خبر قتلة الحاخام/ لنعمل مع السلطة.. يديعوت

الساعة 09:50 ص|29 ديسمبر 2009

بقلم: دوف فايسغلاس

مستشار شارون سابقا

الجريمة النكراء بقتل الحاخام مئير ابشالوم حاي تستدعي احقاق العدل السريع. أغلب الظن، الظروف الميدانية لم تسمح باعتقال القتلة وبررت قتلهم. كثرة المؤشرات المقلقة على استئناف اعمال الارهاب في يهودا والسامرة هي ايضا بررت عملا سريعا، دقيقا وحازما للردع المناسب للراغبين في استئناف اعمال العنف.

في فترة ولايتي كمدير لمكتب رئيس الوزراء، في ذروة فترة الارهاب العرفاتي، رأت الحكومة ورئيسها في عمل فلسطيني جدي للقضاء على الارهاب شرطا مسبقا ووحيدا لاستئناف الاتصالات السياسية. وكان المبدأ الموجه هو "لن تكون مفاوضات تحت النار". وقد طولبت السلطة الفلسطينية من اسرائيل ومعظم دول العالم بعمل حقيقي ومنهاجي لوقف الارهاب: استخابارات، تحقيقات، ملاحقة، تفتيشات، مصادرة سلاح، اعتقال مشبوهين واحباط عمليات مخطط لها. عندما فشل المنع، ووقعت عملية، طولبت السلطة باجراء تحقيق نشط وناجع للقبض على المشبوهين، اعتقالهم، التحقيق معهم وتقديمهم الى المحاكمة.

القليل جدا من كل هذا حصل. الكثير من "رجال الامن" الفلسطينيين في حينه انشغلوا بأنفسهم في الارهاب، وفي حالات عديدة لم تحرر السلطة ساكنا بعد العمليات، وفي حالات قليلة تكبدت فيها عناء العمل حرصت على الا يعتقل المشبوهون، قبل وبعد العملية، وان يحرروا في وقت قريب من اعتقالهم (البوابات المستديرة). معلومات استخبارية نقلتها اسرائيل الى السلطة، لغرض احباط عملية أو التحقيق فيها، استخدمت غير مرة لتحذير المشبوهين من العمل المتوقع ضدهم.

الوضع تغير في أعقاب "خريطة الطريق" ومع ثبات حكومة ابو مازن – فياض. وقد اجتازت قوات الامن الفلسطينية تحولا: فقد اقيل الالاف وجند الالاف، واستبدلت القيادة واعيد اشغال مناصبها، والاتصالات الخفيفة والعلنية مع منظمات الارهاب توقفت؛ مساعدة امريكية سخية، بالارشاد، بالعتاد وبالتدريبات، حسنت المستوى المهني لقوات الامن الفلسطينية وحسنت اداءها.

تقليص النشاط الارهابي في يهودا والسامرة وان كان تحقق أساسا على يد جهاز الامن الاسرائيلي، الا أنه لا ريب ايضا بفضل أداء محافل الامن الفلسطينية. فهي ناجعة، منضبطة ومصممة، تقيم شبكة طيبة من علاقات العمل والتنسيق مع نظرائها الاسرائيليين واداؤها جيد بما لا يقاس مع ما كان عليه في الماضي.

لا حاجة الى زيادة الكلام عن كم هو مركب وضع السلطة الفلسطينية التي تصطدم بجدية مع الارهاب الفلسطيني، تعتقل، تحبس بل وتقتل مشبوهين بالارهاب. الدعاية اللاذعة الحماسية تعرض السلطة كـ "خائنة" وكـ "عميلة" مع الاسرائيليين والامريكيين في وقف الكفاح ضد الاحتلال. وصعب على نحو خاص وضعها في هذه الايام حين لا يكون بوسع السلطة الاشارة الى تقدم سياسي "بالمقابل" لجهودها في منع الارهاب. الجماهير الغاضبة في نابلس تهاجم السلطة بقدر لا يقل عن مهاجمتها اسرائيل".

السلطة تحتج على أنها لم تكن مطالبة بان تنفذ عملية الاعتقال اللازمة. بزعمها، عملية عسكرية اسرائيلية كهذه تجعلها سخيفة في نظر الجمهور الفلسطيني. وينظر اليها كـ "عميلة" مع اسرائيل من جهة، ولكن ايضا كـ "من لا يحصى" من قبل اسرائيل في لحظة الحقيقة من جهة اخرى. كما يدعون هناك بان غضب الشارع الفلسطيني سيجعل من الصعب جدا على السلطة قمع مبادرات ارهابية من شأنها أن تتطور، سواء كنتيجة للعملية الحالية أم جراء الجمود السياسي.

وحسب ما نشر، وأكدته مصادر اسرائيلية، فقد حققت السلطة في عملية الجريمة الاخيرة بتصميم وحزب، بل وتمكنت من اعتقال نحو 120 مشبوها. يحتمل انه لم يكن هناك مفر من عملية اسرائيلية احادية الجانب وانه لم يكن ممكنا اشراك الفلسطينيين في المعلومات العملياتية، ولكن مطلوب من اصحاب القرارات في اسرائيل الا ينسوا انه دون تعاون امني – فلسطيني ستجد اسرائيل صعوبة في الحفاظ على الامن في المستوى الذي اعتدنا عليه في السنوات الاخيرة. في ظروف مشابهة في المستقبل، ملزمة اسرائيل بان تعمل بشكل يمنع أو يقلص بقدر الامكان الضرر لسلطات الامن الفلسطينية، الا اذا كان الواقع يستوجب ذلك. في متاهة العلاقات الاسرائيلية – الفلسطينية كان الهدوء (النسبي) قيمة مستقرة جدا. يجب بذل كل جهد للحفاظ عليه.