خبر درس لفني- معاريف

الساعة 09:51 ص|30 ديسمبر 2009

بقلم: أبراهام تيروش

 (المضمون: الوحدة في كديما لن تتحقق من خلال الانضمام الى الحكومة، بل فقط بتغيير انماط القيادة والسلوك من جانب لفني. ليس هناك مجال للقائدة المنفردة البعيدة، بل المنصتة والمتعاونة مع نظرائها في القيادة، تجري مشاورات مرتبة وتنشط مؤسسات حزبية دائمة. لقد تعلمت هذا الان بالطريقة الصعبة -

- المصدر).

من يؤمن بان رئيس الوزراء قصد حقا توسيع الائتلاف من خلال ضم كديما كله، فلينهض. ومن سينهض فانه ساذج او مخلول. كل ما يريده بنيامين نتنياهو هو تفتيت كديما كي يزيح عن طريقه متنافسة جدية في الانتخابات القادمة وفي الطريق ايضا سلب تسيبي لفني، التي يستخف بها، من مكانة زعيمة الكتلة الاكبر في الكنيست. حين يقول : "انا مصمم على محاولة توسيع حكومة الوحدة"، فمسموح لكم أن تقرأوا ذلك: انا مصمم على شق كديما.

        وهو يتحدث عاليا عن الحاجة الى توسيعها على ضوء التحديات والمخاطر التي نقف امامها. وفضل عن حقيقة أن هذه التحديات والمخاطر ليست جديدة، فما الذي بالضبط سيضيفه الى قوة صمود اسرائيل سبعة نواب هامشيين من كديما، يقومون بعمل عهر في انضمامهم الى الائتلاف مقابل أجر مناسب؟ كيف ستتعزز الحكومة اذا انضم ايلي ابلالو، مثلا، اليها؟ فهل سترتعد فرائص كل اعدائنا خوفا من شاربه المهدد؟ وهل حقا ابو مازن سيسارع الى الامتثال في مكتب نتنياهو لخوض المفاوضات في اللحظة التي ينضم فيها عتنئيل شنلر الى الائتلاف؟

        بهذا العهر المتمثل بالانتقال الى حزب السلطة مقابل منصب لا يوجد أي شيء قانوني، كما يقرر المستشار القانوني. من ناحية سياسية، المحاولة لتفكيك حزب خصم وشراء النواب هي لاسفنا مقبولة جدا. ومع ذلك، من الصعب دمغه مثل هذه الخطوة بختم "حلال" . اخلاقيا، هي ليست حلالا بل ونتنة حتى عنان السماء. والنتانة تخرج منها اساسا من النواب البائسين المستعدين "لبيع" انفسهم بشروى نقير.

        صديقاي بن كسبيت وشالوم يروشالمي سبق أن وجها لهم ضرباتهما كما ينبغي أول أمس وعن حق فعلا ذلك، وانا فقط سأضيف على مسمع هؤلاء النواب: "اذا قمتم بالفعل بهذه الخطوة المخجلة، فقد تكونوا ابطالا في العناوين الرئيسة لعدة ايام ولكن حتى عندها ستكونون كريهين في نظر معظم الجمهور ونهايتكم ان تشطبوا تماما من الذاكرة الجماهيرية. وعندما سيتذكرونكم ذات مرة فهذا سيكون سلبا. انظروا كم من الزمن يذكر الناس ميتسوبيشي غولدفرب من عهد رابين، و "يا أبرشا عد الى البيت" من عهد شمير.

        وفي ظل كل هذه الجلبة، تضيع فضيحة اخرى لا تقل خطورة. رئيس الوزراء هذا اقام دون أي مبرر – فقط لانه لم تقف الى يمينه قوته في أن يفرض معيارا آخر من الوزراء لعدد النواب – حكومة من ثلاثين وزيرا وثمانية نواب وزراء. هذه الحكومة فضائحية وتبذير متهكم للمال في دولة صندوقها يفرغ وهي تكافح في سبيل بضعة ملايين اخرى لادخال ادوية الى سلة الصحة وتحلية ماء البحر. كيف تكون له الجسارة وانغلاق الحس في أن يتجاهل مشاعر الجمهور واحتياجاته فيزيد اكثر فأكثر هذه الفضيحة الوحشية؟ كان هذا يكفي كي ترفض لفني الانضمام الى الحكومة.

        والى لفني نفسها. قبل نحو شهرين ونصف الشهر سمعت على لسانها جملة: "هدف بيبي وباراك هو تفكيك كديما". ولتبديد "مخاوفي" من أن تنجح الخطوة بمعونة شركاء من داخل حزبها، قررت بثقة مغرورة بعض الشيء بان في كديما يشعرون بالفخر بحزبهم بفضل كونها رئيسته. الثقة الذاتية، الغرور والابتعاد من جانبها، الذي اضاف الان على الخطيئة، ادت الى ألا تفعل شيئا لمنع مثل هذه الخطوة.

الان هي تقف أمام إناء محطما. فالوحدة في رفض عرض نتنياهو لا ينبغي أن تضللنا. بيبي قد يكون خرج مرضوضا، ولكن زبائنه لم ينتهوا من البلاد ولا من كديما. غير أن لصق الحطام واعادة بناء الاناء لن يتحققا من خلال الانضمام الى الحكومة، بل فقط بتغيير انماط القيادة والسلوك من جانب لفني، اذا كانت هذه قادرة على ذلك. ليس هناك بعد اليوم مجال للقائدة المنفردة البعيدة، بل المنصتة والمتعاونة مع نظرائها في القيادة، تجري مشاورات مرتبة وتنشط مؤسسات حزبية دائمة. لقد تعلمت هذا الان بالطريقة الصعبة.