خبر زيارة الرئيس حسني مبارك للخليج العربي ..د . محمد صالح المسفر

الساعة 10:07 ص|29 ديسمبر 2009

زيارة الرئيس حسني مبارك للخليج العربي ..د . محمد صالح المسفر

 

ـ القدس العربي 29/12/2009

أتت زيارة الرئيس حسني مبارك إلى بعض دول مجلس التعاون الخليجي بعد أن طاف كعادته ببعض الدول الغربية، وكما قلت سابقا في هذه الزاوية بأني اتشاءم من أي تحرك خارج حدود مصر يقوم به السيد مبارك، وان حركته تلك بالنسبة لسوابق هي نذير شؤم على امتنا العربية والإسلامية. الملفات التي حملها إلى الدول الخليجية التي زارها كما قالت وسائل الإعلام المصرية هي الملف النووي الإيراني، والصراع المسلح على الحدود اليمنية ـ السعودية، والشأن العربي بوجه عام.

في شأن الملف النووي الإيراني، المواطن العربي يريد أن يعرف ماذا قال الرئيس مبارك في اوروبا عن هذا الملف وماذا قيل له، وما هو الموقف من التسلح النووي الإسرائيلي العدو اللدود لأمتنا العربية والإسلامية، نريد الأقوال المصحوبة ببرامج تنفيذية وليس مجرد بيانات وتصريحات عامة. في إيران حركة معادية للنظام القائم تتسع دائرتها مصحوبة بحملة إعلامية تحريضية على النظام السياسي في طهران بقيادة احمدي نجاد ومرشد الثورة الإيرانية، تبعتها تصريحات أن الشيخ أسامه بن لادن زعيم 'القاعدة' متواجد في إيران، سيتبع ذلك مع مطلع العام الجديد تشديد الحصار على إيران، في هذا السياق تفجيرات مفخخة في الضاحية الجنوبية في بيروت معقل حزب الله ذي الصلة القوية بإيران، وقد تتسع دائرتها في قادم الأيام، وسورية الحبيبة ليست بعيدة عن الذراع الإسرائيلية والمؤامرات التي تحاك ضدها من بعض الدول العربية وآخرين، وفي غزة وتحت ذريعة التدخل الإيراني الكاذبة تحكم القيادة السياسية المصرية حصارها الظالم لقطاع غزة لتركيع الناس هناك للإرادة الصهيونية، وليس آخرها منع قافلة 'شريان الحياة 3 الإنساني' من الوصول إلى غزة من اقصر نقطة على الحدود المصرية، ومنع المسيرات الشعبية المصرية من إعلان تضامنها مع الأهل في غزة عشية الذكرى الأولى لحرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني التي شنتها إسرائيل العام الماضي، توجت تلك الأعمال الإرهابية الإسرائيلية بحملة اغتيالات مدنيين في الضفة قامت بها قوات إسرائيلية تحت حراسة جيش ومخابرات السلطة الفلسطينية في رام الله، وتوجيه إعلامي غربي وبعض العرب بان إيران متورطة في النزاع المسلح على الحدود اليمنية ـ السعودية في ما يعرف بمسألة الحوثيين الذين كما يقال تناصرهم إيران. كل هذه المسائل تشير إلى استعداء العالم على إيران في ظروف إيرانية داخلية صعبة للغاية، فهل ثمة دور لأقدام النحس الزائرة لبعض دول مجلس التعاون في تأزيم الامور في المنطقة كما حدث للعراق؟

إذا عدنا إلى ملف الشأن العربي الذي يحمله مبارك إلى بعض دول الخليج العربي فاني أجد في شمال اليمن حربا ضروسا بين النظام السياسي في صنعاء ومعارضيه، الأمر الذي ادى إلى تصدير هذه الحرب وشرورها إلى جنوب المملكة السعودية مما دفع بالنظام السياسي في الرياض إلى الاشتراك في هذه الحرب دفاعا عن الحدود السعودية.

كنا نتوقع أن تكون زيارة مبارك من اجل إيجاد حلول لمنع انتشار هذا الصراع المسلح في شمال اليمن إلى جواره العربي وان يقوم السيد مبارك بزيارة عمل إلى اليمن بكل خبراته في الشأن اليمني وتعقيداته من اجل إيجاد حلول ترضي المعارضة وتحافظ على هيبة النظام في صنعاء ووحدة اليمن وسيادته، كما تعمل على تقوية التواجد العربي في البحر الأحمر للحيلولة دون أن تفرض البحرية الإسرائيلية وجودها وهيمنتها على هذا البحر.

إني أؤكد أن ملف الشأن العربي ضخم ويحتوي على خلافات بين بعض الدول الخليجية التي زارها، ومسألة السودان، والصومال، والخلاف العراقي ــ السوري، ومسألة القدس والعدوان الإسرائيلي المستمر على مدن الضفة الغربية واختطاف واغتيال مواطنين بتهمة معاداة إسرائيل، كل هذه الملفات كان يجب أن تكون ضمن مؤسسة القمة العربية التي ترأسها دولة قطر كما جرت الممارسات السابقة في شأن العمل العربي المشترك، وهنا اقول إن الرئيس مبارك في زيارته للخليج العربي قد ارتكب خطأ سياسيا في عدم إشراك الدولة الخليجية التي ترأس القمة العربية لهذا العام في مشاوراته في الشأن العربي.

شان آخر لا علاقة له بزيارة مبارك للخليج العربي الأسبوع الماضي، أريد فتوى من أهل الرأي السديد الذين يحبون وطنهم مصر، وأهل الرأي من العرب: ماذا يضير مصر من دخول حملة 'شريان الحياة 3' التي تحمل مساعدات إنسانية إلى أهل غزة التي يقودها النائب البريطاني السيد غالاواي في معية متطوعين من أكثر من عشرين دولة أوروبية الى جانب تركيا لمساعدة أهل غزه المحاصرين من قبل الحكومة المصرية وإسرائيل؟ لقد أتت هذه الحملة عبر مجموعة من الدول الغربية وتركيا وبعض الدول العربية إلى احد المنافذ الرئيسية إلى الأراضي المصرية ولم تحتجز في أي دولة مرت بها، إلا إنها منعت على حدود مصر، فلماذا يا أهل العقل والحكمة؟

آخر القول: ألا يصب ذلك المنع في مصلحة العدو الإسرائيلي وبالتضامن معه ضد الشعب الفلسطيني؟!