خبر على شفا البكاء -هآرتس

الساعة 10:42 ص|24 ديسمبر 2009

بقلم: اسرائيل هرئيل

 (المضمون: اختار بنيامين نتنياهو الخضوع والاستسلام لمطالب حماس برغم انه كان يستطيع ان يسلك سلوكا اخر يجد له انصارا كثيرين في اسرائيل -  المصدر).

ينطبق على بنيامين نتنياهو وأكثر وزرائه كلام الشاعر القومي على الزعامة اليهودية في ايامه وفي ايامنا. فقد كتب حاييم نحمان بيالك انه توجد عقوبة اقسى من الموت هي الزحف على البطن؛ وان تكون موطىء قدم للكبرياء والاحتقار. كلمات شديدة صائبة جدا، لكنها تميز هذه الحكومة التي رأيناها عاجزة مرة اخرى. التي تركتنا بقرارها على اطلاق القتلة في مهانة وعري، في مسار تيه اعمال القتل والاختطاف والاستسلام القادمة.

عندما اختار نتنياهو مسار الوساطة الالمانية علمت حماس وعلم الوزراء لكنهم لم يعارضوا، انه قد بت أمر ان ينقض جميع نذوره واقسامه ورفضه: عندما استقر رأيه على الخضوع. في هذه الايام، مع قرار اطلاق القتلة الكبار، قضى عدم الوفاء بالنذور كاملا. وأذل كرامة الدولة التي كانت نورا للاغيار في مجال الجرأة على الارهاب – أسمع رئيس الحكومة عن "عملية يونتان"؟

        ليست اهانة كرامة الدولة حتى لو غفرت الحكومة ذلك امرا مغفورا. ان فخر المواطنين بها ومشايعتهم لها عناصر حيوية في استقرارها الاجتماعي وفي استعداد المواطنين للمشاركة مع ما يصحب ذلك من ثمن في الحفاظ على أمنها.

        ان اولئك الذين جعلوا نتنياهو يركع، لان هذا أجر من لا يفي بأسس اعتقاده، يعلمون انه لن يفي ايضا بالشرط الذي اشترطته وهو طرد القتلة الكبار. سيأتي الوسيط (مع السلطة التي يظهرها والتضاؤل اليهودي في ايامنا ايضا ازاء هذه السلطة) ويقول بحق: اذا كنت قد وافقت على المبدأ – هوية المحررين وعددهم – فانا وحكومتي نشير عليك بألا تفجر الصفقة بسبب الطرد. بل سيقول اخرون يضغطون لاتمام الصفقة بأي سعر وثمن (وقد اصبحوا يقولون)، انه توجد حتى مزية لابقاء الارهابيين القتلة في مدى الرؤية والسمع للاستخبارات الاسرائيلية.

        وفي الحقيقة، بعد الخضوع المبدئي، لماذا الاصرار على الطرد؟ انه معلوم ماذا سيحدث الان: سترفض حماس الشرط، ويجدد الضغط والابتزاز العاطفي الداخلي الذي سيفضي بنا الى الصدمة، وتقسي حماس قلبها اكثر. مرة اخرى ستخضع اسرائيل وتذل نفسها. الان، وقد عزم قادتنا على العمل، فان كل يوم آخر يعانيه جلعاد في سجنه هو في الحقيقة يوم لا حاجة اليه. ليطلق المخربون الى بيوتهم. وسيهتف لهم الشعب كما كان في حادثة العجل. هذا شعب عنيد. يرفض ان يتعلم من دروس الخضوع السابقة.

        لو كان نتنياهو زعيما لوقف في الباب وصرخ "ليست هذه هي  السبيل" و "من كان مع الحقيقية فليأت الي". وكان كثيرون يجتمعون اليه. فهم ينتظرون فقط دعوة زعيم كهذه. لكن نتنياهو اختار ان يضم الى صانعي العجل؛ الى اولئك الذين انحرفوا عن الطريق بعد اثنتين وستين سنة فقط. فبدل ان يقود مثل موسى، يقاد مثل هارون في ذروة ضعفه "علمت ان هذا الشعب سيء".

        لا يوجد شخص في يهودا، ولو واحد يقف الطوفان. لا يوجد "بطل، وحاكم جريء، وعظيم ونقيب شعب وحازم ذو قلب". لا يوجد. لا يوجد من يسفع بنواصينا ويهزنا هزا عنيفا: "من اجل اعادة ارواحكم وقوتكم اليكم ومن اجل بعثكم". "كيف"، يسأل بيالك بالكلمة المشحونة، "كففتم عن الخلاص... يا من فقدتم الرأي والسبيل".

        وكان قلب الشاعر آنذاك "على شفا البكاء".