خبر لا يصدقونه -هآرتس

الساعة 09:52 ص|30 ديسمبر 2009

بقلم: أسرة التحرير

مبادرة رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو لضم كديما "او جزء منه" الى الائتلاف انتهت بفشل محرج. فقد أخطأ نتنياهو بخطوة متحققة، في البداية حين حاول تجنيد نواب لينسحبوا من حزب المعارضة الرئيس، وفي السياق في توجهه العلني الى رئيسة كديما تسيبي لفني كي تدخل حكومته كوزير بدون وزارة. تصريحاته عن الحاجة الى توسيع الحكومة بسبب "التحديات التي تقف امامها اسرائيل" وتلميحاته بأزمة وطنية خطيرة تشبه فترة الانتظار عشية حرب الايام الستة، لم تكن مقنعة.

ولكن مشكلة رئيس الوزراء ليست في التكتيك السياسي، بل في الاستراتيجية. في محادثاته مع لفني سألها نتنياهو لماذا لا يصدقونه حين يكون في نيته دفع المسيرة السياسية مع الفلسطينيين الى الامام. الجواب على سؤاله واضح: قراراته وافعاله تبعث على الشك في نواياه في تحقيق السلام.

نتنياهو يعمل العجب في التذبذب. يجمد البناء في المستوطنات، وعندها يضمها الى خريطة الاولوية الوطنية. يعد بان "الزمن ناضج لاستئناف المسيرة السياسية" ويخرج الى لقاء مع الرئيس المصري، وفي نفس الوقت ينشر عطاءات لبناء مئات الشقق الجديدة في شرقي القدس. كيف يمكن ان نأخذ بجدية دعوته لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بان يعود الى طاولة المفاوضات حين تعمق اسرائيل سيطرتها في المدينة موضع الخلاف؟

في احدى نقاط الدرك في حياته السياسية – المواجهة التلفزيونية مع اسحق مردخاي، عشية الانتخابات في 1999 – سأل نتنياهو خصمه: "ما هو طريقك؟" عليه الان ان يوجه ذات السؤال الى نفسه. مناوراته السياسية بين اليمين واليسار، ومحاولاته ارضاء شركائه السياسيين، تتركه دون ائتمان جماهيري.

لفني كانت محقة في رفضها قبول لقب فارغ من المضمون في الحكومة، بعد أن رفض نتنياهو أن يدير معها حتى ولا بحث سياسي أساس، وموقفها رص خلفها كتلة كديما واوقف ترك اعضائها باتجاه أذرع الليكود. لا معنى من توسيع الحكومة فقط بسبب الراحة السياسية. اذا كان نتنياهو يريد أن يصدقه الناس، فعليه أن يقنع بانه ملتزم بتقدم السلام، بدون حبكات وبدون بوادر طيبة لتعويض المستوطنين. فقط بعد أن يعرض طريقا جديدا ويعرب عن استعداده للكفاح في سبيله ضد اليمين، سيكون معنى لتعزيز الائتلاف من اليسار.