خبر غزة: مخاوف اندلاع حرب جديدة لا تزال قائمة

الساعة 06:35 ص|28 ديسمبر 2009

فلسطين اليوم : غزة

بعد مرور عام على اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة لا يزال الناجون يتخوفون من اندلاع حرب جديدة قد تكون أشد فتكاً من سابقتها.

ويتذكر الناجون أيام الحرب بحزن بالغ وربما بدموع منهمرة لشدة وقسوة أيام الحرب التي عاشوها على مدار أيامها الاثنين والعشرين.

ولـم ينس سكان القطاع هذه الذكرى حيث لكل فرد فيه قصة وحكاية مع الحرب التي لـم تسكت طائراتها ومدافعها وبوارجها عن القصف.

ولا تزال الـمواقع والـمنازل والشوارع والـمنشآت الـمدمرة شاهدة على قسوة تلك الحرب التي حصدت أرواح أكثر من 1500 مواطن وإصابة أكثر من خمسة آلاف وشردت عشرات آلاف من الـمواطنين ودمرت نحو عشرين ألف منزل.

وحظيت الـمواقع العسكرية والـمناطق التي تعرضت للاجتياح والدمار بزيارة آلاف الـمواطنين الذين وقفوا يتأملون الدمار والشهداء الذين سقطوا في هذه الأماكن.

ونالت السماء قسطاً من أنظار الـمواطنين الذين تذكروا أسراب الطائرات الحربية الأحدث في العالـم وهي تقصف كل مكان من ارتفاعات مختلفة في مثل هذا اليوم.

وبرغم التهدئة غير الـمعلنة في القطاع والتي أعقبت انتهاء الحرب إلا أن الخوف لا يزال يسيطر على الـمواطنين لاسيما بعد انسداد الأفق وعدم حلحلة الأوضاع منذ انتهاء الحرب، إضافة إلى تصريحات عدد من قادة الاحتلال الـمدنيين والعسكريين.

ويؤكد الـمواطن عيسى سالـم أن الأمور والأوضاع لـم تتغير عما كانت عليه خلال الحرب باستثناء وقف الغارات، مشيراً إلى أن أجواء التوتر والحرب لا تزال تخيم على عائلته وغالبية الـمواطنين.

وتوقع سالـم أن تعقب فترة الهدوء الحالية موجة قاسية من العنف والجرائم الإسرائيلية، معتبراً أن هذه حال الأراضي الفلسطينية منذ وعينا على الدنيا.

ولا يزال سالـم (40 عاماً) يتذكر كيف اضطر إلى إخلاء منزله طيلة أيام الحرب لـمجاورته أحد الـمساجد الـمهددة بالدمار، معتبرا أن أيام الحرب كانت الأقسى في حياته.

أما الشاب مالك رضا الذي راقب تحليق عدد من الطائرات فقد بدا متوترا كثيرا وغير واثق بحالة الهدوء الحالية، مؤكدا أن كل الـمؤشرات لا تبشر بخير.

ويعتقد رضا الذي وقف أمام مبنى الجوازات "مقر الشرطة" يستذكر الضربة الأولى التي استشهد فيها أكثر من خمسين شرطياً أن أية حرب قادمة ستكون أكثر فتكا وبطشا.

وأشار إلى أن الحرب بدأت أثناء تواجده في جامعة الأزهر حيث توجه وهو وزملاؤه إلى مبنى الجوازات، مؤكداً أنه أصيب بصدمة عندما رأى عشرات الجثث متفحمة ومقطعة.

وقال رضا إن ذلك الـمنظر لا يزال يؤثر فيه ولن ينساه طوال حياته لأنه الأبشع الذي مر عليه.

واستذكر الشاب إسماعيل فروانة صديقه محمد نصر الذي سقط في أحد الـمواقع العسكرية خلال الحرب، وبكى وهو يستعرض لحظات جميلة قضاها مع الشهيد.

ولـم يخف فروانة قلقه من اندلاع حرب جديدة خلال الـمرحلة القريبة، معتبراً أن الظروف بدأت تنضج أكثر لوقوع مثل هذه الحرب والتي أعقبها استمرار الحصار.