خبر كوشنير: سلاح «حزب الله» يعطّل وساطة تركيا بين سوريا وإسرائيل

الساعة 06:19 ص|23 ديسمبر 2009

كوشنير: سلاح «حزب الله» يعطّل وساطة تركيا بين سوريا وإسرائيل

فلسطين اليوم- السفير

«سلاح حزب الله عقبة أمام محاولات استئناف المفاوضات السورية الإسرائيلية». وزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنير وضع سلاح الحزب على طريق المفاوضات في أنقرة، إذا ما عادت إليها، وفي ملف القضايا التي يجب أن يسبق حلها قضية الجولان، أو أن تواكب صفقة حوله كل تسوية محتملة حول الهضبة السورية المحتلة. ويشكل ذلك قفزاً فوق المعطيات المتداولة في المفاوضات الإسرائيلية - السورية، والفرضيات التي تجعل ملف حزب الله فصلاً لاحقاً، في إطار تبادل الأثمان والأوراق الإقليمية، والترتيبات الأمنية.

ولـ «السفير» أضاف برنار كوشنير إلى وزارته، دور قراءة أفكار المفاوض الإسرائيلي وشروطه، والحديث باسمه. وقال الوزير الفرنسي «إنه من البديهي لإسرائيل، أن يتضمّن أي حوار مع سوريا، إذا ما قام الحوار، ويأخذ بالاعتبار قضية حزب الله».

ولا يعود إخفاق فرنسا بانتزاع دور الوساطة بين سوريا وإسرائيل إلى تفضيل سوري للقناة التركية حصراً، بل إلى حزب الله. لقد «اقترحنا المساهمة في الحوار بين سوريا وإسرائيل. الأتراك قاموا بهذه المهمة بإتقان خلال أسابيع وأشهر» ولكن ليس الدور التركي وحصريته، وموقف أنقرة من عملية غزة، هو ما يزعج إسرائيل، كما شاع من مواقف قادتها المعلنة، ولكن «من يمثل الصعوبة الرئيسية بالنسبة للإسرائيليين ليست تركيا بل حزب الله ومشكلة صواريخ حزب الله مشكلة خطيرة».

 

ولأن الصواريخ إلى حزب الله تأتي من إيران عبر سوريا، لا بد في قراءة وزير الخارجية الفرنسية، من ربطها بملف المفاوضات. «السلاح يمرّ من أين؟ من بلد مجاور لحدود إسرائيل الحساسة. لا يمكن أن يكون وجود صواريخ جيء بها من بلد آخر عامل سلام. من هنا يجب أن تشمل المفاوضات من حيث المبدأ إزالة كل العقبات التي تحول دون نجاحها، وكل العناصر التي تمارس تأثيراً عليها. زملاؤنا الأتراك يقولون الشيء نفسه، وبالنسبة لإسرائيل، لا بد أن يأخذ الحوار مع سوريا بعين الاعتبار، عند استئنافه، وضع حزب الله برمته».

وفي شأن زيارة الرئيس سعد الحريري إلى دمشق، يحمل كلام الوزير الفرنسي تمسكاً بذاكرته في اغتيال رفيق الحريري، دون التصريح علناً بأية اتهامات، ويتجاوزها «لأنه أمر إيجابي بعد تشكيل الحكومة اللبنانية، أن يلتقي رئيسها بالرئيس السوري، وأن يتحدثا على مدى ثلاث ساعات في اللقاء الأول. وستتبع اللقاء، زيارة أخرى قريبة، يقوم بها الرئيس الحريري على رأس وفد وزاري يختار هو أعضاؤه. وبأي حال إنه لقاء شخصي بين رجلين، وأنا لا أنسى التاريخ، ولست ممن ينسون التاريخ، ولسنا كثر بأي حال، وأعتقد أنه أمر إيجابي أن يلتقي الرجلان».

وكان مصدر فرنسي رفيع واكب المشاورات السورية الفرنسية، قد قال لـ«السفير» إن زيارة الحريري إلى دمشق تختم فصلاً مؤلماً من تاريخ العلاقات اللبنانية السورية، وهي أمر إيجابي جداً، ويمكن البناء عليها من خلال استئناف العمل على إنجاز ورقة الطريق التي كانت قد طرحتها باريس، من ترسيم الحدود، وإقفال ملف المفقودين، وتكييف العلاقات السورية اللبنانية والاتفاقات الموقعة مع إقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين.

ونفى كوشنير علمه بالطلب السوري لإنهاء مهمة مبعوث الأمم المتحدة تيري رود لارسن المكلف متابعة تنفيذ القرار 1559، وقال: «حسب معرفتي لا مجال لإيقاف لارسن عن العمل. وهذا الموضوع طرح عندما تسلّم الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون مهامه ولم نرغب بذلك والآن لم يطلب منا هذا».