خبر خطر كفاح شعبي .. هآرتس

الساعة 09:29 ص|23 ديسمبر 2009

بقلم: عميرة هاس

توجد وثيقة داخلية لم تسرب، وربما حتى لم تكتب، لكن جميع القوات تعمل بوحي منها: الشاباك والجيش وحرس الحدود والشرطة والقضاة المدنيين والعسكريين. لقد أعلمت العدو الحقيقي الذي يرفض الاختفاء وهو الكفاح الشعبي للاحتلال.

زيدت في الاشهر الاخيرة جهود قمع هذا الكفاح. والهدف فلسطينيون واسرائيليون – يهود لا يتخلون من حق مقاومة نظام الفصل الديموغرافي والتفوق اليهودي. والوسائل: تفريق مظاهرات بسلاح حي ودهم عسكري ليلي واعتقالات جمعية.

منذ بدء السنة جرح 29 فلسطينيا تظاهروا لمقاومة جدار الفصل بنار قناصة الجيش الاسرائيلي المسلحين بسلاح حي وعيارات دمدد. وذلك برغم أمر صريح من القيادة العسكرية الرئيسة من 2001 بأنه لا يحل استعمال هذا السلاح لتفريق المتظاهرين. بعد ان قتل الجنود في حزيران عقل سرور وقف اطلاق النار لكنه عاد وجدد في تشرين الثاني.

في سلسلة اعمال دهم ليلي عسكري اعتقل منذ حزيران عشرات من المتظاهرين في نعلين وبلعين، ممن يسلبهم جدار الفصل ارضهم وفي منطقة نابلس تنكيل المستوطنين. فرض قضاة عسكريون على جزء منهم عقوبات سجن لمدد قصيرة بسبب التحريض ورمي الحجارة والخطر على أمن المنطقة. زج نشيط رابطة مهنية من نابلس في اعتقال اداري (سجن بلا محاكمة)، وما يزال نشيط اخر في التحقيق.

منذ بضعة اسابيع ترفض الشرطة الموافقة على مظاهرات لمعارضي الاستيطان في الشيخ جراح. وفي يومي الجمعة الاخيرين اعتقلت اكثر من 20 محتجا كل مرة 24 ساعة. اعتقل عشرة منهم مدة نصف ساعة في زنزانة مليئة بالقيء وقذر الاسهال في المسكوبية.

اعتقلت اسرائيل في المدة الاخيرة ايضا نشيطين رئيسين في المنظمة الفلسطينية "قفوا السور"، التي تشارك في نشاط بحثي وفي اعلام دولي يدعو الى فرض قطيعة على اسرائيل وعلى شركات تتصل بالاحتلال: فقد اعتقل محمد عثمان قبل نحو من ثلاثة اشهر. لم يبين شهران من التحقيق شيئا وزج به في اعتقال اداري. اما منسق المنظمة، جمال جمعة، ابن السابعة والاربعين من سكان القدس فاعتقل في 15 كانون الاول. مدد اعتقاله اول من امس اربعة ايام قياسا بـ 14 يوما طلبتها النيابة العامة.

ان هدف القمع المنسق هو ارهاق النشطاء وصد منضمين آخرين للنضال المدني الذي اثبت جدواه في بلدان اخرى في عصور اخرى. ان الخطر في الكفاح الشعبي هو انه لا يمكن ان يسمى ارهابا وان يستعمل ذريعة لتعزيز نظام الحقوق الزائدة كما فعلت اسرائيل في العشرين سنة الاخيرة. يدل النشاط الشعبي حتى لو كان ضيقا على انهم في الجمهور الفلسطيني يستخلصون الدروس من الاخطاء ومن استعمال الاخطاء ويقترحون ابدالا يضطر حتى كبار السلطة الفلسطينية الى تأييدها على نحو معلن على الاقل.

ان يوفال ديسكين وعاموس يدلين، اي رئيس الشاباك ورئيس آمان قد قالا بقلقيهما: فقد قالا في تقرير استخباري للحكومة ان "الفلسطينيين يريدون الاستمرار على بناء دولة من اسفل... وان يفرضوا على اسرائيل تسوية من اعلى... ان الهدوء الامني في الضفة الغربية وحقيقة ان السلطة تعمل في مواجهة الارهاب عملا ناجعا جعلت الجماعة الدولية تتجه الى اسرائيل وتطلب تقدما سياسيا".

ان القمع الوحشي للانتفاضة الاولى، والقمع بالنار الحية للمظاهرات غير  المسلحة الاولى في الانتفاضة الثانية برهنا للفلسطينيين على انهم في اسرائيل لا يصغون. ترك القمع فراغا ملأه مقدسو استعمال السلاح.

أيسعى افراد جهاز الامن ومندوبوهم اليوم الى اعفائنا من عقوبة المقاومة الشعبية؟.