فلسطين اليوم : غزة
لا تزال آثار الحرب الإسرائيلية ظاهرةً في قطاع غزة على الرغم من مرور عامٍ كامل عليها, فقد كان نصيب الأطفال الأكبر، حيث اختفت ابتسامتهم، وبدى هذا المعلَّم وغيره من المعالم الطفولية شاهد عيانٍ على بشاعة العدوان.
"فلسطين اليوم" حاولت التطرق إلى هذا الأمر من خلال لقائها مسؤولين عن عددٍ من المؤسسات الاجتماعية والتعليمية، الذين أكدوا أنهم اتخذوا إجراءات لعلاج آثار الحرب النفسية على الأطفال.
فقد التقى مراسلنا في مدينة غزة، بمديرة روضة الصفاء في حي الشجاعية شرق المدينة، أم وليد والتي قالت: "إن الأطفال أكثر فئات المجتمع حساسية فهم مرتبطون بالواقع الذي يعيش به أبائهم وعائلاتهم"، مضيفةً :"فما من شك أن الأطفال تأثروا كثيراً بهذه الحرب حيث سببت لهم الكثير من السلبيات مثل التأتئة والتلعثم في الحديث والانطواء والتبول اللا إرادي و تراجع في مستوى تعليمهم واستيعابهم للمواد التي تدرس".
ولفتت أم وليد إلى أن عدداً من أطفال الروضة التي تديرها استشهد آباؤهم أو أحد أفراد أسرتهم"، مشيرةً إلى أن "كل طفل نال نصيبه من الحرب".
وأوضحت أم وليد " أن روضة الصفاء تدرس أطفال لست شهداء"، مستذكرةً بألم وأسى" الطفلة التي سقطت في حلة الماء الساخن عند انقطاع التيار الكهربائي خلال الحرب، حيث كانت أمها تضع الماء على القرص الكهربائي، لتصاب بحرقٍ كاملٍ في جسمها السفلي من الدرجة الثالثة".
ولفتت مديرة روضة الصفاء النظر إلى أنهم عينوا مدرسة نفسية عقب الحرب، كي تقوم بعمل تشخيص لحالات الأطفال، وتوضِّح للمدرسات كيف يمكنهم تجنيب الأطفال آثار مشاهد الحرب المرعبة كي لا يكون لذلك مردود سلبي على حياتهم مستقبلاً.
وتحدثت أم وليد عن قيام الروضة بعقد سلسلة ندوات للأهالي، توضح كيفية التعامل مع حالة الطفل في ظل الحرب.
وكان أطباء ومعالجون نفسيون حذَّروا من خطورة ما يعانيه أطفال غزة من مشاكل واضطرابات نفسية، وقد وصف بعضهم الوضع بالخطير خاصة وأن أعداد المصابين بالإضرابات كبير.
وأكد الطبيب النفسي د. يوسف عوض الله أن العيادات النفسية الخاصة والعامة استقبلت ولازالت تستقبل أعداداً مضاعفة من المواطنين بعد انتهاء الحرب، موضحاً أن الأطفال هم الأكثر زيارة لتلك العيادات.
وأشار د.عوض الله إلى أن المشاكل التي يعانيها معظم الأطفال ممن يترددون على تلك العيادات تكاد تكون محصورة ومعروفة، وتتنوع ما بين الفزع والخوف من الخروج للشارع وتدني التحصيل الدراسي وتغير في المزاج العام إضافة إلى التبول اللا إرادي التي وصفها بأم المشاكل، مؤكداً أن كل ما ذكر نجم عن حالات الخوف والهلع التي تعرض لها الأطفال خلال الحرب.