خبر باحث: يستبعد أن تتم صفقة التبادل ضمن شرط إسرائيل بإبعاد عدد كبير من الأسرى

الساعة 08:20 م|25 ديسمبر 2009

باحث: يستبعد أن تتم صفقة التبادل ضمن شرط إسرائيل بإبعاد عدد كبير من الأسرى

فلسطين اليوم – جنين

أعرب الباحث والمتخصص في شؤون الأسرى الفلسطينيين فؤاد الخفش عن استبعاده أن تتم صفقة تبادل الأسرى وفق ما رشح من أخبار، لأن الصفقة بهذه الصورة تركز على جانب الإبعاد وإفراغ المناطق من سكانها.

وقال فؤاد الخفش أن عملية المفاوضات الجارية بالوقت الحالي صعبة ومعقدة للغاية والضغوط التي تمارس على حماس شديدة ، ويراد تصوير حماس على أنها ترفض كل المقترحات علماً أن الحركة ومن خلال متابعتي أبدت استعداداً ومرونة كبيرة بإنهاء الصفقة والإفراج عن الأسرى الفلسطينيين مقابل الجندي الإسرائيلي.

وقال الخفش أن نتنياهو كان في يوم من الأيام من أشد المعارضين لصفقة أحمد جبريل عام 1985 واتهم حكومة إسرائيل في حينها أنها تنازلت وارتكبت خطأ جسيماً وقد أعاد موقفه خلال كتابه "رجل تحت الشمس" الذي اعتبر صفقة إسرائيل خطأ تاريخياً لإسرائيل وهو اليوم لا يريد أن يقع في مثل هذه الانتقادات التي وجهها في يوم من الأيام للحكومة التي وقعت صفقة عام 1985.

وقال الخفش أن هناك موافقة من قبل السجون والأسرى على إبعاد مشروط لعدد من الأسرى ولكن ليس بهذا الحجم وهذه الأعداد الكبيرة التي تطالب بها إسرائيل.

وأضاف الخفش أن إسرائيل تريد أن تفقد هذه الصفقة من محتواها وأن توجد بها أي خلل وأنه على قناعة تامة أن المقاومة تعي هذه الأمور وأنها تبذل ما بوسعها من أجل إبرام صفقة مشرفة بكل المقاييس والمعايير.

وذكر الخفش أن اختراقاً كبيراً تم في  موقف إسرائيل من خلال ثبات المقاومة وإصرارها على إدراج أسرى الداخل والقدس والأسرى العرب الأمر الذي يعتبر إنجازاً كبيراً وتحطيماً لشروط إسرائيل التي كانت ترفض الحديث عن هؤلاء الأسرى على اعتبار أنهم مواطنون إسرائيليون.

وتوقع الباحث الحقوقي الخفش أن يكون موقف حماس أنها موافقة على الصفقة ولكن من دون إبعاد كل هذا العدد من الأسرى الأمر الذي سيصف ردها بالدبلوماسي والحكيم أي أنها لا ترفض بل تعدل.

وذكر الخفش أن هذه الصفقة صعبة ومعقدة وهامة وتعتبر الأولى من نوعها على طول الصراع مع المحتل ، حيث أنها للمرة الأولى التي تحتجز المقاومة بجندي داخل الأراضي المحتلة وتفاوض وهي تحت الاحتلال الأمر الذي يضفي نوعية وتميزاً بقدرة المقاومة على الاحتفاظ بجندي كل هذه الفترة وأن تفاوض وهي تحت الاحتلال وتستطيع التمسك بشروطها وفق هذه الأجواء الاستخباراتية الكبيرة.

وذكر الخفش أن إسرائيل ومن خلال إعلامها تتلاعب بأعصاب أهالي الأسرى والمعتقلين ومن خلال إعلامها تريد أن تصور أن حماس من يرفض الصفقة ويضع العراقيل علماً أن الحقيقة غير ذلك وحماس لم تطلب ما هو مستحيل على العكس هي انطلقت من النقطة التي وصلت لها صفقة أحمد جبريل من ناحية العدد ونوعية الأسرى ولم تطالب بما هو مستحيل في عرف كل المفاوضات التي جرت من أجل إطلاق سراح أسرى ورهائن، والوسيط الألماني يعي هذه الحقيقة وهي نقطة قوة لحماس التي لا تريد أن تنزل عما تم إنجازه في صفقة عام 1985 ومن أجل أن تكون هذه الصفقة قاعدة تنطلق منها فصائل أخرى في حالة اختطافها لجنود من أجل إطلاق سراح الأسرى.

وقال الخفش أن عملية أسر جندي الحرب شاليط أعادت الروح إلى قضية الأسرى ووضعتها في مربع الصدارة والاهتمام وأحيت الأمل في قلوب وعائلات الأسرى من جديد لا سيما القديمين منهم وأصحاب الأحكام العالية وأسرى القدس والداخل والعرب.