خبر خبراء عسكريون: لا نستبعد أن تقدم إسرائيل على شن حرب جديدة على غزة

الساعة 06:49 ص|28 ديسمبر 2009

فلسطين اليوم : القاهرة ووكالات

اتفق الخبراء في الشؤون العسكرية، على أن إسرائيل فشلت في تحقيق أيٍّ من أهدافها السياسية والعسكرية التي وضعتها للحرب التي شنتها نهاية عام 2008 على قطاع غزة، مشددين على أن المقاومة حققت نجاحاً كبيراً خلال الحرب.

فقد أكد الخبير العسكري المصري اللواء طلعت مسلم، أن إسرائيل فشلت في تحقيق أيٍّ من أهدافها السياسية والعسكرية التي وضعتها للحرب على قطاع غزة.

وقال:"إسرائيل عندما شنت حربها على غزة كان لها أهداف سياسية وعسكرية، الأهداف السياسية هي تغيير نظام الحكم الموجود في غزة وهو ما أكدته وزيرة الخارجية الإسرائيلية حينها تسيبي لفني بأن الوضع القائم في غزة لن يبقي قائماً، وتعني إنهاء حكم حركة "حماس" بغزة وهو ما لم يتحقق".

وأضاف مسلم: "أما الهدف العسكري فهو تدمير البنية العسكرية للمقاومة في غزة، ووقف إطلاق الصواريخ من القطاع تجاه المدن الإسرائيلية وهذا الهدف لم يتحقق أيضاً".

وتابع مسلم قائلاً: "المقاومة استطاعت أن تزيد من رقعة استهداف المدن الإسرائيلية واستمرت بإطلاق الصواريخ حتى نهاية الحرب، وامتناعها عن إطلاق الصواريخ جاء بإرادتها وليس إجبارياً"، مؤكداً أنها مازالت تحتفظ لنفسها بحق إطلاق الصواريخ في الوقت الذي تراه مناسباً.

وأشار مسلم إلى أن إسرائيل لن تتوقف في محاولة تحقيق ما فشلت بتحقيقه خلال الحرب، وستحاول تحقيقه بدون حرب أو بحرب جديدة، قائلاً: "الانتخابات الإسرائيلية تشير إلى ذلك باعتبار أن المزاج السياسي العام في إسرائيل عدواني".

وذكر أن "إسرائيل ستحاول تحقيق أهدافها مرة أخرى عن طريق خنق القطاع وإقامة الجدار الفولاذي على الشريط الحدودي مع غزة ومنع وصول الاحتياجات"، مشيراً إلى أنه إذا لم ينجح ذلك قد تجرب الخيار العسكري مرة أخرى.

ودعا الخبير العسكري المقاومة لأن تكون على جاهزية لجولة جديدة من الصراع مع إسرائيل، وأن يكون لها إستراتيجية في التعامل مع إسرائيل التي مازالت مستمرة في الحصار وسلب حقوق الشعب الفلسطيني.

ويتفق المحلل العسكري العميد يوسف الشرقاوي مع اللواء مسلم بفشل إسرائيل بتحقيق أيٍّ من أهدافها العسكرية للحرب على قطاع غزة، مبيناً أن دولة الاحتلال نجحت خلال الحرب فقط بتدمير قطاع غزة وقتل الأبرياء.

وقال الشرقاوي: "للحرب على غزة أهداف معلنة وغير معلنة، الأهداف المعلنة تمثلت في تدمير المقاومة والقضاء عليها، لكن المقاومة مازالت مستمرة ولم تتمكن إسرائيل من القضاء عليها".

ونوه الشرقاوي إلى أنه لإسرائيل أهداف غير معلنة من الحرب على غزة كتحرير جنديها الأسير لدى المقاومة جلعاد شاليط وهي لم تنجح في ذلك.

وشدد الخبير العسكري على أن المقاومة حققت نجاحاً كبيراً خلال الحرب حيث استطاعت الصمود رغم حجم القوة العسكرية التي استخدمت ضد قطاع غزة، واستمرت في إطلاق الصواريخ، وحققت أكبر تضليل للاستخبارات الإسرائيلية ومنعتها من اكتشاف مكان الجندي الأسير شاليط.

وعن استمرار إسرائيل في محاولة تحقيق أهدافها، أوضح أنه على "مر التاريخ لم تفشل مقاومة ولم ينجح استعمار في هزيمتها".

وعن تأثر المقاومة بالحرب على غزة، بيَّن الشرقاوي أن المقاومة تأثرت عسكرياً ولكنها ازدادت معنوياً لأنها ترسخت في وجدان الشعب الفلسطيني والعربي، وأن حالة التضامن مع غزة أكبر دليل.

وشدد على أن عمل وأداء المقاومة الفلسطينية في تطور كبير، لافتاً إلى أنه بعد إنهاء صفقة تبادل الأسرى ستقدم المقاومة على خطف جنود إسرائيليين جدد لتحرير الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي باعتبار القوة هي اللغة التي تفهمها إسرائيل.

ولم يستبعد الخبير العسكري المصري أن تقدم إسرائيل على شن حرب جديدة على قطاع غزة، "فهي تعتبر نفسها دولة فوق القانون ويحق لها قتل البشر".