

 

وتابعت:" ضابط الإسعاف قال لزوجي حين رؤيته لجثمان صلاح ابنك لم يكن هيك كانت إصابة صغيرة في خاصرته رصاصة في رجله فقط، ولم تكن أي رصاصة في قلبه، أو فتحة في خاصرته بالإضافة إلى عدد كبير من الفجوات في جسمه".

 

 وفي تقريره الذي أصدره طاقم الإسعاف بعد معاينته للجثة بعد استلامها ان رصاصة انطلقت مباشرة على القلب من مكان قريب، مما يدلل على ان الشهيد اعدم بعد اعتقاله.

 

وبهذه الشهادات من طاقم الإسعاف تأكدت شكوك العائلة بإن ابنها تعرض لعملية تصفيه و سرقة لاعضاءه، و بالفعل توجهت العائلة إلى احد المحامين الاسرائيلين الذين أكد لها أن قضية " صلاح" واضحة و ان العائلة لديها كل الدلائل و الشهادات التي تمكنها من مقاضاة الاحتلال.

 

الا انه و بعد فترة من المتابعة، و المحاكم و رغم وود كافة التقارير و استعداد الشهود لتقديم شهاداتهم في المحكمة، تراجع المحامي عن القضية و قرر الانسحاب، بسبب ما وصفته والدة الشهيد صلاح" انه باع نفسه للحكومة الإسرائيلية".

 

قضية من أصل 302

 

شكوك العائلة بقيت هواجس تراودها حتى نهاية الشهر الحالي، حين تكشف التقارير و الاعترافات الإسرائيلية الرسمية، الصادرة عن رئيس معهد الطب الشرعي وعن القائم بأعمال وزير الصحة الإسرائيلي وغيرهم، والتي تؤكد وقوع عمليات انتزاع لأعضاء من جثث شهداء فلسطينيين، دون علم ذويهم، حينها قررت التحرك من جديد وعبر الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء و المفقودين.

 

يقول منسق اللجنة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء والمفقودين سالم خلة، أن العائلة اتصلت على الحملة لضم قضية شهيدها ضمن القضايا التي تقوم بمتابعها، إلا أنها رفضت السماح للخبراء بفتح قبر ابنها و الكشف عليه.

 

و يكشف خله أن مؤسسته رصدت حتى نهاية عام 2009 عدد 302 حالة لجاثمين شهداء مجهولة المصير ومحتجزة في "مقابر الأرقام" الإسرائيلية ويرفض الاحتلال الإفراج عنها.

 

وأكد خله إن معظم عائلات الشهداء تبدي اليوم مخاوف من تعرض جثامين أبنائها لسرقة أعضائها، خاصة أن الاحتلال لم يسمح لأي منهم برؤية جثثهم أو فحصها طبيا، موضحا أن "قصص سرقة الأعضاء كانت معروفة بصورة واسعة في أوساط عائلات الشهداء لكنها فضلت السكوت بسبب رفضها تقبل فكرة استخراج جثثهم لإعادة تشريحها" من أجل إثبات ذلك.