خبر قريع: فتح ستستمر في « تدويخ » حماس وبالعكس حتى نشعر بالخطر أكثر

الساعة 06:14 ص|24 ديسمبر 2009

فلسطين اليوم-الأخبار اللبنانية

هذه المرة، برز رئيس الوزراء الفلسطيني السابق، المفاوض أحمد قريع، خلال مشاركته في المؤتمر الدولي الشرق أوسطي في إطار مشروع نادي «فالداي» الدولي للنقاشات في الأردن، شاعراً يجيد استخدام العبارات الإنسانية، وتطعيمها بالسياسة. مهارة عكست فشلاً في المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية منذ أوسلو حتى اليوم.

 

بدا أبو علاء خلال مشاركته في المؤتمر، الذي عقد تحت عنوان «الشرق الأوسط 2020: هل يمكن تحقيق حل شامل؟»، شديد التحفظ في أجوبته المتعلقة بالوضع الفلسطيني الداخلي والمفاوضات الفلسطينية الإسرائيية المجمدة. كأنه لا يملك بديلاً للوضع الراهن يستطيع أن يبوح به، أو أنه لا يريد هذا البديل.

 

وفي لقاء مع «الأخبار» على هامش المؤتمر، بيّن من خلال تعليقاته المقتضبة، عن علاقة غير مستقرة بينه وبين الرئيس الفلسطيني محمود عباس. بداية، كان لا بد من التطرق إلى الجمود التفاوضي في عملية السلام. فأمام هذا الشلل، على ماذا تعوّل السلطة الفلسطينية؟ قال قريع: «يعني هل نموت من دون مفاوضات؟ هناك العديد من الخيارات البديلة في ظلّ وجود شعب تحت الاحتلال. قد يكون العصيان المدني، المقاومة...».

 

المقاومة، كلمة دفعت إلى السؤال عن تبشير مسؤول السلطة باحتمال اعتماد خيار حركة «حماس» الحالي. سؤال استدعى حدّة من أبو العلاء، الذي أجاب: «أولاً. لسنا نحن من نقلد حماس. لكن لكل مرحلة متطلباتها. أعتقد أن الوضع الراهن يتطلب العمل السياسي، الذي يمكن أن يتطور إلى حركة شعبية».

 

وكأن طرح أبو علاء لاحتمال العودة إلى خيار المقاومة الشعبية، كان مجرد تعداد خيارات لإنقاذ أجوبته من تعبير «أثبتت المفاوضات فشلها». ولدى سؤاله عن التناقض بين تكراره إعلان احتمال العودة إلى المقاومة وعدم وجود أرضية لها، يلجأ قريع إلى القدس، ويقول: «المقاومة موجودة في القدس».

 

وماذا عن التناقض في مواقف أبو مازن؛ فتارة يشدد على أن تجميد الاستيطان هو شرط لاستئناف المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي، ليعود ويقبل بالتجميد المؤقت؟ يجيب قريع: «يصطفل»، من دون أن يكمل لفظه للفعل، قبل أن يستدرك مبرراً بأن عباس «قد يقبل بتجميد الاستيطان لفترة مؤقتة سعياً نحو استئناف المفاوضات في جوّ هادئ». أما عن هذا الإصرار على تطبيق معادلة وقف الاستيطان في مقابل استئناف المفاوضات، رغم أن التفاوض والتوسع الاستيطاني كان سارياً بالتوازي في عهد رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت، يقول أبو علاء: «لطالما كان تجميد التوسع الاستيطاني أساساً للتفاوض حتى في عهد أولمرت. تحملنا الأمر حتى انعقاد مؤتمر أنابوليس، الذي اشترط على إسرائيل وقف الأنشطة الاستيطانية. إلا أنهم اتخذوا خيار المراوغة والكذب...»

.

وفي ما يتعلق بدعوة رئيس الكتلة البرلمانية لحركة «فتح» عزام الأحمد إلى انتفاضة شعبية على «حماس» في قطاع غزة، اكتفى قريع بالضحك والتلويح بيديه، كأنه أراد القول إن هذا كلام سخيف، ولا قيمة له.

 

أصرّ قريع على أن الجدار الفولاذي الذي تبنيه مصر على الحدود مع قطاع غزة هو «قضية سيادية مصرية وفق مصلحتها القومية». وماذا عن دعم عباس لهذا الجدار متناسياً خطورته لناحية تفاقم الحصار وتجويع مليون ونصف مليون فلسطيني؟ يصرّ أبو علاء على أن «القرار مصري بحت». لكن هل هو إنساني؟ يقول إن «الوضع اللا إنساني هو إغلاق المعابر». لكن المعابر لن تفتح في الوقت الراهن. يصمت. وبعد تكرار السؤال عن موقف عباس، يجيب: «لم أعرف أنه أعلن موقفاً».

 

ورفض أبو علاء تسمية رئيس بديل لأبو مازن، قائلاً: «لا أرى داعياً للتفكير في الموضوع. لن تكون هناك مشكلة». ماذا عن مروان البرغوثي؟ «ندعمه بنسبة عشرة من عشرة». لكن البرغوثي قد يعيد خيار المقاومة، فيكتفي بالثناء على هذا الخيار.

 

ومع عودة التحرك المصري لتحقيق المصالحة الفلسطينية، يصر قريع على أن «المفاوضات بين فتح وحماس لم تفشل حتى الآن»، متسائلاً: «ليش ما تنجح؟». إلا أنه اعترف بأنه «لم تكن هناك نية لدى الحركتين لإنهاء الانقسام».

 

ومتى تتحقق المصالحة؟ يقول: «سنستمر في (تدويخ) بعضنا حتى نشعر بالخطر أكثر». لكن هل هناك خطر بعد أكبر من الذي يعيشه الفلسطينيون، «حين يمنعوننا من التنفس».

في نهاية المقابلة السريعة، يحين وقت الصورة. وبلغته الفلسطينية، يقول أبو علاء للمصور: «طخ» الصورة.