خبر التخلص منهم .. معاريف

الساعة 09:25 ص|28 ديسمبر 2009

بقلم: شالوم يروشالمي

لو كنت تسيبي لفني لدعوت كل النواب الذين يريدون مغادرة كديما والذهاب الى الليكود، وأصدرت لهم أمر طرد. المحادثات التي لا تنتهي حتى الليل، المناشدات، محاولات الاقناع والتشهيرات التي اطلقتها نحو نتنياهو وبشكل عام كنت سأستبدلها بحديث اجمالي قاطع واحد، يستغرق ثلاث دقائق. "ادرت مفاوضات مع حزب آخر، ولهذا فلم يعد لك مكان في كديما"، هكذا كان ينبغي لها أن تقول للفار المحتمل. هذه هي السياسة الاخرى.

الاشخاص الذين يديرون محادثات مع نتنياهو ورؤساء الليكود هم جماعة يجب التخلص منهم، وليس تبنيهم. وهم يمثلون كل الشر في هذه المهنة الجماهيرية: هم يخونون الزعيمة التي ادخلتهم الى الصف الاخير في الكنيست؛ وهو يركلون ناخبي كديما الذين ارادوا حزبا كبيرا وليس مقطعا؛ وهم يجعلون اضحوكة من كل من يريد أن يرى هنا استقامة ايديولوجية وليس مجرد سعي للحصول على الوظائف؛ وهم يصمون بالعار كل حزب كانوا فيه او سيكونون فيه، ومصيرهم سيحسم في النهاية، مثلما حسم مصير ابراهام شرير، افرايم غور او امنون لين واسحق بيرتس.

الاشخاص مدار الحديث يتجولون بشكل عام بصفر فعل، وهذا هو السبب الاساس لترتيب العمل الجديد الذي يبحثون عنه. وهم ينشغلون في مجموعات ضغط هامشية، او يقترحون اقتراحات سياسية لا يوجد لها من يأخذ بها، او يتجادلون مع خصوم من الماضي دون أي صلة موضوعية. أي منهم لا يقوم بعمل معارض جدير، لانهم ليسوا مبنيين له. أي منهم ليس مشرعا كبيرا او مقاتلا كبيرا. وهم لا يضيفون شرا لكديما ولا للكنيست. بل هم ضائعون فيها.

هؤلاء الاشخاص عديمو الفكر والعمود الفقري. الخطة التي نسجها بنيامين نتنياهو واسرائيل كاتس، هي خطة دائرية، داخل كرة. في البداية يدخلونهم الى كرة متدحرجة واحدة، وبعد ذلك يركلونهم نحو كل الاحزاب، كل للحزب الذي يناسبه (او الذي يعرض عليه اكثر). وأحد هذه الامكانيات الكامنة وصل الى الكنيست قبل خمسة اشهر فقط في اطار كديما والان سينتقل الى الليكود، وبعد ذلك الى اسرائيل بيتنا أو الى حزب آخر. ثلاثة احزاب في خمسة اشهر.

هؤلاء الاشخاص هم تجار مقاعد وسالبي اصوات. في المفاوضات السياسية التي تجري معهم في الغرف المغلقة لم يكن هناك ذرة مضمون، بل فقط تجارة ومساومات تجارية. مثلما في السوق. لهؤلاء الفارين لا يوجد أي غاية سياسية. بعد سنتين – ثلاث سنوات يذهبون الى بيوتهم، إذن، لماذا، بحق الجحيم، لا يخرجون مع تقاعد وزير؟ لماذا لا يتمتعون قليلا من الابهة الحقيقية، المساعدين، الناطقين، السواقين والدلال على حساب الجمهور؟ لماذا لا يكون مكتوبا في سيرتهم الذاتية "خدم في حكومة بنيامين نتنياهو في منصب وزير شؤون المتقاعدين؟".

هؤلاء الاشخاص لا يطيقون تسيبي لفني. هذا ايضا صحيح، وها هو سبب آخر للفني كي تتخلص منهم. وهم يعتقدون ان الحزب هو دكتاتورية، وان لفني مصابة بهوس اجتماعي، وان الانتخابات التمهيدية كانت خدعة فساد. ربما يكون هذا صحيحا، ولكن ليست لديهم القوة والشجاعة للكفاح ضد هذه الظواهر من الداخل. والان يحاولون ان يجدوا عناصر معتدلة في سياسة نتنياهو كي يسوغوا انتقالهم مقابل الامتيازات. وهم لا يزالون يظنون بان الجمهور سيشتري هذا.

ليئا غولدبرغ كتبت تقول انه "اذا كانت تعذيبات فقد ابحرت اليك/ الاشرعة البيضاء نحو عتمتك/ للنزول على شاطىء الاعتذار".

دعوهم يذهبون واذا كانوا لا يريدون، فاطردوهم.