خبر « إذاعة الأسرى » نافذة أم إبراهيم بحثا عن خبر يفرحها بالإفراج عن ابنها الأسير

الساعة 03:30 م|22 ديسمبر 2009

"إذاعة الأسرى" نافذة أم إبراهيم بحثا عن خبر يفرحها بالإفراج عن ابنها الأسير

بقلم عادل الزعنون

لا تفارق غالية بارود جهاز المذياع حتى لا تفوتها أي أخبار جديدة عن صفقة تبادل الأسرى مترقبة الإفراج عن ابنها البكر ابراهيم، ومبدية مبدية حزنها لفشل اتمام الصفقة بعد رفض الحكومة الاسرائيلية المصغرة التوقيع عليها.

   وتقول ام ابراهيم (75 عاما) "انا زعلانة على فشل الصفقة.. نريد ان تتم الصفقة لنفرح بابنائنا الاسرى احرارا".

   وتقلب ام ابراهيم ،التي ترتدي ثوبا اسود مطرز، بين المحطات على جهاز راديو صغير تمسكه بيدها وصوته مرتفع.

   وتتابع المراة التي بدا عليها الارهاق والتعب "انهارت اعصابنا ونحن نتابع على الاذاعة والتلفزيون اخبار الصفقة. لا انام الليل وانا استمع للاخبار واقلب من محطة لمحطة. وعندما تنقطع الكهرباء ابقي الراديو بجانبي".

   وقررت الحكومة الاسرائيلية المصغرة مساء الاثنين عدم المصادقة في الوقت الراهن على اتفاق لاطلاق مئات المعتقلين الفلسطينيين مقابل الافراج عن الجندي الاسرائيلي المحتجز في قطاع غزة جلعاد شاليط، ومواصلة المفاوضات في هذا الصدد.

   ولا تعرف ام ابراهيم ما اذا كان ابنها الذي امضى 24 عاما في السجن وبقي من محكوميته ثلاث سنوات من ضمن المشمولين في الصفقة.

   وتقول الام التي لم تر ابنها منذ 13 عاما بسبب منعها من زيارته في سجنه، ان "محمد توأم ابراهيم لديه تسعة ابناء واصبح جدا قبل عدة سنوات، وانا انتظر ان اقبل ابني ابراهيم وارقص في حفل زفافه". ويبلغ ابراهيم بارود اليوم من العمر 47 عاما.

   ورغم فشل الصفقة حتى الان تؤكد ام ابراهيم ان لديها "املا بان تنجح فجأة الصفقة ونرى اولادنا الاسرى بيننا لان دعواتنا وصلواتنا لا تتوقف للافراج عنهم".

   والتقت عشرات من امهات الاسرى الفلسطينيين خلال اعتصامهم الاسبوعي امام مقر الصليب الاحمر الدولي الاثنين في غزة وعبرن عن املهن باتمام صفقة التبادل فورا.

   وتقول ام احمد حرز زوجة الاسير نافذ حرز المعتقل منذ 1985 والمحكوم مدى الحياة "امالنا بان تتم الصفقة لنعانق الاسرى محررين".

   وتضيف "طبعا نحزن لعدم اتمام الصفقة.. ابو احمد اعتقل وترك وراءه ستة اطفال لكنه سيعود ان شاء الله وسيجد 25 حفيدا ينتظرون الافراج عنه بفارغ الصبر لمعانقته".

   وتتابع ام احمد مثل الاف امهات وزوجات الاسرى الفلسطينيين الاخبار عبر الراديو والتلفزيون والمواقع الالكترونية اولا باول في سبيل معرفة اي جديد.

   لكن والد الاسير موسى بدوي لا تشغله متابعة نشرات اخبار التلفزيون او الراديو لان الاخبار بالنسبة له "محبطة".

   ويقول ابو موسى البالغ 60 عاما "قلبي يعتصر دما ومرارة. كنا متأميلن ان تتم الصفقة امس (الاثنين) لكن اسرائيل تتقصد ان تلعب باعصابنا وتدمر الاسرى نفسيا..ابناؤنا حزموا امتعتهم في الحقائب بانتظار اتمام الصفقة لكن كلما تاخرت تنقلب لمرارة".

   ويضيف بدوي الذي جاءت عائلته من يافا "ابني موسى اعتقل وكان عمره 23 عاما عام 2000 عند حاجز ابو هولي بعدما خاض اشتباكا مسلحا مع قوات الاحتلال وكان بحوزته احزمة ناسفة. حكم عليه بالسجن 27 عاما بتهمة قتل يهود. هذا شرف كبير".

   ثم يضيف "امل ان نفرح بخروجه قريبا".

   وتتسلح ام موسى (56 عاما) والدة الاسير بدوي الذي لا تفارقها صورته بالصبر كما تقول، املا في ان تراه قريبا.

   وتقول المراة التي لم تر ابنها منذ سنوات وهي لا تستطيع ان تحبس دموعها، "كنت استعد لفرحتي بزواج موسى من خطيبته لكن اعتقلوه وحرموني من الفرحة".

   وتمنع اسرائيل اهالي الاسرى في قطاع غزة من زيارة ابنائهم في السجون منذ ثلاث سنوات.

   وكثفت اذاعة "صوت الاسرى" في غزة من بث الاغاني والاناشيد الوطنية خلال بثها لعشرات الرسائل القصيرة لاهالي الاسرى من الضفة الغربية وغزة.

   وبثت الاذاعة المحلية نص رسالة مكتوبة قالت انها من امين عام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين احمد سعدات المعتقل منذ اذار/مارس 2006، يقول فيها ان "الاسرى يتابعون عبر الاذاعة الاخبار والتطورات السياسية.. ورسائل الاهالي التي ترفع معنوياتهم".

   وقال صالح المصري مدير الاذاعة ان اذاعته تشكل "جسرا للتواصل بين الاسرى وذويهم وحريصون على بث كافة الاخبار بالتفاصيل المتعلقة بصفقة شاليط".

   والقت حماس باللائمة على اسرائيل بسبب تاخر اتمام الصفقة.

   وراى عبد الناصر فروانة الخبير في شؤون الاسرى ان "فشل وتأخير الصفقة اهون بكثير من ان تتم وفقا للمعايير الاسرائيلية وتجاهل الافراج عن ذوي الاحكام العالية".