خبر مناورة سياسية تسيبي تكتشف أمريكا.. يديعوت

الساعة 09:40 ص|29 ديسمبر 2009

بقلم: أفيعاد كلاينبرغ

هذا طرح في المحادثات مع مقربيها، مع الاكثر اخلاصا لها، من رجال منتدى المزرعة (تزلفي للاغبياء؛ لا مفر). كما برز هذا ايضا في الاحاديث مع اعضاء كتلتها (جد جد مهم لي ما يفكر به الاغبياء امثالكم؛ أنا اقدر جدا تصويتكم). ولمح به تلميحا خفيفا لوسائل الاعلام (جماعتي يقرأون لكم النصوص اللامعة التي كتبها من أجلكم روبين أدلر وايال اراد): تسيبي لفني فقدت الثقة برئيس الوزراء واقتنعت بان خطوته الاخيرة هي مناورة سياسية.

تماما هكذا. مناورة سياسية؟ أحقا؟ من بيبي؟ أأنت متأكدة؟ يجب الانتقال من هذا الى الامام. دعينا نصيغ عنوان رئيس في صحيفة يوم غد: يتبين أن بيبي يجري مناورة لتسيبي. في البداية لم تكن هي متأكدة تماما. مناورة ام ليست مناورة؟ سألت نفسها. هيا نرى: حاول هو ان ينقل ثلث كتلتها الى الليكود، وهو لا يقترح عليها شيئا، وهو غير مستعد لادارة مفاوضات حقيقية على هذا اللا شيء. ماذا يمكن لهذا ان يكون؟ هذا يبدو كدجاجة، يسير مثل الدجاجة، يبيض مثلما تبيض الدجاجة وعليه يافطة كبيرة تقول انه "دجاجة". بطة؟ دجاجة؟ من الصعب على المرء أن يقرر.

والمفاجأة الاكبر هي أن بيبي (هذا يعني بنيامين نتنياهو) يقوم بمناورة الدجاجة، عفوا بهذه المناورة. حتى الخطوة المفاجئة له كانت لتسيبي لفني ثقة كبيرة جدا برئيس الوزراء. وقد عبرت عن هذه الثقة في الكثير جدا من المناسبات. قد لا تكون شريكة في طريقه، كما قالت دوما، ولكن لديها ثقة كبيرة جدا بالرجل. وها هي فجأة مناورة. من الصعب التصديق. قد لا تكون هذه القارة الهند؟ تساءلت تسيبي لفني بينها وبين مستشاريها فوق دكة سفينة "سانتا مريا". ماذا تقولون – أمريكا؟ مذهل.

لا يوجد شيء مرفوض في محاولة سياسي نقل اعضاء المعارضة من حزبهم. هذا هو اسم اللعبة السياسية. وسطحيا لا يبدو أن نتنياهو اقترح على اعضاء كديما رشوة. فالانتقال السياسي ينطوي غير مرة على توزيع مناصب. الاقتراحات التي تقدم بها نتنياهو كانت متواضعة جدا. العاصفة الاخيرة في الفنجان السياسي عندنا تدل على الخاضعين للاغراء اكثر مما تدل على منفذ الاغراء.

منذ الانتخابات الاخيرة ارتاحت لفني على اوراق الغصون – فقد كادت تصبح رئيسا للوزراء؛ وحظيت بثقة البرجوازية الاسرائيلية (المسماة احيانا، على سبيل الخطأ يسارا)، وما هو جميل على نحو خاص في هذا الانجاز الرائع هو أنها حظيت به دون أن تقول شيئا ودون ان تفعل شيئا. حصان مظفر، هكذا سيقول لكم حتى روبين ادلر، لا يجب تغييره.

ماذا تفكر لفني بالامور المختلفة على جدول الاعمال؟ من الحكيم والعارف؟ بمعنى كان رغم ذلك موضوع واحد عرفنا فيه ماذا تفكر إذ انها اعلنت عنه من فوق كل تلة عالية وتحت كل شجرة نضرة: لفني آمنت وهي تؤمن بالدولتين للشعبين . بيبي نتنياهو، كما ظنت، لن ينجح ابدا في ان يعبر عن هذه الصيغة السحرية (لنراه يقول بسرعة، خيط حرير من حيط خليل لدولتين للشعبين – أبدا لن يتمكن). هيا نصوت لها بجموعنا، دعا رجال اليسار.

ولكن عندها، مفاجأة غير لطيفة. في اندلاع مذهل لقوة الارادة نجح نتنياهو في أن يعبر عن الصيغة المقدسة والصعبة جدا على التعبير. منذئذ صمتت لفني صمتا مطبقا. ذهب السحر. حتى اعضاء حزبها لاحظا ذلك. وماذا الان؟ اقتراح خطط؟ بلورة مذهب فكري؟ العمل كمعارضة حقيقية للحكومة؟ صعب جدا. يجب أن يكون هناك شيء آخر. هاتو لي ادلر في التلفون. يا روبين، ألديك شيء لزعيمة المعارضة المقاتلة التي يتفتت حزبها؟ ممتاز: "تسيبي لفني فقدت الثقة برئيس الوزراء واقتنعت بان خطوته الاخيرة هي مناورة سياسية. قولوا هذا ليس مبنى الامبير ستيت، ليس في الخلفية؟