خبر لماذا مسيرة غزة نحو الحرية في 31 ديسمبر؟

الساعة 04:55 م|28 ديسمبر 2009

فلسطين اليوم-قسم المتابعة

مع اقتراب نهاية أيام شهر ديسمبر من عام 2009، يقترب حدثيْن سيلعب كل منهما دورا مهما في السلام العالمي. أولهما سيكون في السابع و العشرين و سيُحيي ذكرى 22 يوما من بدء العدوان على قطاع غزة، العملية التي استهدفت مدنيين غير مسلحين و المدارس و المستشفيات و الصحفيين و عمال الطوارئ. أما الحدث الثاني- مسيرة غزة نحو الحرية- فسيكون في الحادي و الثلاثين من ديسمبر هذا العام. حيث أن مسيرة غزة نحو الحرية تُعتبر من قبل الكثيرين أكبر لحظة تاريخية منذ عام 1967 و هي مستوحاة من الدروس المستفادة من نضال جنوب أفريقيا من أجل التحرر ضد نظام الفصل العنصري و مستلهمة أيضا من مقاومة غاندي للاستبداد من خلال العصيان المدني الشامل خلال حركة استقلال الهند.

 

و لكي نعرف المزيد حول مسيرة غزة نحو الحرية، التقت بيانكا زاميت، عضو في حركة التضامن الدولية في غزة و ناشطة مقاطعة مع الدكتور حيدر عيد و هو عضو في اللجنة التوجيهية للمسيرة في غزة وقد أجريت المقابلة باللغة الإنجليزية وقام بترجمتها الناشط فادي سكيك من غزة:

 

ما هو الهدف من مسيرة غزة نحو الحرية؟

 

إن هدف مسيرة غزة نحو الحرية هو إحياء ذكرى غزة 2009. حيث أنه في يناير 2009، و ذلك بعد الانتهاء من عملية الرصاص المصبوب، عدنا جميعا مرة أخرى للحصار الجائر و القاتل. و بذلك جاءت المسيرة لتدعو و بشكل لا لبس فيه إلى وضع حد لهذا الحصار.

 

و كيف حدثت مسيرة غزة نحو الحرية؟

 

في يونيو قادت "كود بِنك" وفدا إلى قطاع غزة و بدأوا بالحديث عن مسيرة. اتصلت بي مجموعات تضامن مع الفلسطينيين من جميع أنحاء العالم و طلبوا رأيي بهذا الخصوص. أعجبتني الفكرة و لكنها كانت تحتاج إلى سياق سياسي و أنها لا بد أن تكون بقيادة فلسطينيي غزة. و اجتمعت المنظمات الشعبية لمناقشة المسيرة و اقترحنا على التحالف الدولي لإنهاء الحصار أن تتضمن المسيرة بيان سياق سياسي واضح يدعو  لإنهاء الحصارو يقر بالتاريخ الطويل للنشاطات الفلسطينية اللاعنفية و المستوحاة من جنوب أفريقيا و غاندي. و هذا يتضمن المظاهرات الأسبوعية التي تشهدها بلعين و نعلين و المعصرة و دخول القوارب الدولية عبر ميناء غزة و هذا ما لم يحدث منذ عام 1967 و كذلك عمل حركات التضامن الدولية. و الأهم من ذلك هو أنها يجب أن تعترف بحملة المقاطعة المتنامية و التي تُعرف ب "بي دي أس" أي المقاطعة و سحب الاستثمارات و فرض العقوبات. إن الحصار هو نتيجة مباشرة للاحتلال  و استمرار نظام الفصل العنصري الذي بدأ في عام 1948. و منذ ذلك الحين، فقد ثلثي الشعب الفلسطيني أرضه. إن الاحتلال غير شرعي و هذا ما وجد من جانب الأمم المتحدة. كذلك أصررنا على التاكيد على قرار الأمم المتحدة 194 و الذي يدعو لعودة جميع اللاجئين.

 

من الممثل في اللجنة التوجيهية؟

 

لدينا جميع قطاعات المجتمع و هناك ممثلون عن الاتحادات و العمال و و الشباب و النساء و الطلاب و أيضا حملة المقاطعة الوطنية.

 

من سيشارك في المسيرة؟

 

حالما تمكنا من إصدار بيان السياق، أيّدت تقريبا جميع المنظمات الأهلية الفلسطينية مسيرة غزة نحو الحرية و كان هناك إجماع فلسطيني عليها. إن باب التسجيل للمسيرة مغلق الآن و سجل حوالي 1400 شخص من 42 دولة كما أن الفلسطينيين الذين يقطنون في أراضي 1948 سيشاركوا في المسيرة من الجانب الآخر من معبر "إيرز" الحدودي. 

 

 ماهي الأنشطة المُزمع القيام بها؟

 

إن 1400 من الدوليين سيشاركوننا يدا بيد في المسيرة و التي ستبدأ في تمام الساعة العاشرة صباحا في منطقة عزبة عبد ربه باتجاه معبر "إيرز" الحدودي. و تعتبر عزبة عبد ربه المنطقة التي لحقت بها أكثر الأضرار و أبشع جرائم الحرب خلال عملية الرصاص المصبوب، و هذا ما ألمح إليه القاضي غولدستون في تقريره. و عندما نصل إلى "إيرز" سيتم القاء كلمات.

 

كذلك سيكون هناك فعالية في ليلة رأس السنة الجديدة في ساحة كنيسة المهد في بيت لحم. و سيلقي أحد أعضاء اللجنة التوجيهية خطابا أمام الحشد الذي سيتجمع في بيت لحم لحضور هذا الحدث.

 

كما و سيشارك اللاجئون الفلسطينيون و الذين يقيمون في مخيمات اللاجئين في لبنان و سوريا و الأردن في المسيرة من خلال تنظيم المسيرات. و سيكون هناك فعاليات متزامنة في أكثر من 42 دولة في وقت متزامن. و هذا ما يجعل الفعالية من أكبر الفعاليات النضالية.

 

كيف يمكن لهؤلاء الناس الذين لا يستطيعون القدوم إلى غزة إظهار تضامنهم مع شعب غزة؟

 

إننا ندعو مليون و نصف شخص من أصحاب الضمير في العالم إلى التجمع أمام السفارات الإسرائيلية في بلادهم في وقت متزامن مع مليون و نصف من سكان غزة. كان ريتشارد فولك مقرر الأمم المتحدة الخاص و المعيّن في 2008 و المعني بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية قد وصف غزة بأنها "أكبر معسكر اعتقال" و كذلك وصف إيلان بابيه الحصار بأنه "إبادة جماعية بطيئة الحركة." و بعد المذبحة التي استمرت 22 يوما في الشتاء الماضي، عدنا إلى الحصار المستمر. نطلب من الناس المُحبة للحرية أن تمارس ضغوط على حكوماتها لقطع كافة العلاقات مع إسرائيل و دعم حملة المقاطعة.

 

 لماذا تعتقد أن هذا الحدث سيكون لحظة تاريخية لفلسطين؟

 

إن المسيرة ستكون أول تعبئة جماهيرية بهذا الحجم منذ 1967. و سوف يسير الدوليون جنبا إلى جنب مع الفلسطينيين على غرار الحركة الجنوب أفريقية ضد نظام الفصل العنصري في الثمانينات. لقد تم فرض هذا الحصار على الشعب الفلسطيني لأنهم مارسوا حقهم الديمقراطي عام 2006. و على أية حال، فإن أهمية تلك المسيرة تتجاوز أيضا الحصار. و كفلسطينيين، فقد شرد منا 750.000 و أجبروا على أن يصبحوا لاجئين. إن الفلسطينيون الذين يعيشون في أراضي 1948 يتجرعون التمييز العنصري بشكل يومي و هناك سياسة منهجية للتطهير العرقي في المكان.

 

 ما هي رسالتك للمجتمع الدولي؟

لو كان باستطاعتي وضع شعار للمناخ الحالي في غزة يمكنني القول "لقد سئمنا." لم يعطِنا المجتمع الدولي سوى كلام فارغ في الوقت الذي كنا نعاني فيه. و لهذا السبب فإننا نعتمد على شعوب العالم و قدرتها على تغيير مسار المستقبل. نحن نؤمن بتضامن الشعوب مع بعضها من أجل إسقاط نظام الفصل العنصري الإسرائيلي. إننا نريد السلام مع العدالة. يجب أن تكون هذه المسيرة أول الشرخ و أول خطوة ملموسة لإنهاء الحصار و الاحتلال اللاشرعي. و يجب أن تكون جرس إنذار للمجتمع الدولي بأننا كفلسطينيين لم نعد نحتمل النفاق.

 

ما هي رسالتك لإسرائيل؟

 أنه لا يمكنها الاستمرار في ارتكاب جرائم حرب و جرائم ضد الإنسانية كما شهد القاضي غولدستون و لا الإفلات من العقاب إلى الأبد. و الأحداث الأخيرة في المملكة المتحدة ضد ليفني أظهرت أيضا أن العالم لن يتسامح مع الأفعال النازية المرتكبة ضد المدنيين من قِبَل حكومة تشبه النازية.

 

إلى شعب إسرائيل أقول لك إنك اخترت الحكومة الأكثر فاشية منذ 1948 متوقعا من حكومتك أن تتخلص تماما من الفلسطينيين. و لقد أظهر لنا التاريخ أن هذا لن يؤدي إلا إلى نتائج عكسية و جلب المزيد من الحروب التي لا تؤثر على الفلسطينيين فقط و إنما على منطقة الشرق الأوسط برمتها وبلا شك على إسرائيل نفسها.  وتماما كما حصل ضد النظام العنصري في جنوب أفريقيا الذي أصبحت دولته دولة منبوذة هذا هو وقتك لممارسة الضغط على حكومتك لتنفيذ قرارات الأمم المتحدة و التي تدعو إلى وضع حد للاحتلال و السماح بعودة اللاجئين. إن السلام بدون عدالة لا يُعتبر سلاما.

 ماذا سيحدث بعد المسيرة؟

 إن المسيرة ليست رمزية فقط و إنما نتوقع أن تكون جزءا من سلسلة من الفعاليات التي ستؤدي إلى نهاية الحصار. إننا نريد تكثيف و مواصلة بناء حملة المقاطعة و سحب الاستثمارات و فرض العقوبات العالمية "بي دي أس" و القائمة على حقوق الإنسان و الدعوة إلى تنفيذ القانون الدولي و إنهاء الاحتلال. و سنستمر في استضافة الوفود الدولية التي تزورنا و سندعو جميعا إلى محاكمة مجرمي الحرب الإسرائيليين في المحاكم الدولية.