خبر احتفالات عيد الميلاد بغزة مثقلة بتداعيات الحرب

الساعة 08:10 ص|24 ديسمبر 2009

فلسطين اليوم-غزة

"الأجواء غير مهيأة لكننا سنحتفل بالعيد لننسى الام الحرب" بهذه الكلمات اختصر اياد الصايغ الصعاب التي تواجه مسيحيي قطاع غزة للاحتفال باعياد الميلاد.

وتصادف اعياد الميلاد هذا العام مع سلسلة من الفعاليات التي تنظمها حركة حماس والفصائل الفلسطينية لمناسبة مرور عام على الحرب الاسرائيلية التي اسفرت عن مقتل اكثر من 1400 فلسطيني وتهجير مائة الف بعد تدمير اكثر من ستة الاف منزل في غزة.

ويؤكد الصايغ (38 عاما) وهو صيدلاني ان "الأجواء بالتأكيد غير مهيأة للاحتفال بالأعياد لأنها تتزامن مع ذكرى الحرب المؤلمة والعدوان الاسرائيلي على قطاع غزة".

ويتابع انها "ستقتصر على الطقوس الدينية والصلوات في الكنيسة وتبادل الزيارات بين الأقارب والاصدقاء".

ويعيش في قطاع غزة 3500 مسيحي من اصل مليون ونصف مليون شخص. وغالبية مسيحيي غزة من الأرثوذكس الشرقيين وتشكل طائفة اللاتين 15 بالمئة منهم. وتوجد في غزة ثلاث كنائس، اصيبت كلها باضرار خلال الحرب الاخيرة جراء القصف الاسرائيلي.

ولم يتسن سوى لعدد قليل من العائلات المسيحية الحصول على شجرة للعيد.

لكن عائلة الصايغ زينت شجرة صغيرة في المنزل لانها لا تريد حرمان اطفالها تماما من اجواء الفرحة.

ويقول الشاب الطويل القامة "نحاول ادخال القيل من البهجة على الاطفال لكي ينسوا الالم والخوف الذي لا يزال يسيطر عليهم".

وتستعد كنيسة العائلة المقدسة التابعة لطائفة اللاتين التي تسير وفق التقويم الغربي في غزة لقداس منتصف الليل مساء الاربعاء وفقا لمسؤول في الكنيسة.

وتوزع الكنيسة التي حرصت على زينة متواضعة في العيد حلوى على اطفال مدرستها وروضتها وغالبيتهم من المسلمين.

ووزعت المدرسة هناء الهدايا للتلاميذ خلال حفل متواضع في المدرسة التي تشرف عليها الطائفة صباح الاربعاء.

وتقول المدرسة الشابة "ندخل الفرح والسرور على قلوب الاطفال ونمحو بقدر الامكان اثار الحرب والعدوان".

لكن عائلة سمير مني (ابو الياس) (55 عاما) قررت عدم الاحتفال بالمرة هذا العام.

ويشرح مني والذي تتحدر عائلته من يافا وهي من الطوائف التي تسير وفق التقويم الغربي، "الاعياد لم تعد اعيادا في ظل الظروف القاسية. العيد الفعلي يبدأ يوم التلاحم الوطني والعودة وفك الحصار".

ويتابع "على المستوى الشخصي والعائلي لا تحضيرات على الاطلاق حتى الحلويات وشجرة عيد الميلاد. وقررت مع العائلة لا استقبالات في العيد. فكيف نحتفل وهناك ناس يعيشون في الخيام" ممن دمر الجيش الاسرائيلي بيوتهم.

ويؤكد مني وهو مدير مكتب للاستشارات الهندسية "لا نشعر بالعيد كمسلمين ومسيحيين ..موضوع (الجندي) شاليط اخذ حيزا كبيرا لان الناس تأمل بتبادل الاسرى لتفرح".

وللعام الثالث على التوالي لم يتم وضع شجرة عيد الميلاد الكبيرة التي كانت تزين كل سنة باضوائها الملونة ميدان الجندي المجهول غرب غزة.

وشددت الحكومة بغزة بأنها تمنح كل التسهيلات لاحتفال "الاخوة المسيحيين باعيادهم".

وقال طاهر النونو المتحدث باسم الحكومة التي تديرها حماس "نحترم ونبذل كل جهد لتسهيل احتفالات اخواننا المسيحيين بعيدهم على النحو اللائق ولا نسمح باي امر يمس بمشاعرهم..ويزور ممثلون عن الحكومة لهم للتهنئة بالعيد".

وخلت محلات الهدايا في غزة، الا نادرا، من عرض مستلزمات عيد الميلاد والسنة الجديدة.

وانشغل طارق ابو دية صاحب محل هدايا منظمة التحرير في غزة باعداد صور لقادة فلسطينيين اسرى من المتوقع ان تشملهم صفقة تبادل مئات الاسرى الفلسطينيين مع الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط المحتجز منذ ثلاث سنوات.

وقال ابو دية الذي كان يعلق صورا لثلاثة قادة هم مروان البرغوثي (فتح) واحمد سعدات (الجبهة الشعبية) ويحيى السنوار (حماس)، "للاسف لم نحضر اي شيئ هذا العام لاعياد الميلاد المجيدة لا سانتا كلوز (بابا نويل) ولا سلال هدايا..الوضع السياسي وموضوع الاسرى يطغى".

ويعرض عماد بركة (20 عاما) على بسطة صغيرة للهدايا بعض الالعاب ونماذج بابا نويل وهدايا عيد الميلاد بعضها مصنوع من الشوكلاتة.

وذكر بائع الهدايا ان "بعض هذه الهدايا تصل من مصر عبر الانفاق لان المعابر مغلقة.. الاطفال يشترون منها".

وتمكنت أعداد قليلة من مسيحيي غزة الذين حصلوا على تصاريح من السلطات الاسرائيلية من المغادرة عبر معبر بيت حانون-ايريز شمال القطاع الى بيت لحم للمشاركة في قداس الاربعاء.

وأشار موظفون في الارتباط المدني الى ان "حوالي 750 مسيحيا تقدموا بطلب تصاريح مغادرة، "نتوقع الموافقة على 300 منها لمن هم فوق سن 35 عاما".

وعبر انطون (52 عاما) عن أسفه للمضايقات الاسرائيلية، "كان يجب ان تعطى كل التسهيلات لحرية العبادة والاحتفال باعياد الميلاد".

ولم يحالف الحظ زوجة الصايغ للحصول على تصريح بحجة ان عمرها اقل من السن المسموح به وفقا لزوجها.