خبر غزة: أزمة غاز الطهي تتواصل ومرشحة للتفاقم .. « وبابور الكاز » بديل قسري

الساعة 07:08 ص|30 ديسمبر 2009

فلسطين اليوم : غزة

تتفاقم أزمة غاز الطهي بشكل ملحوظ خلال الأسابيع الأخيرة، بالرغم من إعلان سلطات الاحتلال إصلاح أنابيب الضخ في معبر كرم أبو سالم، ودفعت هذه الأزمة آلاف المواطنين للبحث عن بدائل، واضطر معظمهم لاستخدام "وابور الكاز" مجدداً ليتمكنوا من الطهي.

وتوجه عدد كبير من المواطنين إلى محطات تعبئة الوقود المنتشرة في مختلف مناطق قطاع غزة لشراء وقود الكيروسين "الكاز" المستخدم في إشعال "الوابور"، واشتكى معظمهم من ارتفاع أسعاره مقارنة بأنواع الوقود السائل الأخرى التي تهرب عبر الأنفاق.

ويشير المواطن زكي عبد الله وكان يهم بمغادرة إحدى محطات التعبئة بعد أن ملأ جالوناً بالكيروسين إلى أنه يستخدم الوابور منذ نحو أسبوعين، بعد أن نفد معظم ما كان لديه من غاز الطهي.

وأوضح عبد الله أن استخدام الوابور يتزايد تدريجياً، وعادة ما يشعله لطهي الطعام، بينما يستخدم الطاقة الكهربائية لصنع الشاي والقهوة، ولا يستخدم غاز الطهي الذي تبقى منه نصف اسطوانة، يدخرها للضرورة.

وأضاف أنه سلم أحد الموزعين المحليين اسطوانتين ليقوم بتعبئتهما منذ أكثر من عشرين يوما، وما زال ينتظر.

ويقول المواطن أحمد الشاعر وكان يستقل دراجة نارية عليها اسطوانة غاز فارغة إنه عاد لاستخدام الوابور للطهي بعد نفاد آخر اسطوانة غاز في منزله، موضحا أنه يتردد على محطات التعبئة منذ عدة أيام في محاولة لتعبئة اسطوانته، ولم ينجح في ذلك حتى الآن.

واشتكى الشاعر من ارتفاع أسعار وقود الكيروسين رغم وفرته في المحطات، موضحاً أن ثمنه يصل إلى ضعفي ثمن وقود البنزين، داعياً الجهات المعنية إلى فرض رقابة على أسعاره، باعتباره أصبح من الضروريات لكل منزل.

وتمنى أن يتوقف عن استخدام الوابور في أسرع وقت ممكن، نظراً لصوته المزعج والرائحة الكريهة الناجمة عنه، ناهيك عن الأخطار التي قد يسببها، خاصة أن لديه أطفالاً في المنزل.

أما المواطن محمد قشطة فأكد رفضه المطلق استخدام الوابور نظراً لمساوئه الكثيرة، موضحاً أن أزمة الغاز اضطرته للاعتماد على الطاقة الكهربائية في الطهي طوال الفترة الماضية، بعد أن اشترى قرصاً خاصاً.

ولفت إلى أن الطريقة المذكورة خففت من وقع الأزمة التي يعانيها، إلا أنها لم توفر حلاً جذرياً نظراً للمدة الطويلة التي تستغرقها عملية الطهي، وكثرة عطل القرص المذكور، إضافة إلى استهلاك كميات كبيرة من الطاقة الكهربائية، وما قد يكتنف استخدام القرص المذكور من أخطار.

وكان موزعو غاز محليون نفوا بصورة قاطعة ما تحاول إسرائيل ترويجه عن زيادة كميات الغاز الواردة للقطاع، موضحين أن الأزمة متواصلة، وربما تفاقمت خلال الفترة المقبلة.

وقال أحد الموزعين إنه لم يتمكن من تعبئة أي اسطوانة منذ ما يزيد على 12 يوما، رغم أن لديه مئات الاسطوانات الفارغة المكدسة في مخازنه.

وأوضح الموزع المذكور ويدعى عبد الله الفرع أنه توقف عن استلام اسطوانات فارغة من المواطنين، نظرا لعجزه عن تعبئة ما لديه من اسطوانات، مشيرا إلى أنه في حال استمرار الوضع على حاله فإن الأزمة ستتزايد خلال الأيام القادمة.

يذكر أن أزمة غاز الطهي كانت بدأت قبل نحو شهرين، عقب قيام إسرائيل بتحويل أنابيب ضخ الغاز من معبر ناحل عوز "الشجاعية" إلى معبر كرم أبو سالم، لأن الأخير غير مجهز بأنابيب ومعدات كافية، ما تسبب في تراجع كميات الغاز التي تضخ يومياً إلى القطاع.

وكانت ظروف مماثلة بدأت العام الماضي، وتزايدت بصورة تدريجية إلى أن تحولت إلى أزمة خانقة عانى منها كل بيت في قطاع غزة، وتبعها شن الحرب على القطاع.