خبر كديما مختلف..هآرتس

الساعة 11:04 ص|25 ديسمبر 2009

بقلم: أري شافيت

كانت فكرة كديما فكرة صحيحة. فاسرائيل محتاجة الى حزب لتقسيم البلاد. الى حزب يحدث انقلابا في الحكم وانقلابا في التربية. الى حزب يمثل باخلاص الكثرة الهادئة والمتزنة والبراغماتية. اسرائيل محتاجة الى حزب يخلصها من سياسة الوحل والهبوط التي تغرق فيها.

عندما اُنشيء كديما رفع رايتين. فقد عرض في المجال السياسي نهج ارئيل شارون: عدم الخطأ باوهام السلام وعدم اتمام دولة الاحتلال، بل محاولة رسم حد لاسرائيل. واقترح في المجال السياسي سياسة مختلفة هي عدم الاستمرار بعد على الخضوع لمركز الليكود وعلى الخضوع للحريديين بل تفضيل مصلحة الدولة. أي احلال سياسة رسمية مع السياسة الطائفية والقبلية.

وجد منذ البدء عيبان في كديما. هما ان التركيب البشري فيه كان مخيبا للامل، وان دستوره الداخلي كان ثعبانيا. لم يكن شارون قط ديمقراطيا كبيرا. عندما انشأ آخر الامر حزبا اراد أن يكون مطيعا خاضعا. ومع ذلك كله قصد شارون ما قاله. فقد أصر على تقسيم البلاد وعلى تحسين الادارة وعلى احداث ثورة في التربية. لولا أنه انهار قبل اربع سنين لاستغل كديما ليمنح اسرائيل مستقبل أمل.

لم يستطع ايهود اولمرت وتسيبي لفني ان يمنحا اسرائيل افق أمل. لا داعي لنكثر القول في اولمرت. اذا برهن على برائته في المحكمة، فقد يمكن ان نعود لبحث انجازات مدة حكمه واخفاقاتها. لكن لفني كان يفترض أن تكون مختلفة. كان يفترض أن تعيد لفني كديما الى مصادره. ان تقدم حل الدولتين تقديما عمليا وتدريجيا وحذرا وان تواجه بجدية مشكلات الادارة والتربية الاساسية. كان يفترض أن تكون لفني هي منفذة وصية شارون السياسية.

لم تفعل لفني أي شيء من هذه الاشياء. لم يكن نهجها السياسي نهج شارون بل نهج جنيف. كذلك ابتلعت ميرتس لكن ميرتس ابتلعتها ايضا. وقد حطمت اعتقاد شارون الاساسي في أن من الخطر السعي الى اتفاق دائم الان. وقد نفت عن المركز الاسرائيلي تمثيله وانحرفت الى اليسار.

في مقابلة ذلك لم تواجه لفني تحدي التربية، وعالجت مسألة الادارة بعدم حزم. تبين أن سياستها سياسة حديث لا عمل. أصبحت زعامتها زعامة تصريحات بلا نتائج. فشلت مرتين في محاولتها تأليف حكومة. وفشلت على الدوام في قيادة حزبها. اصبحت كديما تحت لفني مخلوقا ممسوخا عجيبا، لا يمثل شيئا ولا يناضل من اجل شيء. حزبا بلا نهج وبلا انجازات وبلا مبادىء. حزبا لا حق له في البقاء.

يقال في فضل لفني انها مستقيمة كالمسطرة. فسلوكها الشخصي لا عيب فيه. فهي لا تدخن ولا تنزل الغرف الواسعة في الفنادق. لكنه تبين كلما مر الوقت انها بعيدة عن المهام الرسمية. وان مصلحة الدولة ليست قنديلا امامها. في الفترة التي تحتاج فيها اسرائيل الى حكومة وحدة قوية واسعة تقف لفني تجاهها. مشغولة لكن بنفسها فقط. بدل ان تحقق لفني سياسة مختلفة تقدم علامة سياسة اخرى. انها تمنع اسرائيل الحكومة السليمة التي تحتاجها.

ان محاولة بنيامين نتنياهو نقض عرى كديما غير سليمة. وهي أشد من محاولة لفني القبيحة نقض عرى حزب العمل. يستحق الناخبون الذين صوتوا لكديما ان يمثلهم هذا الحزب في الكنيست. ولا يفترض أن يجدوا منتخبيهم يلون اعمالهم في كتلة الليكود البرلمانية.

مع ذلك تشهد أزمة هذا الاسبوع على أن كديما في مفرق طرق. ليس من المعقول ان يسبب دستور غير ديمقراطي أن يعيش كبار مسؤولي الحزب في رعب. ولا يمكن ان تفرض لفني على حزب كامل نهجا ليس نهجه. ولا يمكن الا يبين للجمهور الفرق بين صورة لفني وجوهر لفني. ولا يمكن ان تظل مؤامرة صمت تحمي الزعيمة الفاشلة لاكبر حزب في الدولة.

الحل هو انتخابات تمهيدية الان. تستطيع عملية انتخابات داخلية جديدة نقية فقط انقاذ كديما من نفسه. الاستيضاح الحقيقي والمفتوح فقط لمسألة النهج ومسألة القيادة يستطيع أن يعيد كديما الى نفسه. ما تزال اسرائيل محتاجة الى كديما لكنها محتاجة الى كديما مختلف. الى كديما الذي يعرف تقويم نفسه وتجديدها وان يكون ما كان يفترض أن يكون.