خبر اعلام او مشكلة سياسة -اسرائيل اليوم

الساعة 10:42 ص|24 ديسمبر 2009

بقلم: يوسي بيلين

 (المضمون: ليست مشكلة اسرائيل في العالم مشكلة اعلامية بل المشكلة الحقيقية هي الاقوال التي صدرت عن ربابين الدولة والتي لا يمكن محوهما - المصدر).

ان القرار على الاتيان الى البلاد بجميع رؤساء مفوضيات اسرائيل في  العالم قرار نادر بل قد يكون سابقة. تعقد على نحو عام مؤتمرات اقليمية في العالم يشارك فيها وزير الخارجية ويعرض مبادىء سياسته على مندوبين. وهكذا توفر ميزانية ويمكن ان يتناول على نحو خاص تلك المنطقة وان تستمع اسئلة المندوبين وملاحظاتهم وان تجاب ويتطرق اليها.

يبدو ان من قرر جمع مندوبي اسرائيل من انحاء العالم كله قد شعر بضيق شديد جدا. يبدو انه يعتقد انه يمكن التغلب على هذا الضيق بلقاء رؤساء الدولة التي يبلغ فيها هؤلاء مندوبيهم ما هي الطريقة لبيان سياستهم لامم العالم. هذا تبجح غير بسيط وامتحان حقيقي ايضا لمتخذي القرارات.

        يشعر سفراؤنا في السنة الاخيرة بأنهم مهاجمون من كل صوب، ومقاطعون ومندد بهم ويصعب عليهم الحصول على لقاءات من اجل القادة. لكن القادة يتوقعون بيقين رجال اعلام مخلصين. لهذا سيوجهون آخر الامر سفراءنا الى كيفية الرد على جميع العائدين والكارهين ومعادي السامية ومعادي اسرائيل، ويمنحونهم ملفا مفصلا فيه توجيه وجواب لكل تساؤل.

        الحديث بعد كل شيء عن حكومة انتقد اعضاؤها بشدة الحكومات السابقة لضعف اعلانها. هذه فرصة للبرهان على انهم يملكون الادوات الصحيحة. يعتبر رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو خبير اعلام وتجنده حتى المعارضة لمهمات كهذه. أعلن وزير الخارجية طول السنين بأن اسرائيل لا تعرف الاعلام كما يجب، واصبح الوزير بني بيغن يجمع اقوال العرب منذ عشرات السنين كما تقال بالعربية. وهو على يقين من اننا اذا عرفنا فقط كيف نعرض هذه الحقيقة فسنستطيع اقناع العالم بعدالة نهجنا.

        هذه هي اللحظة اذن. هذه هي فرصة ان يبرهنوا على قدرتهم ازاء تدهور صورة اسرائيل وازاء المس الشديد بمكانتنا في العالم. لكن هل سيستطيع القادة ان يبينوا لمندوبي اسرائيل لماذا قاطعت اسرائيل لجنة غولدستون منذ لحظة اقامتها؟ ولماذا منعتها لقاء رؤساء السلطة الفلسطينية في الضفة؟ هل سيستطيعون ان يبنوا لهم لماذا ترفض اسرائيل ان تفحص بنفسها عن دعاوى التقرير الموجهة الينا؟ واذا كان الجيش الاسرائيلي حقا هو اكثر الجيوش اخلاقية في العالم فلماذا لا نبرهن على ذلك؟ هل سيستطيع الموجهون ان يبينوا لمندوبينا لماذا برغم التزامنا "خريطة الطريق"، لم نخل مستوطنات غير قانونية ولماذا لم نجمد المستوطنات تجميدا كاملا؟ هل سيستطيعون ان يبينوا ما هي نكتة اعطاء آلاف وحدات السكن رخصا قبل لحظة من "تعليق جزئي"، الى جانب لجنة حالات شاذة ووعد بالاستمرار على زخم البناء مع انقضاء المدة؟

        هل سيستطيع الموجهون ان يبينوا لسفرائنا في العالم ما هو معنى ان اكبر دبلوماسي عندنا هو الرجل الذي وعد بقصف سد اسوان؟ هل سيستطيعون ان يبينوا معنى ان تطلب الشرطة محاكمة وزير الخارجية الذي يسكن مستوطنة ولهذا لا يشارك في أي نقاش يتناول مستقبل المناطق، ولا يستطيع ان يزور مصر والاردن ولا يستطيع لقاء فلسطينيين؟

        هل سيكون موجهو الدولة قادرين على تزويد مندوبينا الحائرين بارشادات تستطيع مساعدتهم في عملهم في العالم العربي؟ وفي الدول الاسكندنافية؟ وفي الاتحاد الاوروبي؟ وفي الولايات المتحدة؟ ربما بدل هذا الانفاق الكبير على استقدام جميع السفراء الى البلاد يحسن ان ينظر موجهون في المرآة وان يدركوا ان الاعلام ليس هو المشكلة بل الكلام الذي قالوه والذي لا يمكنه محوه. المشكلة هي الاعمال التي قام بها الموجهون والمشكلة خاصة هي السياسة الفاشلة التي يدبرونها منذ ادت الحكومة الحالية القسم الدستوري.