خبر أيوجد احتمال للمعتدلين في مواجهة إيران .. إسرائيل اليوم

الساعة 09:33 ص|23 ديسمبر 2009

بقلم: دانييل فايبس

مدير منتدى الشرق الاوسط وزميل في معهد هوبر في جامعة ستانفورد

أجري استطلاع كاشف في المدة الاخيرة عن نظرة المصريين ومواطني العربية السعودية الى ايران. ان الاستطلاع الذي تم مع الحرص وتوكيد اقصى قدر من الصدق واشتمل على مقابلات مع ألف مصري وألف سعودي، مهم لانه من المعلوم ان ايران ومصر والسعودية تقوم عن جانبي المتراس في الشرق الاوسط. فالجمهورية الاسلامية الايرانية تقف على رأس كتلة ثورية، في حين ان حكومتي العربية السعودية ومصر تقفان على رأس الدول التي تعارض نهجها. يعد السلاح الذري مع ايران خطرا ولا سيما على اسرائيل ولكنه في واقع الامر يقلق مصر والسعودية ايضا جدا.

فحص الاستطلاع عن مستوى خوف السكان في السعودية وفي مصر من السلاح الذري الايراني. فحص الاستطلاع سؤالين: "مع فرض ان حكومة ايران تستمر على برنامج التخصيب الذري، هل تؤيد هجوما اسرائيليا على منشآت ايران الذرية؟"، و "ما رأيك في هجوم امريكي على منشآت ايران الذرية؟".

في مصر يؤيد 17 في المائة هجوما اسرائيليا، ويؤيد 25 في المائة هجوما امريكيا. والارقام في العربية السعودية اعلى: فـ 25 في المائة يؤيدون هجوما اسرائيليا، ويؤيد 35 في المائة هجوما امريكيا. هذه ارقام مفاجئة بقوتها. أتم دافيد بولوك من "معهد واشنطن للسياسة في الشرق الادنى" الذي وجد "مستويات عالية مدهشة من تأييد عمل شديد لمواجهة برنامج ايران الذري" استطلاع المعطيات.

هذه المعطيات مهمة لانها قد تشهد بما يتم بين دول الشرق الاوسط اذا نفذ هجوم على ايران وعندما ينفذ. ان تأييد سكان العربية السعودية ومصر ولو الجزئي قد يخفف الخوف من جلبة في الشرق الاوسط، وفي كل ما يتعلق بالعربية السعودية تتصل الامور ايضا بامكان السماح للقوات الاسرائيلية بعبور المجال الجوي السعودي في الطريق الى الهجوم.

على العموم، لمحاولة الوقوف على عمق النزاع الاسرائيلي – العربي، وهو نزاع ليس جوهره مناطقيا، سئل المستطلعة اراؤهم: "هل ستكون مستعدا، في الظروف المناسبة لقبول اسرائيل كدولة يهودية؟". اجاب بالموافقة 26 في المائة من المصريين و 9 في المائة فقط من السعوديين.

يتفق الجواب مع البعد الديني الذي هو اكثر اهمية في السعودية مما هو في مصر، ويصدق ان معارضة الصهيونية تنبع في الاساس من توجه ديني لا من عداوة قومية. بالمناسبة هنالك أمر مثير لا يمكن تفسيره على نحو مباشر وهو ان قدرا اكبر من النساء بين المصريين مستعدات اكثر من الرجال لقبول اسرائيل كدولة يهودية اما في السعودية خاصة فالرجال اكثر استعدادا من النساء. وعلى العموم، بغير دخول التفصيلات الدقيقة، في مصر وفي العربية السعودية ايضا توجد فروق كبيرة بالنسبة للغرب بين الجماعات التي تكون سكان الدولتين. فليس الحديث عن أمر متجانس.

في الخلاصة، يدل هذا الاستطلاع المتميز في الحقيقة على أساس ضئيل وان لم يكن من الممكن الاستهانة به، لامكان الربط، من جهة تأييد السكان بين دول  عربية مهمة والغرب واسرائيل في كل ما يتعلق على الاقل بالمعركة مع ايران. اذا صرف الى هذه المعطيات انتباه ملائم فلربما يمكن اعتمادا عليها اثمار تحسين في المستقبل للعلاقات بين عدد من الدول العربية والغرب واسرائيل.